أثبتت شركة أرامكو السعودية مدى مقدرتها الفائقة في المحافظة على معدل إنتاجها البترولي الكبير الثابت من خلال تنفيذ عدة مشروعات توسعية لتطوير إنتاجية عدة حقول برية وبحرية متقادمة لزيادة إنتاج النفط الخام والغاز، وقالت في عرض تقدمي ذا صلة بالتنقيب والإنتاج لأعمال النصف الأول من 2019 بأنها «حافظت على مكانتها البارزة كإحدى الشركات العالمية الموردة للطاقة والجديرة بالثقة، حيث بلغ إنتاجها من إجمالي المواد الهيدروكربونية 13,2 مليون برميل من المكافئ النفطي في اليوم خلال النصف الأول من عام 2019». في وقت لم تغفل أرامكو جانباً التنقيب والاستكشاف حيث واصلت الشركة نجاحها باكتشاف حقل للغاز وسبعة مكامن بالإضافة إلى أربعة نجاحات في تحديد مكامن للنفط والغاز.
ولكي تحافظ أرامكو على مكانتها القوية بوفرة إمداداتها النفطية الثابتة ومستوى معتدل مستقر لسقف إنتاجها السنوي، بدأت الشركة برامج زيادة الإنتاج من حقلي المرجان والبري والتي من المتوقع أن تسهم في زيادة الطاقة الإنتاجية للحقول بمقدار 550 ألف برميل في اليوم من النفط الخام العربي الخفيف المتوسط و2,5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز تشمل إنتاج 360 ألف برميل من سوائل الغاز الغنية بالإيثان والمكونات الأثقل، وبقيمة إجمالية للعقود بلغت 67,5 مليار ريال (18 مليار دولار)، ويشمل برنامج حقل المرجان إنشاء معمل غاز في منطقة تناقيب.
ويمثل برنامج زيادة الإنتاج في حقل المرجان مشروعات متكاملة لزيادة إنتاج النفط الخام والغاز المصاحب، والغاز غير المصاحب، وغاز أعلى المكمن من حقل المرجان المغمور، حيث سيتم إنشاء معمل بحري حديث لفصل الغاز عن الزيت، و24 منصة بحرية للنفط والغاز وحقن المياه. إضافة إلى توسعة مرافق معالجة النفط المركزية في منطقة تناقيب، وإنشاء معمل متكامل لمعالجة الغاز فريدٌ من نوعه في المملكة، وكذلك مرافق مخصصة لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي وتجزئتها، ومرافق لبيع وحقن الغاز، ومعمل إنتاج مزدوج لتوليد الطاقة الكهربائية، وآخر لتحلية المياه، وإنشاء خطوط أنابيب نقل جديدة للنفط الخام والمنتجات الأخرى إلى منصات التصدير والمستهلكين المحليين، وكذلك توسعة الحي السكني لاستيعاب الموظفين الناتج عن توسع أعمال الشركة في منطقة الأعمال الشمالية.
ويهدف برنامج زيادة الإنتاج في حقل المرجان إلى رفع حجم إنتاج النفط الخام العربي المتوسط بمقدار 300 ألف برميل في اليوم، فيما يهدف برنامج حقل البري إلى زيادة الإنتاج بواقع 250 ألف برميل من النفط الخام العربي الخفيف في اليوم ويشتمل البرنامج على إنشاء معمل جديد لفرز الغاز عن النفط، في جزيرة أبو علي لمعالجة 500 ألف برميل من الخام العربي الخفيف في اليوم، إلى جانب إنشاء مرافق إضافية لمعالجة الغاز في معمل الغاز في الخرسانية، لمعالجة 40 ألف برميل من مكثفات المواد الهيدروكربونية المصاحبة. ويتضمن البرنامج إنشاء محطة حقن مياه، وجزيرتيّ حفر صناعيتين و11 منصة نفط وحقن مياه بحرية و9 مواقع برية لإنتاج النفط وتوريد المياه.
أما معمل الغاز في الفاضلي قدرت أرامكو أن تبلغ طاقة معالجته للغاز الخام 2,5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم عند بدء تشغيله، ويسير هذا المشروع وفق الجدول الزمني المحدد لبدء التشغيل في وقت لاحق من عام 2019. ومن المتوقع لهذا المشروع أن يصبح مكوناً أساسياً في شبكة الغاز الرئيسة التابعة للشركة. كما أنه يشكل جزءاً من إستراتيجية الشركة لتحقيق زيادة كبيرة في إنتاجها من الغاز.
وتوقعت أرامكو إتمام كافة الأعمال الإنشائية لمشروع معمل الفاضلي العملاق للغاز والكهرباء وإنجازه بنهاية 2019، ليساهم بالوصول بالطاقة الإنتاجية للغاز في المملكة إلى أكثر من 17 مليار قدم مكعبة قياسية بحلول 2020، حيث يؤمل من هذا المعمل الواقع شمال الجبيل بأن تساهم هذه الزيادة في إمدادات الغاز الطبيعي بدعم جذب مزيد من القطاعات الصناعية السعودية منها الحديد والصلب، والألومنيوم، والبتروكيميائيات، وتحلية المياه، وإنتاج الكهرباء، والصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة التي تعمل على إنتاج المذيبات، والوقود، والمواد المتقدمة الأخرى.
وترى أرامكو بأن مشروع معمل غاز الفاضلي يمثل امتداداً لمشروعات أخرى تسهم في تحقيق أحد الأهداف الاستراتيجية لبرنامج التحول الوطني 2020 وهو تعويض الاحتياطات والمحافظة على الطاقة الإنتاجية للبترول وزيادة حجم إمدادات الغاز من خلال تطوير أعمال الاستكشاف والاحتياطات وتطوير قطاع النفط والغاز ورفع تنافسية قطاع الطاقة وفق رؤية المملكة 2030. ويتلقى معمل الفاضلي الغاز غير المصاحب لمعالجته من إمدادات حقل الحصباة البحري الذي يدعمه بطاقة 2 مليار قدم مكعبة قياسية، ومن حقل الخرسانية البري بطاقة 500 مليون قدم.
وينتج معمل الفاضلي 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية من غاز البيع، و4.000 طن متري في اليوم من الكبريت، و470 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز لتشغيل محطة مجاورة للتوليد المشترك للكهرباء والتي ستلبي متطلبات الطاقة والبخار للمحطة وتصدير نحو 1.100 ميغاواط من الكهرباء. في وقت تنظر أرامكو لهذا المشروع بأهمية إستراتيجية في موقعه في منطقة كثيفة استخدام الطاقة وبكونه أضخم مشروعاتها للغاز والكهرباء الحديثة الجاري تشييدها حالياً ويمثل جزءاً أساسياً من شبكة الغاز الرئيسة بالمملكة حيث يساهم مع معملي واسط ومدين في إضافة أكثر من 5 مليارات قدم مكعبة قياسية من قدرة معالجة الغاز غير المصاحب سعياً لتوفير إمدادات آمنة ومستقرة من اللقيم للصناعات البتروكيميائية وغيرها ومصادر الطاقة في المملكة.