أدنوك توقع مذكرة تفاهم مع شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية

وقّعت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" اليوم، مذكرة تفاهم مع شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية، لدراسة تخزين احتياطي من نفط أدنوك الخام في منشأة جديدة تحت الأرض في "بادور" بولاية كارناتاكا الهندية، والتي تبلغ طاقتها الاستيعابية 2.5 مليون طن (حوالي 17 مليون برميل).

وتأتي مذكرة التفاهم مع الشركة المملوكة للحكومة الهندية والمتخصصة في تخزين احتياطي من النفط الخام للاحتياجات الاستراتيجية، بعد أيام من إعلان أدنوك عن تسليم آخر شحنة من إجمالي 5.86 مليون برميل من النفط الخام لتخزينه في منشأة واقعة في مانغلور بولاية كارناتاكا أيضاً.

حضر توقيع الاتفاقية معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها ومعالي دارمندرا برادهان، وزير البترول والغاز الطبيعي وتنمية المهارات وريادة الأعمال في الهند، وقام بتوقيعها عبدالله سالم الظاهري، مدير دائرة التسويق والمبيعات والتجارة في أدنوك، وإتش بي إس أهوجا، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية المحدودة خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك".

وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: "تتماشى مذكرة التفاهم مع توجيهات القيادة الرشيدة بمد جسور التعاون مع مختلف دول العالم، وتؤكد على الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والهند في مجال الطاقة من خلال أدنوك. ونتطلع إلى تحويل هذه الاتفاقية الإطارية إلى شراكة تعود بالنفع على البلدين الصديقين، وتخلق فرصاً لأدنوك لزيادة وصول منتجاتها من النفط الخام عالي الجودة إلى سوق يشهد نمواً متسارعاً في قطاع التكرير، وإلى تمكين الهند من ضمان أمن الطاقة وتلبية الطلب المحلي المتنامي عليها".

وتعد أدنوك شركة النفط والغاز الأجنبية الوحيدة التي التزمت حتى الآن ببرنامج احتياطي النفط الخام الهندي. كما أنها شريك رئيسي مع أرامكو السعودية وائتلاف من شركات النفط الوطنية الهندية، في بناء واحدة من أكبر مجمعات تكرير النفط والبتروكيماويات في الهند، والتي سيتم إنشاؤها في راتناجيري بولاية ماهاراشترا.

من جانبه قال معالي دارمندرا برادهان: "تعكس هذه الاتفاقية روابط التعاون القوية بين الهند والإمارات العربية المتحدة، كما أنها ستسهم في تعزيز وتوسعة شراكتنا الاستراتيجية في مجال الطاقة مع أدنوك من خلال بحث إمكانية تخزين نفطها الخام في منشأة بادور، وهو ما سيساعدنا بشكل كبير على تعزيز احتياطي البلاد الاستراتيجي من النفط".

وبالإضافة إلى حصة أدنوك في مصفاة راتناجيري، تم في شهر فبراير الماضي تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والهند في قطاع الطاقة بعد حصول ائتلاف ثلاث شركات هندية يضم كلاً من شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية "فيديش" و"مؤسسة النفط الهندية" و شركة "بهارات بتروريسورسيس"، على نسبة 10% في امتياز "زاكوم السفلي" البحري في أبوظبي.

وقد قامت شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية حتى الآن ببناء عدة منشآت تخزين تحت الأرض بسعة إجمالية تبلغ 5.33 مليون طن في كل من   فيزاكاباتنام (1.33 مليون طن)، ومانغالور (1.5 مليون طن)، وبادور (2.5 مليون طن). كما أعلنت الحكومة الهندية في يناير 2018 عن تطوير منشأتين جديدتين في تشانديكول في ولاية أوديشا الشرقية بسعة (4 ملايين طن)، وفي بادور بسعة (2.5 مليون طن)، وهو ما سيرفع من قدرة الهند على تلبية احتياجات البلاد من النفط في حالة الطوارئ من 10 أيام إلى 22 يوماً.

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة (IEA)، متوقع نمو معدلات طلب الهند على الطاقة أكثر من أي بلد آخر في الفترة حتى عام 2040، حيث من المتوقع أن يتضاعف استهلاك الطاقة فيها بحلول عام 2040، أي بنسبة 25% من إجمالي الزيادة عالمياً، وهو ما يمثل أكبر نسبة نمو في استهلاك النفط على الاطلاق، مدفوعًا باقتصاد سينمو إلى أكثر من خمسة أضعاف حجمه الحالي، ونمو سكّاني سيجعلها أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.

وتعتمد الهند بنسبة تزيد عن 82% على الواردات لتلبية احتياجاتها من النفط الخام تبلغ حصة دولة الإمارات منها حوالي 8%. وإلى جانب دورها في مساعدة الهند على ضمان أمن الطاقة لديها، ستمكن مشاركة أدنوك في منشآت تخزين النفط من تلبية الطلب على الطاقة بكفاءة وتنافسية عاليتين.