قامت "السعودية للكهرباء" بالاستثمار في "مركز الأبحاث والتطوير" المتخصص ببيئات العمل الحارة والقاسية، والواقع ضمن "مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا" بالدمام.
وعلى مدى عامين، سيغطي الاستثمار أعمال تطوير حلول مبتكرة تعزز الأداء التشغيلي لمحطات الطاقة عند استخدام زيت الوقود الخام والثقيل في توليد الطاقة الكهربائية. وسيتم استخدام جزء من الاستثمار أيضاً لإنشاء منصة اختبار مخبرية في " مركز الأبحاث والتطوير "، بالإضافة إلى منصة اختبار صناعية في منشأة تابعة للشركة السعودية للكهرباء في المملكة. علاوة على ذلك، سيقدّم خبراء "جنرال إلكتريك للطاقة" معارفهم وخبراتهم إلى الكوادر المتخصصة في "السعودية للكهرباء" لتطوير مهاراتهم في تشغيل المعدات المتقدمة وإجراء اختبارات تحسين العمليات.
وقد تكون الحلول التي سيتم تطويرها قابلة للتطبيق في العديد من محطات التوليد التي تستخدم الوقود السائل حول العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وأفريقيا. ووقع الاتفاقية كل من فهد بن حسين السديري، الرئيس التنفيذي المكلف للـ "السعودية للكهرباء"، وجوزيف أنيس، الرئيس والمدير التنفيذي لوحدتي أعمال خدمات الطاقة وأنظمة الطاقة الغازية لدى "جنرال إلكتريك" في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا؛ وذلك بحضور عدد من كبار مسؤولي الشركتين.
من جانبه، قال جوزيف أنيس: "تفخر ’جنرال إلكتريك‘ بدعم تطوير قطاع الطاقة في المملكة لأكثر من 80 عاماً. ويؤكد هذا التعاون على علاقتنا التاريخية القوية مع ’السعودية للكهرباء‘ والمملكة العربية السعودية، كما تدعم مساعينا في تقديم ابتكارات من شأنها الارتقاء بمستقبل قطاع الطاقة. وبدءاً من الاستثمار في إنشاء مرافق التصنيع والخدمات المحلية، وانتهاءً بتدريب الشباب السعودي وتطوير سلاسل التوريد المحلية، نؤكد التزامنا كشركاء في نمو المملكة على المدى الطويل، وبناء منظومة قوية لصناعات الطاقة السعودية".
ويهدف المشروع البحثي الأول إلى تعزيز ديناميات احتراق أنواع الوقود السائل منخفض الدرجة، الأمر الذي من شأنه مساعدة العملاء على تحقيق وفورات سنوية تقدر بملايين الدولارات عبر تقليل فترات الصيانة، وزيادة استمرارية العمل في محطات الطاقة بنسبة تصل إلى 2%، وتحقيق وفورات في استهلاك الوقود تصل إلى 2%، وخفض انبعاثات أكاسيد النيتروجين الضارة بنسبة تصل إلى 30%، وخفض مستويات أكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة بنسبة تصل إلى 60%، وكذلك التخلص من الانبعاثات الدخانية.
أما المشروع الثاني، فيهدف إلى إزالة عنصر الفاناديوم السام الموجود بكثرة في البترول، والذي يسبب العديد من الآثار الجانبية السلبية مثل تآكل المعدات في محطات الطاقة التي تعمل بالنفط. ويمكن أن يساهم تطبيق الحلول الجديدة بتحقيق وفورات سنوية كبيرة للعملاء، بالإضافة إلى فوائد أخرى مثل تفادي استخدام إضافات منع التآكل في الوقود المستخدم، وزيادة الإنتاج بنسبة تصل إلى 7%، وكذلك زيادة الكفاءة بنسبة تصل إلى 0,8%.
يشار إلى أن "مركز الأبحاث والتطوير " أصبح بمثابة منصة رئيسية للابتكار في قطاع الطاقة بالمملكة. ويعتبر المركز - الذي يشكل استثماراً بقيمة تزيد على 15 مليون دولار - أول منشأة لشركة "جنرال إلكتريك" في العالم تضم خمسة مختبرات متطورة، و18 مهندساً وباحثاً متخصصاً، عدا عن تسجيلها أكثر من 20 براءة اختراع حتى تاريخه لابتكارات متميزة في قطاع الطاقة. ويعد هذا المركز جزءاً من "مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا" الذي يضم مركزاً لخدمات وإصلاح التوربينات الغازية؛ و"مركزاً للمراقبة والتشخيص لرصد أصول توليد الطاقة عن بعد؛ بالإضافة إلى "جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة"، وهو مشروع مشترك بين "دسر" و"جنرال إلكتريك" لتصنيع توربينات الغاز عالية الأداء ومكوناتها داخل المملكة.
يجمع "جنرال إلكتريك" والمملكة العربية السعودية تاريخ طويل من التعاون والشراكات. ويوجد في المملكة اليوم أكثر من 500 توربين غازي، كما تساهم تقنيات الشركة في توليد ما يزيد على 50% من الطاقة الكهربائية التي تنتجها المملكة.