١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
السيارات | الجمعة 20 ديسمبر, 2019 12:11 صباحاً |
مشاركة:

بوش تزوّد السيارات بنظام مراقبة داخلية بالكاميرات للحفاظ على حياة الركّاب

يمكن للعديد من الأخطاء المرتكبة أثناء القيادة، مثل النوم لبرهة من الزمن وتشتت انتباه السائق وعدم ربط حزام الأمان أن تؤدي إلى عواقب وخيمة. لذا يسعى مطورو السيارات لتزويدها بأنظمة استشعار تراقب حالة السائق والركّاب والطريق بهدف تجنّب المواقف الخطيرة أثناء القيادة وربما الحوادث أيضاً. ولدعم هذا التوجّه، طوّرت شركة ’بوش‘ نظام مراقبة داخليّ جديد معزز بتقنيات الذكاء الاصطناعي والكاميرات. وتعليقاً على ذلك، قال هارالد كروجر، عضو مجلس إدارة شركة ’روبرت بوش المحدودة المسؤولية‘: "ترتبط معرفة نظام السيارة لحالة السائق والركاب ارتباطاً وثيقاً مع زيادة مستوى الراحة والسلامة". ومن المقرر أن يبدأ إنتاج نظام ’بوش‘ في عام 2022، حيث سيعترف الاتحاد الأوروبي بتكنولوجيا السلامة، مثل نظام تحذير السائقين عند تشتت انتباههم، كميزة أساسية في السيارات الجديدة. وتتوقع المفوضية الأوروبية أن تنقذ متطلبات السلامة الجديدة للمركبات أكثر من 25 ألف شخص، وتساعد على منع ما لا يقل عن 140 ألف إصابة خطيرة بحلول عام 2038. وتأمل الشركة أن يساعد نظام المراقبة الداخلي الجديد على حل مشكلة أساسية في السيارات ذاتية القيادة. فعلى سبيل المثال، عند انتقال مسؤولية القيادة من نظام القيادة الآلي إلى السائق على الطريق السريع، يتوجب على نظام السيارة التأكد من أن السائق ليس نائماً أو منهمكاً بقراءة صحيفة أو إرسال رسائل إلكترونية على هاتفه الذكي.

 

كاميرا ذكية تراقب السائق باستمرار

يكفي أن ينظر السائق إلى هاتفه الذكي أو يغلبه النعاس لمدة 3 ثوان فقط لتقطع السيارة مسافة 42 متراً بسرعة 50 كيلومتر في الساعة دون أية مراقبة. ويقلل العديد من الناس من مخاطر هذا الإهمال، لكن الدراسات الدولية تشير إلى أن حوالي حادث واحد من أصل كل 10 حوادث ينتج عن تشتت الانتباه أو النعاس. وهذا ما دفع ’بوش‘ إلى تطوير نظام مراقبة داخلي يكتشف هذا الخطر ويحذّر منه بالإضافة إلى المساعدة أثناء القيادة. وتستند آلية عمل النظام إلى وضع كاميرا مدمجة في عجلة القيادة مهمتها كشف زيادة إطباق جفني السائق، أو تشتت انتباهه، أو الإشاحة بنظره نحو الراكب أو المقاعد الخلفية. ويستخلص النظام الاستنتاجات الصحيحة من هذه المعلومات بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي، ثم يوجّه السائقين الغافلين للانتباه، ويوصيهم بالراحة إذا كانوا متعبين، وربما يقلل من سرعة السيارة - وذلك بما يتوافق مع تعليمات صانعي السيارات والمتطلبات القانونية.

 

وفي هذا الصدد، يقول كروجر: "ستعزز الكاميرات وميزات الذكاء الاصطناعي من مستويات الأمان في السيارات". ولتحقيق ذلك، استخدم مهندسو ’بوش‘ خوارزميات معالجة الصور الذكية والتعلم الآلي لتزويد النظام بالقدرة على فهم أفعال السائق. وسنورد مثالاً يوضح كيفية كشف شعور السائق بالنعاس، حيث يخضع النظام بدايةً للتدريب باستخدام تسجيلات لحالات قيادة واقعية، ليتمكن بعد ذلك من تحديد حالة السائق الجسدية بالاستناد إلى البيانات المسجلة لوضعية الأجفان ومعدل رمش العين. وهذا ما يتيح للنظام إعطاء تحذير مناسب للحالة، فضلاً عن تدخّل أنظمة مساعدة السائق. وستحظى أنظمة التحذير التي تطلق أصوات التنبيه في حال تشتت الانتباه أو النعاس بأهمية بالغة في المستقبل، إذ سيدرج البرنامج الأوروبي لتقييم السيارات الجديدة (NCAP) هذه الأنظمة كأحد معاييره المتبعة لتقييم سلامة السيارات بحلول عام 2025. هذا ويضمن نظام المراقبة الداخلية الجديد خصوصية السائقين عبر إرسال المعلومات التي يتم جمعها إلى البرنامج الموجود في السيارة نفسها لتقييمها - دون حفظها أو إرسالها إلى أطراف ثالثة.

