حُقَّ لنا ولكل مواطن سعودي أن يفخر باليوم الوطني للمملكة؛ إذ يعد هذا اليوم نبراسا مضيئا يستهدي به أبناء الوطن، فيستحضروا مكتسبات ماضيهم ويحافظوا عليها، ثم ينطلقوا في بناء إنجازات جديدة تشهد للماضي، وتوثق الحاضر، وتؤكد صوابية الطريق الذي يسيرون عليه نحو المستقبل.
ينبغي لكل مواطن أن يعتز بالثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، فبه تُستنهَض هِمَم الكسالى، وتُستحَث عزائم المترددين، وبه أيضا تَتَّقِد نفوس الغيارى على هذا البلد المعطاء لأبنائه بسخاء.. فبهؤلاء وأولئك تبني البلاد أمجادها، فتصبح تاريخا يتوارثه الأبناء والأحفاد، وتكتب بمداد هذه الأمجاد شهادة حضورها بين الكبار، فالكبار لا يعترفون إلا بمن يصنع أمجاده بسواعد أبنائه.
لا بد لنا ولكل مواطن سعودي أن يستذكر ما قام به المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله - قبل 88 عاما، من توحيد البلاد تحت راية واحدة؛ فألقى بذور الأمن والاستقرار في ربوعها فأينعت حدائق غنَّاء ذات ظلال وارفة لجميع أبناء هذا الوطن ولمن يقيمون على أرضه، ثم سار على منواله أبناؤه حتى عصرنا الزاهر في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.
يجب على كل مواطن أن يحتفل بيوم بلاده الوطني الثامن والثمانين في هذه المرحلة تحديدا، وهذا التوقيت الذي تشهد فيه المملكة على ضفتها مراحل التغيير والتحديث ونقل اقتصادها إلى مصاف الكبار، من خلال تبني برامج الرؤية الطموحة التي تجري على قدم وساق على كل المستويات وفي كل المجالات، والتي بدأت تؤتي ثمارها.. ثم على الضفة الأخرى تدور رحى حرب التشكيك من المغرضين في كل ما تحياه المملكة من إنجازات وتطورات ستغير وجهها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا واجتماعيا.. هؤلاء المشككون يريدون لنا ألا نراوح مكاننا، لنظل في المؤخرة، وأن ننشغل بترهاتهم والرد عليها.
ينبغي لنا ولكل مواطن سعودي في هذه الذكرى الوطنية أن نجدد الولاء والعهد والوفاء لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وأن نبتهل في صلاواتنا أن يحفظ على هذه البلاد أمنها واستقرارها ورخاءها ورغد عيشها، وأن يبارك لنا في قادتنا ويحفظهم من كل سوء ومكروه.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.