في 25 سبتمبر الجاري، نظمت هيئة الثقافة والفنون في دبي دبي (للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث والآداب في الإمارة، حلقة نقاشية في قاعة معهد العالم العربي، على هامش المعرض الاستعادي الأول للفنان الإماراتي عبدالقادر الريس الذي يقام هناك خلال الفترة من 25 سبتمبر إلى 21 أكتوبر المقبل.
وقبل انطلاق الحلقة النقاشية، قدّم معالي زكي نسيبة، وزير دولة في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، عرضًا تقديميًا لمدة 30 دقيقة، سلط الضوء على محطات بارزة من مسيرة حياة المغفور له "بإذن الله" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما تناول أبعاد مبادرة "عام زايد 2018 في الإمارات"، والمآثر التي خلدها الوالد المؤسس لإلهام الأجيال المتعاقبة. وبعدها بدأت أعمال الحلقة النقاشية التي شارك بها كل من معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة الشيخ محمد بن راشد، ومعالي زكي نسيبة ومعالي جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي في باريس، وترأسها السيد علي خضره، مؤسس ورئيس تحرير كل من مجلتي "كانفاس" و"سوربيه".
ويعتبر معالي محمد المر أحد رواد الثقافة البارزين في إمارة دبي، حيث كان يترأس مجلس دبي الثقافي قبل تأسيس "دبي للثقافة"، ويشتهر أيضًا بجمع الأعمال الفنية التي يوجد بعضها في هذا المعرض، فضلاً عن استحواذه على شهرة واسعة بين كبار الكتّاب الإماراتيين.
وعاصر معالي زكي نسيبة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أنه من هواة جمع القطع الفنية، ويبدي اهتمامًا فائقًا لمختلف أشكال الفنون بشكل عام، ورافق "المغفور له بإذن الله" الشيخ زايد في أول زيارة رسمية له إلى فرنسا في يوليو 1975، وبصفته وزير دولة، أصبح معاليه الآن مسؤولاً عن الدبلوماسية الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ويتمتع معالي جاك لانغ بشخصية بارزة في المشهد الفني الفرنسي، ويحمل سجلاً هائلاً من الإنجازات في الحقل الثقافي الفرنسي. ومنذ توليه زمام منصبه كرئيس لمعهد العالم العربي في باريس، يقوم بزيارات متكررة إلى مختلف دول الوطن العربي، ليكون بذلك سفيرًا مشتركًا للجانبين، ويعمل على توطيد قيم التسامح والتفاهم المتبادل.
وتمحور الموضوع الرئيسي للحلقة النقاشية التي استقطبت عددًا من المهتمين، حول أهمية بناء العلاقات الثقافية بين الأمم والشعوب بعيدًا عن السياسة، خاصة وأن الثقافة تمثل واحدة من أقوى الروابط التي قد تجمع بين أي بلدين، لتعزيز التفاهم والاحترام والتسامح المتبادلين.
وركز المتحدثون أيضًا على أهمية المعرض الحالي الذي يأتي في إطار الاحتفال بالعام الثقافي الإماراتي- الفرنسي 2018-2019، إلى جانب استعراض مختلف محطات التعاون الثقافي التي تربط بين الدولتين، وسبل دعمها وتقويتها في المستقبل. وتناولت الجلسة النقاشية أيضًا مدى أهمية الثقافة كإحدى أدوات القوة الناعمة في تعزيز العلاقات بين الشعوب بعد الافتتاح الناجح للمعرض.
واستعرض المشاركون سبل دعم مبادرة عام "الحوار الثقافي الإماراتي - الفرنسي 2018"، وآليات تعزيز علاقات الصداقة الطويلة والعلاقات الثقافية الوثيقة مع فرنسا، كما أجمعوا على أن هذه الخطوة تكمل الجهود المستمرة من قبل الطرفين لتوطيد العلاقات والرتقاء بها إلى أعلى مستوى ممكن.
وكان العرض التقديمي من معالي زكي نسيبة بمثابة مقدمة مثالية للحدث، إذ تمكن من إبراز التأثيرات الإيجابية الحية التي تركها الشيخ زايد على قطاعات الثقافة والفنون والتراث والآداب. ومن خلال هذه الحلقة النقاشية، نجحت دبي للثقافة في إبراز دبلوماسيتها الثقافية التي تهدف إلى تقوية علاقات التعاون والتنسيق مع العديد من الوجهات والمراكز الثقافية مع الدول الشقيقة والصديقة حول العالم. واستعرض المشاركون في الحلقة جهود الإمارات عمومًا ودبي خصوصًا في نشر الثقافة العربية والتراث الوطني أمام الجمهور العالمي، والمساعي المبذولة من قيادتها الرشيدة لترسيخ الوعي إزاء قيم التسامح والفهم المتبادل والعيش المشترك المتضمنة في روح الإبداع الفني عن طريق مد جسور التبادل الثقافي، وهي الجوانب التي أبرزها المعرض، وستتناولها الحلقات النقاشية التي ستقام على هامشه خلال فترة انعقاده في باريس.
يذكر أن دبي للثقافة تلتزم بإثراء المشهد الثقافي لإمارة دبي انطلاقًا من تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل على مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، والمساهمة في المبادرات الاجتماعية والخيرية لما فيه الخير والفائدة للمواطنين والمقيمين في دبي على حدٍ سواء.