ضمن فعاليات إمارة الشارقة المشاركة في الدورة الـ 27 معرض نيودلهي الدولي للكتاب والتي تحتفي بالشارقة ضيف شرف المعرض لهذا العام، نظم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين، جلستين حواريتين، حملت الأولى عنون: "الحكايات الشعبية"، بينما تناولت الثانية كتب المتاحف وكيفية جعلها اكثر مناسبةً للأطفال واليافعين.
وشارك في الجلسة الأولى سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للكتاب، مؤلف مختص بالحكايات الشعبية، وسورابي خانا مهندسة ومصممة ألعاب تجسد شخصيات الحكايات الشعبية، وأدار الجلسة ثريا الصابري. فيما شارك في الجلسة الثانية كل من عائشة ديماس، مدير الشؤون التنفيذية بهيئة الشارقة للمتاحف، وسودها ستوا باسو، ممثل دار "تارا بوكس" للنشر المختصة بكتب الأطفال، وأدار الجلسة علياء الشامسي أطفال، رسامة وكاتبة كتب أطفال.
وأكد سعادة عبد العزيز المسلّم على أهمية الحكاية الشعبية في حفظ التاريخ وحمايته من الضياع، واعتبر أن الحكاية تعبر عن تفاصيل المراحل التاريخية للمجتمعات بصورة دقيقة وفي الوقت نفسه مجازية، ومحملة بالإشارات والدلالات، حيث كان الناس يقولون في الحكاية ما لا يستطيعون قوله في الواقع، وبين المسلّم أن مقومات بقاء الحكاية الشعبية قوية، على عكس المدونات التاريخية التي قد تختفي باختفاء شخصيات معينة استخدموها لتخليد سيرتهم.
وناشد المسلّم الناشرين للحفاظ على الحكايات الشعبية كما هي، وعدم تغييرها بحجة أن تكون مناسبة للمرحلة، وأشار إلى أن هذا النوع من الحكايات وليد مرحلة بعينها تحمل صفاتها وقيمها وطبيعة علاقات الناس فيها وبالتالي لا يمكن تغييرها لتتناسب مع مرحلة أخرى. وقال: "الحكاية الشعبية بمثابة لقاح وقائي للأفراد ضد أمراض المستقبل الثقافية، وكان الناس لا يوجهون النصح لأطفالهم بشكل مباشر، بل يروون لهم حكاية لإيصال ما يريدون قوله بطريقة مقبولة".
وحول أوجه الشبه بين الحكايات الشعبية الإماراتية والهندية، قال المسلّم :" لدينا تاريخ طويل من التبادل بيننا وبين الهند لا يقتصر فقط على السلع المادية بل ويشمل الثقافات والعادات الاجتماعية، حيث نشأ الجيل القديم بشكل خاص على حكايات شعبية من الهند والصين وغيرها من دول الشرق التي نقلت حضاراتها للعالم بالحكاية قبل أي شيء آخر".
وحول علاقة تصميم وصناعة الألعاب بالحكايات الشعبية، قالت سورابي : "لجأ الإنسان منذ القدم إلى الألعاب لرواية حكاياته للجمهور بطريقة جذابة وسهلة الفهم لجميع الفئات، ومن هنا نشأت فكرة مسارح الدمى التي كانت عبارة عن ترجمة حركية لكلمات الحكاية بواسطة الألعاب المصنوعة من مواد بسيطة".
واشارت سورابي إلى أهمية أن يتخيل الأطفال صور أبطالهم من الحكايات الشعبية وابتكار ألعاب تجسد شخصياتهم لما لذلك من أهمية بالغة في تطوير قدرتهم على تحويل الرواية وقيمها وأفكارها إلى واقع. ونوهت سورابي إلى أن العلاقة بين الحكايات الشعبية والحديثة هي علاقة تكامل وتواصل، وأوضحت أن الروايات التي تصورها الأفلام الحديثة هي تطوير للشكل التقليدي من نفس الحكاية باستخدام أدوات تقنية حديثة، وشددت سورابي على أهمية الحفاظ على جوهر التراث الشعبي لأنه شكل أساساً للثقافات المختلفة لشعوب العالم.
وفي الجلسة الثانية، تناولت عائشة ديماس تاريخ المتاحف في إمارة الشارقة التي بدأ تأسيسها منذ أكثر من 30 عاماً وتتنوع إلى متاحف فنية وتراثية ودينية وغيرها، وقالت :" يرعى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة واقع المتاحف في الإمارة لما لها من أهمية في حفظ الثقافة والهوية التاريخية للشعب الإماراتي، ولصاحب السمو مقولة هامة عن المتاحف فحواها : "نحن نبني المتاحف لنعلم بها أجيال المستقبل".
وتابعت ديماس : "من أجل تسهيل وصول الأطفال إلى المعرفة التي تزخر بها المتاحف، قمنا بتعزيز علاقتنا مع وزارة التربية والتعليم، وأضفنا على الكتب المدرسية نبذات لتعريف الأطفال بالمتاحف الموجودة في الدولة وتشجيعهم على زيارتها".
وحول كيفية تعزيز جاذبية كتب المتاحف للأطفال واليافعين قالت ديماس ": هناك مسؤولية مشتركة بين المتاحف ودور النشر، تتلخص في أهمية الاتفاق على صناعة كتاب يحتوي على مواد تعليمية ذات جودة عالية ويتمتع بالجمالية في الوقت ذاته".
أما سودها باسو، فاعتبر أن هناك قلة في إنتاج كتب المتاحف للأطفال واليافعين، وأن العديد من المتاحف التي زارها حول العالم لا تصدر كتباً لتعريف هذه الفئة الناشئة بتاريخها وأصولها، وقال :" إذا لم نعرف من أين جئنا فلن نتمكن من معرفة إلى أين نحن ذاهبون".
واعتبر باسو أن دور المتاحف هو ان تتكيف مع احتياجات ورغبات الأطفال لتسهيل توطيد علاقتها معهم بحيث تصبح زيارة المعرض شغف الطفل ورغبته الخاصة ولا يشعر أنه ذاهب إلى هناك للتعلم بل للمرح، وشدد على أهمية إنتاج كتب متاحف خاصة للأطفال والابتعاد عن الأنماط التجارية التي تركز على الشكل وتهمل المضمون.