انتهت فعاليات الدورة السنوية الثانية من معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للكهرباء السعودية، الحدث الأكثر أهمية في قطاع الطاقة والكهرباء في المملكة العربية السعودية والذي قاد توجهات قطاع الطاقة، بفضل النقاشات الثرية التي شهدها بين أهم خبراء القطاع.
ويأتي تنظيم المعرض بدعمٍ من مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والغرفة التجارية الصناعية بالرياض؛ واستضافته مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض بمشاركة أكثر من 100 علامة تجارية محلية ودولية سلطت الضوء على أحدث منتجات الطاقة والجيل التالي من حلول الطاقة المتجددة بما يلبي المتطلبات المتزايدة في المملكة على الطاقة الكهربائية، وينسجم مع دعم رؤية السعودية 2030.
وترجّح التحليلات الأخيرة أن تصل القيمة السوقية لقطاع الطاقة في المملكة العربية السعودية إلى 60.68 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2024، مع الإشارة إلى المبادرات التي تقودها الحكومة لتعزيز القطاع التجاري والصناعي باعتباره القوة الدافعة الرئيسية لعجلة التنمية الشاملة لقدرات الطاقة في المملكة. وتتألق دورة المعرض هذا العام بمشاركة واسعة من أبرز لاعبي القطاع، وتزخر بمجموعة كبيرة من الفرص الاستثمارية التي تقود الصفقات والشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وشغل المعرض مساحة 3500 متر مربع، واستعرض أحدث المنتجات والخدمات التي تعد بمستقبل أكثر ذكاء وازدهاراً للمملكة. وغطي المعرض خمسة قطاعات مخصصة من بينها توليد الطاقة، ونقلها وتوزيعها، والإضاءة، والطاقات المتجددة، وتخزين الطاقة.
وفي تعليقه، قال ديب كاراني، مدير المعرض من ’إنفورما ماركتس‘ التي نظمت فعاليات المعرض والمؤتمر: "شهدت المملكة العربية السعودية عملية تحوّل نوعيّ هامة وكبيرة، تشجّع خوض المزيد من الاستثمارات في مجال تطوير قطاع الطاقة في المملكة. وحافظ معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للكهرباء السعودية على مكانته كمنصة رئيسية لاستعراض التطورات، وتشجيع الاستثمارات المستقبلية في القطاع، وتوفير فرص التعاون والتواصل وتدعيم العلاقات".
وشهدت فعاليات معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للكهرباء السعودية، حضور مجموعة من المتحدثين البارزين في القطاع على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكبرى الجهات المعنية، وصناع السياسة، ورواد القطاع، ومزودي الحلول لاستكشاف التوجهات ومبادرات النمو المستقبلية.
وقدمت وفود وزارية من الأردن والكويت أفكاراً ورؤى هامة حول مشهد الطاقة المتجددة، والتطورات الأخيرة في هذا المجال؛ فيما حدد مسؤولون وزاريون من المملكة العربية السعودية البرنامج السعودي الطموح للطاقة المتجددة.
وأوضح الدكتور أليكس هيرنانديز، مدير حزمة الطاقة المتجددة -قسم الصناعة لدى وزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية: "يستند قطاع الصناعة بشكل أساسي على الاستدامة والتنافسية عبر الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. وتستهدف رؤيتنا المستقبلية توفير الدعم لقطاع الصناعة المحلي، وحث المصنعين العالميين على تعزيز تنافسيتهم وتقديم خدماتهم لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والاستفادة من فرص استثمارية مجزية في ظل بلوغ حجم السوق في هذا القطاع الحيوي 100 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2023.
وفي دراسة مثيرة للاهتمام، بينت "أبيكورب" تخطي الاستثمارات في قطاع الطاقة للمرة الأولى لنظيرتها في قطاع النفط. ولفت كبير الاقتصاديين مصطفى الأنصاري إلى أهمية أن يكون الجيل القادم من المكثفات قادراً على مواجهة الطلب الإضافي الذي يستوجب ضخ المزيد من الاستثمارات. وأضاف أن هذا التطور والتناغم في استخدام أجيال جديدة من المكثفات يتطلب استثمارات إضافية في البطاريات والقدرات التخزينية للوصول إلى صيغة فعالة تضمن توفير الكهرباء على مدار الساعة".
وتشير إحدى الدراسات التي أجرتها ’إنفورما ماركتس‘ إلى حاجة المملكة لاستثمارات بقيمة 500 مليار ريال سعودي (133 مليار دولار أمريكي)، وهو ما تسعى الحكومة السعودية لتحقيقه جزئياً عبر أنواع الطاقة المتجددة. ولدعم هذه التوجهات، يحتضن المعرض والمؤتمر قسم "الطاقة المتجددة في المنطقة العربية"، وهو عبارة عن منصة مخصصة لحلول الطاقة المتجددة.
تجدر الإشارة إلى أن معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للكهرباء السعودية يُقام بتنظيم من شركة ’إنفورما ماركتس‘، والتي تدير مجموعة واسعة من الفعاليات المتخصصة في مجال الرعاية الصحية، والمعارض العقارية والطاقة في المملكة العربية السعودية، وهو مصمم لدعم رؤية السعودية 2030، ويسعى لتعزيز خطط التوطين والسعودة.