رفع معالي وزير النقل المهندس صالح بن ناصر الجاسر خالص التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله- وإلى الشعب السعودي كافة، بمناسبة الذكرى التسعون لليوم الوطني للمملكة.
وقال الجاسر: إن ذكرى اليوم الوطني تعزز فخرنا بالإنجازات الكبيرة المتتابعة في كافة قطاعات الدولة بشكل عام، وفي قطاع النقل والخدمات اللوجستية على وجه الخصوص، التي لم تكن لتتحقق لولا الدعم السخي وتسخير كافة الإمكانات التي مكّنت الوزارة من أداء أدوارها وقيامها بمهامها على الوجه المطلوب، مما أسهم في تنمية وتطوير قطاع النقل، مضيفًا أن ما تشهده المملكة اليوم من تنمية وإنجاز تحقق بتوفيق الله ثم بفضل الجهود المخلصة التي بذلها القيادة الرشيدة منذ عهد المؤسس -رحمه الله- وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -أيده الله- الذي يواصل مسيرة البناء والتنمية محققا لوطننا وأبناء شعبه المجد والعز ومزيد من الخير التي يتردد صداه عاليًا في جنبات الوطن وعلى أمتنا العربية والإسلامية.
وقال معاليه إن الطرق في الجزيرة العربية، بدأت كمسار للقوافل التجارية والحج ودروب للرحالة، واعتمدت في استمرارها على توفر المياه والأمان لسالكيها. وبعد ان وحد الملك عبد العزيز آل سعود المملكة، سجل التاريخ أول إنشاء لجهة رسمية تعنى بالنقل في عام 1372هـ / 1953م، بمسمى وزارة المواصلات، وأسهم دعم الحكومة السعودية لشبكة النقل المترامية الأطراف على مدى التاريخ، في أن تكون المملكة العربية السعودية الآن الأولى عالمياً في مؤشر ربط الطرق، حيث أن إجمالي أطوال الطرق التي نفذتها وزارة النقل بلغت أكثر من 73,500 ألف كيلومترًا، صُممت استناداً على مقاييس عالمية للربط بين المدن والمحافظات ببعضها، علاوة على أن وزارة النقل تلعب دورًا كبيرًا في تنفيذ العديد من الطرق الدائرية في بعض المناطق والمدن، وإنشاء الجسور التي يبلغ عددها اليوم أكثر من خمسة آلاف جسر، بالإضافة إلى تنفيذها العقبات في المناطق الجبلية التي تكثر في جنوب المملكة، وإنجازها تنفيذ وصيانة الطرق الداخلية التي تربط مدن ومحافظات المنطقة ببقية المناطق، وها نحن مستمرون على نفس الخطى، عازمون على تحقيق المساعي بما يتوافق مع رؤية تحولنا الوطني ورؤية مملكتنا الغالية 2030 بكل إيمان وعزم.
مضيفًا أن منظومة النقل منذ ذلك الحين تحظى بدعم لامحدود لخدمة قاطني المملكة وزوارها، والارتقاء بجودة الحياة في مدن المملكة، فمن خلال هذا الدعم تعمل كافة المنظومة على رفع كفاءة البنية التحتية لقطاع النقل عبر دراسة وتصميم وتنفيذ مشاريع الطرق الرئيسية بين مناطق المملكة وصيانتها بكفاءة ورفع مستوى السلامة عليها، موضحًا أن الوزارة تشارك في تنسيق أعمال المنظومة ودعم التشريعات المنظمة للقطاع وجميع أعمال التخطيط والإشراف على قطاعات النقل البري والبحري والجوي بالمملكة، بما يضمن تحقيق اهداف رؤية 2030 لتصبح المملكة مركزًا لوجستيًا عالمياً يربط القارات الثلاث، وذلك ضمن أطر ومنهجية واضحة رسمت معالمها رؤية المملكة 2030، مما يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والقدرة التنافسية للمملكة على المستوى الدولي.
وأكد معاليه حرص الوزارة على رفع مستوى الخدمات المقدمة لكافة المستفيدين من خلال إشراك القطاع الخاص وفق معايير تقنية متطورة وجودة عالية، بما يسهم في نقل الخبرات والتجارب العالمية والتوسع في تطبيق أنظمة النقل الذكية على الطرق وفي إنشاء وتشغيل مشاريع محطات النقل متعدد الوسائط للركاب والبضائع ومراكز النمو اللوجستية، لافتًا إلى أن الوزارة تستفيد وتسخر التقنية في مجال النقل بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص بهدف توحيد العمليات، وتقليص الإجراءات وزيادة الشفافية بما يحقق رفع مستوى الخدمات وطرحها بشكل يليق ويعكس نهضة المملكة وتقدمها، وتوفير الحياة الكريمة لكل من يعيش على أرضها.
