: كشفت نتائج استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الثاني عشر لرأي الشباب العربي الصادرة اليوم، عن استمرار دولة الإمارات العربية المتحدة للعام التاسع على التوالي ’البلد المفضل‘ بالنسبة للشباب العربي. وترسخ هذه النتيجة مكانة الإمارات بين أوساط الشباب العربي كواحدة من أفضل الأماكن للعيش ونموذجاً يحتذى به لبقية دول العالم العربي.
فلدى سؤالهم عن البلد الذين يتطلعون للعيش فيه، اختار حوالي نصف الشباب العربي (46%) دولة الإمارات؛ فيما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية (33%)، وتلتها كندا (27%)، والمملكة المتحدة (27%)، وألمانيا (22%).
كما احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى (52%) لدى سؤال الشباب العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن الدولة التي يريدون لبلدانهم أن تقتدي بها. فيما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية (30%)، وتلتها ألمانيا (23%) وكندا (21%) واليابان (20%).
ولدى سؤالهم تحديداً عن أكثر الأفكار المرتبطة بدولة الإمارات، ذكر الشباب العربي عوامل عدة حل في المراتب الخمسة الأولى منها: الأمن والأمان (44%) والباقة الواسعة من فرص العمل (36%)، والرواتب المجزية (32%)، والاقتصاد المتنامي (31%)، والوجهة المتميزة لتكوين أسرة (25%).
ومما يؤكد على المكانة الراسخة لدولة الإمارات في جميع أنحاء العالم العربي، أن الغالبية العظمى من الشباب العربي (89٪) يرون أنها حليف لبلادهم؛ بالإضافة إلى كونها من أهم 3 قوى صاعدة نجحت بترك البصمة الأكبر في العالم العربي، إلى جانب المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
علاوةً على ذلك، احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى كأفضل قيادة على مستوى العالم في مكافحة جائحة "كوفيد – 19". وقد حظيت الجهود الحكومية المبذولة في هذا الإطار بإشادة الشباب الإماراتي، حيث قال 98٪ إنهم أصبحوا الآن "أكثر فخراً" بانتمائهم الوطني مما كانوا عليه قبل الجائحة. كما وافق الشباب الإماراتي بنسبة 100% على طريقة تعامل الحكومة مع تفشي الجائحة.
كما كشفت نتائج أكبر دراسة مستقلة عن الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي أجرتها وكالة التحليلات والأبحاث الاستراتيجية العالمية "بي إس بي" لصالح شركة "أصداء بي سي دبليو"، عن آراء الشباب العرب حول مجموعة من الموضوعات بما في ذلك الاحتجاجات المناهضة للحكومات التي اندلعت العام الماضي في أجزاء عدة من المنطقة، وكذلك حقوق الجنسين، والهوية الشخصية، والوظائف، والديون الشخصية، والعلاقات الدولية، واستهلاك المحتوى الإعلامي.
وشمل الاستطلاع 4,000 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً من 17 دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع توزع العينة بين الجنسين بنسبة 50:50. وتم إجراء البحث على مرحلتين، حيث شمل الاستطلاع الرئيسي 3,400 مقابلة شخصية أجريت بين 19 يناير و3 مارس 2020 قبل أن يصل تأثير جائحة "كوفيد – 19" إلى المنطقة؛ في حين تم إجراء استطلاع "نبض كوفيد – 19" في المرحلة الثانية بين 18 و26 أغسطس 2020 في ست دول عربية، وشمل 600 مقابلة شخصية وعبر الإنترنت.
وبهذه المناسبة، قال سونيل جون، رئيس شركة "بي سي دبليو الشرق الأوسط"، ومؤسس "أصداء بي سي دبليو": "لطالما كانت دولة الإمارات على مر سنوات عديدة منارة أمل في المنطقة. ويواصل هذا البلد الأمثل والمتفرد، الذي يحتفي بالتعددية الاجتماعية والدينية والثقافية، كسب إعجاب الشباب العرب الذين يعتبرونه البلد الأفضل عالمياً للعيش ويريدون لبلدانهم أن تقتدي به؛ متفوقاً على جميع نظرائه من البلدان الغربية والشرقية. وهذا خير دليل على الإيجابية والنظرة الاستشرافية التي تتمتع بها دولة الإمارات قيادةً وشعباً".
وأردف جون: "أظهرت نتائج الاستطلاع تنامي حس الانتماء الوطني لدى الإماراتيين عقب تسجيل بلادهم خلال هذه السنة الاستثنائية العديد من الإنجازات غير المسبوقة، بما في ذلك نجاحها في إطلاق مسبار الأمل إلى المريخ في أول مهمة عربية إلى الفضاء، وتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل. كما ينعكس هذا في نتائج رئيسية أخرى للاستطلاع، إذ عبر الشباب الإماراتي عن آراء مناقضة كلياً لغالبية نظرائهم في البلدان الأخرى لا سيما بخصوص ثقتهم بقدرات حكومتهم، والرغبة في الهجرة، والانتماء الوطني الذي يعتبرونه أكثر جوهرية لهويتهم الشخصية من الدين".
وفي حين أكد نصف الشباب العربي في المنطقة أنهم فكروا بمغادرة بلدانهم نتيجة قلة فرص العمل والفساد الحكومي المستشري، فقد نفى 90% من الشباب الإماراتي تفكيرهم بالموضوع.
وكما أشار الباحث المقيم الأول في معهد دول الخليج العربية في واشنطن حسين إبيش، في رأي تحليلي كتبه في ورقة عمل الاستطلاع: "تمكنت الإمارات في السنوات الأخيرة من إرساء نموذج عربي جديد لكيفية تفاعل الحكومة والمجتمع مع مجموعة متنوعة من الأفراد والمجتمعات على أساس التعددية والتسامح والتنوع. ويقف هذا النموذج على النقيض تماماً من النزعات الدينية المنغلقة والرافضة للأجانب في بعض الدول العربية الأخرى. ويشير الاستطلاع إلى نجاح الإمارات في حسم هذه المسألة لصالحها".
وباعتبار أن 65% من سكان الشعب العربي هم من الشباب دون سن الثلاثين، يوفر الاستطلاع رؤى قائمة على الأدلة حول مواقف أكثر من 200 مليون شاب وشابة عرب، كما أنه يزود مؤسسات القطاعين العام والخاص ببيانات وتحليلات مهمة تساعدهم في اتخاذ القرارات الصائبة ووضع السياسات السديدة.