 

تنتقل مسؤولية القيادة من السيارة إلى السائق وبالعكس مثل سباق التتابع

يمثل التناغم بين السيارة وسائقها أمراً بالغ الأهمية، خاصةً عندما تنتقل السيارة إلى وضع القيادة الآلية. وبعد تفعيل هذا الوضع، يمكن للسيارة أن تنطلق بانسيابية على الطرقات السريعة دون تدخل السائق. لكن ذلك يتطلب أن تتمتع السيارة أيضاً بالقدرة على إعادة عجلة التحكّم إلى السائق عند مواجهة حالات معقّدة، مثل القيادة عبر منطقة بناء، أو عندما يقترب مخرج الطريق السريع. وهنا يأتي دور الكاميرا في استعادة السائقين للتحكّم بأمان خلال مرحلة القيادة الآلية، وذلك عبر ضمان عدم استسلامهم للنوم وإطلاق إنذار للتنبيه في حال بقيت عيني السائق مغلقتين لفترة طويلة. كما يحلل النظام تسجيلات الكاميرا لتأسيس قاعدة بيانات تربط بين وضعية السائق وسرعة استجابته للإنذار، ليتم ضبط التوقيت اللازم لنقل مسؤولية القيادة. وتعليقاً على ذلك، قال كروجر: "سيشكّل نظام ’بوش‘ لمراقبة السائق عنصراً أساسياً للقيادة الآلية الآمنة".

 

عندما تبقى السيارة كاميرا المراقبة متيقظة باستمرار

تتضمن مهمة نظام ’بوش‘ الجديد مراقبة السائق وجميع الركاب الآخرين. ولتحقيق ذلك، تُثبّت كاميرا أعلى أو أسفل مرآة الرؤية الخلفية لمراقبة مقاعد الركاب؛ إذ يمكن للنظام عبر هذه الكاميرا ملاحظة قيام الأطفال في المقعد الخلفي بإزالة حزام الأمان وتنبيه السائق حول ذلك. وكمثالٍ آخر، تؤثر وضعية الركاب في المقعد الخلفي بشكل كبير في قدرة السيارة على حمايتهم، فإذا كانوا في وضع ميلان للأمام بزاوية كبيرة أو يرفعون أقدامهم على المقعد المجاور، لن تتمكن الوسائد الهوائية وحزام الأمان من حمايتهم في حال وقوع حادث. وهنا تتجلى أهمية كاميرا المراقبة الداخلية بتحديد وضع الجلوس وضبط الوسائد الهوائية ودرجة شد الحزام لضمان أفضل حماية ممكنة. كما يمنع نظام المراقبة الداخلية تحرير الوسادة الهوائية الخاصة بمقعد الراكب في حال وجود سرير للأطفال على المقعد. هذا وتحمل السيارات المتوقفة خطورةً عالية على الأطفال، حيث فقد أكثر من 50 طفلاً حياتهم في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2018 (المصدر: KidsAndCars.org)، إما بسبب تركهم في السيارة لوقتٍ قصير أو ركوبهم لها دون ملاحظة الأهل. ويمكن لنظام ’بوش‘ الجديد التعرف على هذا الخطر، وتحذير الأهل بسرعة عن طريق إرسال رسالة إلى هواتفهم الذكية. كما يمكنه تحذير خدمات الطوارئ في الحالات الطارئة. وتسلط المناقشات الجارية حول مشروع قانون Hot Cars Act في الولايات المتحدة الأمريكية الضوء على اهتمام المشرّعين بالحلول التكنولوجية لمعالجة هذه المشكلة.

كاميرا لمزيد من الراحة

يُعنى نظام ’بوش‘ الجديد بتوفير المزيد من الراحة للسائقين. ويمكن لكاميرا المراقبة الداخلية التعرف على هوية الشخص الذي سيتولى القيادة وتعديل مرآة الرؤية الخلفية وارتفاع عجلة القيادة ونظام المعلومات والتسلية بما يتناسب مع التفضيلات الشخصية للسائق. كما يمكن استخدام الكاميرا للتحكم بنظام المعلومات والتسلية عن طريق إشارات العين واليد.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة