أعلنت الشركة العربية للاستثمارات البترولية (ابيكورب)، وهي مؤسسة مالية تنموية متعددة الأطراف، اليوم عن استحواذها على حصة تبلغ 20% من شركة رياح الأردن للطاقة المتجددة في المملكة الأردنية الهاشمية، وهي الشركة المالكة لمحطة الطفيلة لطاقة الرياح. ويعدّ هذا الاستثمار أول استثمار مباشر لابيكورب في مشروع لطاقة الرياح وأول استثمار مباشر لها في المملكة.
هذا وتنسجم رؤية شركة رياح الأردن للطاقة المتجددة مع أهداف الأردن الطموحة المتمثلة في تعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة بما يصل إلى 20% من القدرة الإجمالية لتوليد الطاقة الكهربائية في البلاد بحلول عام 2021، مما يجعل من مصادر الطاقة الجديدة والمستدامة مصدراً مهماً من مصادر توليد الطاقة الكهربائية في الأردن.
وقد بلغت تكلفة محطة الطفيلة لطاقة الرياح التي تم تدشينها رسمياً في ديسمبر 2015 نحو 287 مليون دولار أمريكي وتشكّل 12% من القدرة الإجمالية الفعلية لتوليد الطاقة المتجددة في الأردن حالياً، حيث تصل قدرتها الإنتاجية إلى 117 ميجاواط وتولد سنوياً حوالي 350 جيجاواط/ساعة، وهو ما يكفي لتزويد 83,000 منزل بالكهرباء.
يشار إلى أن ملكية وإدارة محطة الطفيلة لطاقة الرياح تعود إلى شركة مشروع رياح الأردن للطاقة المتجددة، والتي تمتلك شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) حصة فيها تبلغ 50%، بينما يمتلك الـ 50% الأخرى ائتلاف مكوّن من ابيكورب بنسبة 20% وشركة تماسك القابضة، ذراع الاستثمار وتطوير البنية التحتية التابع لشركة البلاغة القابضة للاستثمار ومقرها المملكة العربية السعودية بنسبة 30%.
وإلى جانب تقليص الانبعاثات بحوالي 235 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، فقد خضعت المحطة خلال فترة التطوير إلى تقييم شامل للأثر البيئي والاجتماعي بموجب المبادئ التوجيهية الأردنية المعمول بها لإصدار التصاريح البيئية وأفضل الممارسات الدولية، وذلك من أجل تحديد الأثر البيئي والاجتماعي المحتمل على المناطق المحيطة به. كما وتستمر الشركة خلال فترة التشغيل بالالتزام بمتطلبات الجهات الرسمية والتمويلية البيئية والمجتمعية.
إلى ذلك، صرح د. أحمد علي عتيقة، الرئيس التنفيذي لابيكورب: "إننا نفخر بشراكتنا في شركة مشروع رياح الأردن للطاقة المتجددة، إحدى شركات الطاقة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وإن هذا الاستثمار يدعم مكانة ابيكورب كشريك موثوق لقطاع الطاقة في المنطقة ويعكس التوجه الاستراتيجي لإتاحة الطاقة الكهربائية المستدامة في المنطقة، وهو مجال تعد الأردن فيه من قصص النجاح الأبرز على الصعيد الإقليمي. وإننا نرى في طاقة الرياح عنصراً واعداً وتقنية رئيسية في مزيج توليد الطاقة الكهربائية في المنطقة مستقبلاً نظراً لوفرة موارد الرياح في العالم العربي، مما يوفّر مصدراً مستداماً وفعالاً للطاقة ويتيح لملايين الناس الحصول على الطاقة الكهربائية الحديثة ويحفّز فرص العمل والنمو الاقتصادي."
من جانبه قال السيد محمد البلوي، رئيس مجلس إدارة شركة تماسك القابضة: تعد محطة الطفيلة لطاقة الرياح استثماراً استراتيجياً لشركة تماسك القابضة. ويُظهر هذا الاستثمار الذي يعدّ الأول لنا في المملكة الأردنية الهاشمية التزامنا بتطوير البنية التحتية المستدامة، ونحن فخورون بشراكتنا مع المؤسسات الرائدة مثل مصدر وابيكورب في هذا الاستثمار الذي سيمهد الطريق أمام تعزيز استثمارنا في مشاريع البنية التحتية المستدامة مثل محطة الطفيلة لطاقة الرياح."
ووفقاً لتقرير نشره المجلس العالمي لطاقة الرياح في فبراير 2020، فقد حلّت الأردن (190 ميجاواط) بعد مصر (262 ميجاواط) والمغرب (216 ميجاواط) في إنتاج طاقة الرياح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويشير التقرير إلى أن قطاع طاقة الرياح تعد من أهم التقنيات لإنتاج طاقة مستدامة وفعالة من حيث التكلفة، إذ ستتيح لشريحة واسعة من الناس إمكانية الحصول على الكهرباء، وتسهم في توليد الوظائف للعمالة الماهرة ودفع عجلة النمو الاقتصادي.
ومن جهته قال السيد محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر: "ترحب مصدر بـابيكورب وتماسك القابضة شركاءً في شركة مشروع رياح الأردن للطاقة المتجددة ومحطة الطفيلة لطاقة الرياح، وهي أول محطة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح على نطاق تجاري في منطقة الشرق الأوسط. ويشير استثمار هذه الشركات المرموقة إلى ثقة المستثمرين في المنطقة بقدرة الطاقة المتجددة على أن تصبح مصدراً رئيسياً وموثوقاً لاحتياجات الطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما يعكس نجاح المملكة الأردنية الهاشمية في تنويع مزيج الطاقة من خلال استغلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية."
إلى ذلك قال السيد سامر جودة، رئيس مجلس إدارة شركة مشروع رياح الأردن للطاقة المتجددة: "تلعب محطة الطفيلة لطاقة الرياح دوراً رائداً في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في الأردن، وذلك من خلال الاستفادة الفعالة من موارد الرياح في المملكة. وإن استثمار الشراكات الرائدة مثل ابيكورب وشركة تماسك القابضة ومصدر في شركة رياح الأردن للطاقة المتجددة إنما يؤكد الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع وسداد رؤيتنا الرامية لتوليد الطاقة النظيفة والمستدامة في المملكة، ومن شأنه أن يعزز الاستثمار في الطاقة المتجددة ويسهم في تحقيق أهداف المملكة في تنويع المصادر المحلية للطاقة."
ووفقاً لتقرير ابيكورب “توقعات استثمارات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2020-2024” الصادر مؤخراً، ستحتاج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى ضخّ استثمارات بقيمة 144 مليار دولار أمريكي في قطاع توليد الكهرباء لتلبية احتياج المنطقة من الطاقة. كما وتشير آخر تقديرات المجلس العالمي لطاقة الرياح إلى أن المنطقة ستضيف ما مجموعه 10.7 جيجاوات من طاقة الرياح خلال نفس الفترة، ما يعادل 167% زيادة عن القدرة الانتاجية الحالية.