وأبان معاليه أن من أهم ركائز رؤية 2030 هو تحويل المملكة إلى المحور اللوجستي المفضل في المنطقة، والقادر على الربط الفعال للمسارات التجارية بين ثلاث قارات هي آسيا وأوروبا وأفريقيا، إذ أن ملامح هذه الرؤية بدأت تتضح، ومع مواصلة الجهود وتكثيفها لجعل عمليات الاستيراد والتصدير أكثر سلاسة، وإعادة تشكيل لوائح وهياكل حوكمة القطاع اللوجستي، وفتح الطريق أمام تحرير السوق ومشاركة القطاع الخاص، وعقد الشراكات بين القطاعين العام والخاص بهدف تمويل البنى التحتية واستقطاب القدرات من أصحاب الخبرات، فإنه من المأمول -بمشيئة الله- بحلول عام 2030 أن تتبوأ المملكة العربية السعودية مكانها بين أهم المراكز اللوجستية في المنطقة، لاسيما أنها تحظى بدعم لامحدود من القيادة الرشيدة إضافة إلى كونها غنية بكوادرها البشرية، علاوة على ثقلها الاقتصادي وموقعها الجغرافي المتميز، إذ تمتلك المملكة الاقتصاد الأكبر في المنطقة، حيث تسهم بحوالي 38% من إجمالي الناتج المحلي و21% من تعداد السكان في هذه المنطقة، ويعد موقع المملكة المركزي مثاليًا للتوزيع كما أنها تقع مباشرة على الطريق التجاري الذي يربط بين آسيا وأوروبا، والذي يمر منه 12% من تجارة الحاويات سنويًا.
وقال الجاسر أن المملكة قامت بإطلاق برنامج من تسع مبادرات للنهوض بقطاع الخدمات اللوجستية، تتلخص في تبسيط عمليات الاستيراد والتصدير، وتبني الأنظمة الإلكترونية، وإنشاء خطة رئيسية متكاملة للبنية التحتية في قطاع النقل، وزيادة السعة المخصصة للشحنات الجوية، والتحسين التنظيمي للقطاع اللوجستي، وإصلاح قطاع الموانئ، وإصلاح قطاع السكك الحديدية، وتحرير قطاع خدمات الشحن الجوي الأرضية، وتطوير المناطق الاقتصادية الخاصة، مؤكدًا أن المملكة تهدف لخفض التكاليف والحد من العوائق التي تكتنف عملية إقامة الأنشطة التجارية، وأشكال دعم التجارة، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إضافة إلى دراستها خططًا لتطوير عدد من المناطق الاقتصادية الخاصة الجديدة التي تتميز بإجراءات ميسرة لإقامة الأنشطة التجارية، وسياسات ضريبية جذابة، ومناطق للمخازن الجمركية، وكفاءة في الربط بين وسائل النقل، ولن تتوقف المملكة عند هذا الحد، فمع اكتساب قطاع اللوجستيات المزيد من القوة والثقل، تبقى أعين المستثمرين معلقة بالفرص الواعدة في هذا القطاع الحيوي والفعال.
وقال معاليه إننا نفاخر بدعم قيادتنا لقطاع النقل والخدمات اللوجستية الذي نرى نتائجه على أرض الواقع، من خلال إنشاء صالة سفر جديدة لمطاري خليج نيوم ومطار عرعر الجديد، إضافة إلى تدشين خط ملاحي جديد لخدمة النقل الساحلي للحاويات على ساحل البحر الأحمر عبر مينائي جدة الإسلامي وميناء الملك عبدالله برابغ، علاوة على تشغيل عددًا من الخطوط الملاحية بين المملكة وشرق إفريقيا وشرق آسيا، وتوقيع عقود الإسناد للخدمات البحرية في مينائي جدة الإسلامي وميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، إضافة إلى تقدم المملكة في مؤشر التجارة عبر الحدود من المرتبة 158 إلى 86 ضمن تقرير ممارسة الأعمال 2020 الصادر عن مجموعة البنك الدولي، بالإضافة إلى تقدمها من المرتبة 23 من عام 2016م إلى المرتبة 19 في عام 2019م على صعيد مؤشر الارتباط بخطوط الملاحة المنتظمة الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، كما تمكن القطاع من تأسيس شراكة بين القطاعين العام والخاص في محطة الشحن الثانية بمطار الملك خالد الدولي، والانتهاء من إنشاء عدد من الطرق في كافة أنحاء المملكة، وذلك من خلال إضافة عدد من الطرق لشبكة النقل لتعزيز الربط بين القرى والمدن والمحافظات والمناطق، مما أسهم في أن تحتل المملكة المرتبة الأولى عالميًا في تقرير منتدى التنافسية العالمي لعام 2019م على صعيد مؤشر ترابط شبكة الطرق بجانب أمريكا وإسبانيا، وقال الجاسر إن منظومة النقل قدمت دعمها للأفراد والمنشآت لتجاوز التداعيات الاقتصادية الناتجة عن أزمة كورونا، من خلال تأجيل تحصيل عدد من الدفعات والمخالفات وتمديد المهل الممنوحة لهم، إضافة إلى إطلاق عدد من المنصات الإلكترونية لدعم الأفراد، وغيرها من المبادرات، مضيفًا أننا تمكنا ولله الحمد من تدريب 26 مواطنة في مجال المراقبة الجوية بالشراكة مع شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية وفق أعلى المعايير الدولية والقدرات الفنية.
وأضاف معاليه: من حقنا أن نفخر ونعتز بما نعيشه من رخاء واستقرار وبما يتحقق في كل يوم من إنجازات في كافة قطاعات الدولة، وفي قطاع النقل والخدمات اللوجستية على وجه الخصوص، حيث يتأكد جلياً أن لهذا القطاع تأثير ودور رئيس في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة، يتثمل ذلك بمساهمة وزارة النقل وكافة قطاعاتها في العديد من برامج الرؤية ومن أهمها برنامج الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية من خلال تطوير البنية التحتية والخدمات المقدمة، ورفع كفاءة التشغيل في مختلف قطاعات النقل، إضافة إلى جانب برنامج ضيوف الرحمن من خلال تيسير تنقل الحجاج والمعتمرين، وبرنامج التخصيص وذلك بطرح مجموعة من مشاريع قطاع النقل السككي وبرنامج الشراكات الاستراتيجية، وتخصيص عدد من المطارات، والتعاون مع مراكز التميز من خلال انشاء مكتب مركز كفاءة الإنفاق، واليوم نشهد نتائج توجيهات قيادتنا الرشيدة نحو تحقيق مبدأ حكومة فعالة، عبر التعاون والتكامل بين الجهات والقطاعات الحكومية، والذي يؤكد سعي قيادتنا لبناء مستقبلٍ مشرق ومُستدام لمملكتنا الغالية، بما يعود نفعه على المواطن والمقيم والزائر.
واختتم معاليه حديثه: "إن اليوم الوطني يعد ذكرى خالدة نستشعر فيها نعمة الأمن والأمان والاستقرار ورغد العيش في ظل قيادتنا الرشيدة، التي صاغت نهضة البلاد الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية،سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ بلادنا ويديم عزها ومجدها وأمنها ورخاءها واستقرارها ويحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأن يوفقهم لما فيه الخير والصلاح للبلاد والعباد، كما نحمده سبحانه على نعمة الأمن والأمان والاطمئنان والازدهار التي تعيشها بلادنا، وما هيأه من أسباب دوامها باتخاذ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهجًا في جميع الشؤون والتعاملات، ونشكره تعالى على ما تزخر به بلادنا من ثروات وإمكانات وموارد بشرية مؤهلة، كل هذا أهلها لتكون في مصاف الدول المتقدمة، مما يدعونا إلى المحافظة على مكتسباتنا، ومواصلة العمل لتحقيق المزيد من التقدم والنجاح.
وأبان معاليه أن هذا اليوم يأتي تجسيدًا لذكرى وحدةِ وطنٍ يسطرها التاريخ كإحدى أعظم ملاحم التوحيد خلال القرن العشرين، داعيًا الله عز وجل أن يرحم الملك المؤسس ويسدد على طريق الحق خطى أبنائه من بعده، وأن يحفظ هذا الوطن وأبناءه من كل سوء ويسبغ عليهم نعم الأمن والأمان والرخاء والاستقرار تحت ظل توجيهات قيادتنا الرشيدة وأن يوفق المسؤولين والعاملين المخلصين في بلادنا الغالية لرفع مكانتها عاليًا.