أعلنت مدينة الشارقة للنشر، أول منطقة حرة للنشر على مستوى العالم، عن تقديم إعفاء بنسبة 20% من قيمة التراخيص اللازمة لممارسة الأعمال في المدينة وكافة المصاريف المصاحبة لها، لجميع الناشرين المشاركين في معرض نيودلهي للكتاب الذي يحتفي بالشارقة ضيف شرف دورته الـ 27 والتي تقام تحت شعار "كتب للقراء ذوي الاحتياجات الخاصة".
وجاء الإعلان خلال حفل عشاء نظمته المدينة مساء اليوم الأول من المعرض، وجمع نخبة من الشخصيات الرسمية والمثقفين والناشرين الهنود المشاركين في المعرض، إلى جانب أعضاء الوفد الممثل لدولة الإمارات والشارقة، حيث حضر الحفل كل من الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة رئيس وفد الشارقة إلى الهند، وسعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وسعادة أحمد البنا سفير الدولة في الهند، وسفير المملكة المغربية في الهند سعادة محمد المالكي، وسعادة عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة، وسعادة عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وسعادة د. حبيب الصايغ الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، وبالديف باهي شارما، رئيس ناشونل بوك تراست -الجهة المشرفة على معرض نيودلهي للكتاب.
واستهل سعادة أحمد بن ركاض العامري الحفل بكلمة شكَرَ فيها الجانب الهندي على اختياره الشارقة ضيف شرف الدورة الـ27 من معرض نيودلهي الدولي للكتاب، واستعرض التاريخ الطويل للعلاقات الهندية والإماراتية، معتبراً تكريم الإمارة بهذا الاختيار تأكيداً على أن العلاقات بين الثقافات المختلفة والشعوب، تشكل مدخلاً للعلاقات السياسية والاقتصادية السليمة بين بلدان العالم أجمع.
وأشار العامري إلى أهمية اللقاء الذي جمع هيئة الشارقة للكتاب ومدينة الشارقة للنشر بناشرين ومثقفين، موضحاً أن هذه اللقاءات سيدعم حركة النشر الدولية وتعرف الناشرين بالمزايا التي تقدمها الشارقة من خلال مكونات مشروعها الثقافي المتكامل وفي مقدمته، مدينة الشارقة للنشر.
كما أشار العامري إلى دور معارض الكتب الدولية والفعاليات المصاحبة لها في تعزيز قيم التعددية والتسامح وقبول الاختلاف وتسهيل الحوار البناء القائم على احترام الحقوق والمصالح، مؤكداً أن هذا النوع من القيم بات ضرورة ملحة لجميع العالم بدون استثناء.
وقدم سالم عمر سالم، مدير مدينة الشارقة للنشر، عرضاً تقديمياً أمام حضور حفل العشاء، استعرض فيه الخدمات التنافسية التي تقدمها المدينة للناشرين، مشيراً إلى أن فكرة المدينة كأول منطقة حرة مختصة بقطاع النشر على مستوى العالم كانت فريدة من نوعها وجاءت ثمرة الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وكشف مدير مدينة الشارقة للنشر تاريخ العلاقات الإماراتية الهندية التي توجت بحصيلة تجارية بين البلدين بلغت نحو 60 مليار دولار، لافتاً إلى أن الهند والإمارات من بين أفضل 5 شركاء استيراد وتصدير على مستوى العالم، وخلال العامين الماضيين 2017 و2018 شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين ارتقاءً لافتاً عبر توقيع عدد كبير من مذكرات التفاهم الهامة.
وتطرق سالم إلى واقع حركة النشر وصناعة الكتاب في دولة الإمارات العربية المتحدة، بقوله: "قيمة استيراد الكتب والنشر داخل أسواق الدولة بلغت نحو 126 مليون دولار أمريكي، بينما بلغت قيمة الكتب المستوردة من الهند نحو 10 مليون دولار أمريكي، حيث تحوز الإمارات على 41% من قيمة سوق الكتب المستوردة على مستوى العالم العربي، وتسعى للوصول إلى سوق نشر إماراتي مميزة بقيمة 650 مليون دولار أمريكي بحلول العام 2030.
وأضاف سالم : "أنشئت المدينة لخدمة الناشرين المحليين والعرب والعالميين، وتمنح المستثمرين حق التملك الكامل والحر إلى جانب إعفاء عملياتها من أي نوع من الضرائب المعتمدة في الدولة، أما مدة استخراج التراخيص اللازمة لمزاولة العمل في مدينة الشارقة للنشر فلا تتعدى 24 ساعة".
واشتملت مراسم حفل العشاء عروضاً فنية قدمتها الفرقة الوطنية الإماراتية قدمت خلالها تشكيلة من الأغاني العربية التقليدية لتعريف الجمهور بالتنوع الثقافي والفني التي تزخر به المنطقة العربية.