ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بأهمية توفير مقومات التعليم لفئات الأطفال والشباب على امتداد العالم العربي، وبتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أعلنت المؤسَّسة عن الانتهاء من مرحلة تقييم المشاركات في «تحدي الأمية» بدورته الأولى، وذلك تمهيداً للإعلان عن الفائزين وتكريمهم ضمن فعاليات قمة المعرفة 2018، والتي تنظمها المؤسَّسة يومي 5 و6 ديسمبر 2018 في مركز دبي التجاري العالمي.
وشهد «تحدي الأمية» مشاركة مجموعة متميزة من المشاريع والمبادرات المعنية بمحو الأمية، إلى جانب مشاركة نخبة من الشخصيات الملهمة ممَّن قدَّموا دوراً مهماً في مجال مكافحة الأمية ونشر المعرفة في مختلف دول العالم.
وحول الموضوع قال سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، إنَّ معضلة الأمية في العالم العربي تعدُّ من القضايا المقلقة التي يعاني منها العديد من المجتمعات العربية، والتي تفاقمت تأثيراتها خلال السنوات القليلة الماضية؛ بسبب التوترات والحروب التي تشهدها بعض دول المنطقة، حيث تتطلب تحركاً جدياً وسريعاً من قِبَل الدول والحكومات للحدِّ من انتشار الأمية، وتمكين التعليم في المجتمعات المتأثرة بأوضاع المنطقة.
وأضاف: ""كانت ومازالت دولة الإمارات سبّاقة في إطلاق وتنفيذ مشاريع كبرى ومهمّة تدعم مكافحة الأمية في دول المنطقة والعالم، انطلاقاً من إيمان قيادتنا العميق بأهمية التعليم في بناء المجتمعات وتحقيق استدامتها وتوفير حياة كريمة لكافة أفرادها، وتأتي مبادرة (تحدي الأمية) لتواكب هذه المبادرات، وتسهم في الحدِّ من انتشار الأمية، التي طالت حتى الآن أكثر من 30 مليون شخص دون سن الثامنة عشرة في العالم العربي، ليبلغ متوسط الأمية في منطقتنا العربية 17 في المئة، وهي نسبة كبيرة إذا تمَّت مقارنتها بحجم التطوُّر التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، والذي يوسع من حجم الفجوة بين المجتمعات ذات النسب المرتفعة في التعليم والأخرى التي تعاني تزايد الأمية، ما يستدعي حشد الجهود لطرح الحلول المعالجة لهذه المشكلة المتفاقمة".
بدورها أفادت سهام الفلاحي، رئيس فريق تحدي الأمية، إن مشروع «تحدي الأمية»، يسعى إلى تعويض ما فقده الأفراد من فرص التعليم النظامي، وطريقة لمكافحة مشكلة الأمية الخطيرة التي تثقل كاهل المنطقة بأكملها، كما أنه سيشكِّل أداة لتضييق الفجوة بين الجنسين في التعليم، وتحقيق التعليم للجميع.
كما يتطلَّع المشروع إلى مساعدة الشباب والكبار على تنمية قدراتهم ومعارفهم ومهاراتهم، وتعزيز مؤهلاتهم، والتأثير بشكل إيجابي في سلوكهم والمساهمة في رفاهيتهم الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز مستويات ثقافتهم. ويقوم التحدّي على أساس جائزة شجرة المعرفة، حيث يتأهل المتسابقون بناءً على أكبر عدد من الأفراد ممَّن تمكَّنوا من محو أميتهم، كما أنَّ المتعلم الجديد الذي حقَّق أكبر قدر من التقدُّم في مسيرته التعليمية على مدار عام سيكون مستحقاً لنيل الجائزة.
وحسب بيانات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، بلغ معدل الأمية في الدول العربية لعام 2018 للفئة العمرية «15 سنة فأكثر»، 21% مقارنة مع 13.6% كمتوسط عالمي، وهو معدّل مرشّح للارتفاع أكثر في ظلّ الأوضاع التعليميّة التي تعانيها بعض الدول العربية.
وتشير الإحصائيات إلى أنَّ نسبة الأمية لدى الذكور في الوطن العربي بحدود 14.6%، بينما ترتفع نسبة الأمية عند الإناث إلى 25.9%.. وقد بلغ عدد الأميين في العالم العربي في عام 2016 ما يقرب من 65 مليون أميٍّ، وتعدّ أسباب الزواج المبكّر والتفكّك الأسري والطلاق، إلى جانب المشاكل الاقتصادية والفقر والبطالة، أهم العوامل المؤدية إلى تفاقم مشكلة الأمية في العالم العربي.