انطلقت اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي أعمال الدورة السابعة لمجلس أبوظبي اليابان الاقتصادي والتي تبحث سبل تنمية التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الجانبين في عدد من القطاعات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك وذلك في ظل تداعيات جائحة كوفيد 19 التي اثرت على الاقتصاد العالمي.
وترأس أعمال الدورة السابعة للمجلس معالي محمد علي الشرفاء رئيس دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي ومعالي كيوشي ايجيما وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، وذلك بحضور سعادة راشد عبد الكريم البلوشي وكيل الدائرة وسعادة نابيوري كودايرا المدير التنفيذي لمركز التعاون الياباني للشرق الأوسط.
وتأتي هذه الدورة استكمالاً لدعم الجهود المبذولة بين الجانبين من أجل متابعة تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها خلال أعمال الدورات السابقة التي عقدت بالتناوب بين طوكيو وأبوظبي ومتابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عنها مع التركيز على رفع مستوى التعاون بين قطاعي الأعمال في البلدين، ودعم استعداد الشركات اليابانية لتوسيع نشاطها الاستثماري والتجاري في دولة الإمارات بشكل عام وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص.
وركزت أعمال الدورة السابعة لمجلس ابوظبي اليابان الاقتصادي على مباحثات فرق العمل والمجموعات المشتركة في قطاعات تقنيات التكنولوجيا للقطاع الزراعي والخدمات الصحية والطب الحيوي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المالية والسياحة.
وقال معالي محمد علي الشرفاء في كلمة افتتح بها اعمال المجلس أن انعقاد الدورة السابعة للمجلس تأتي في ظل ظروف استثنائية فرضتها جائحة كوفيد 19 وتتطلب من الجانبين مضاعفة العمل لتحقيق الأهداف المشتركة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين ابوظبي وطوكيو والتغلب على التحديات الراهنة من خلال الانفتاح بشكل أكبر على الفرص الاستثمارية التي يوفرها الجانبان خاصة في القطاعات الداعمة للتنمية الاقتصادية المستدامة.
وأضاف " أن الظروف التي فرصتها جائحة كوفيد 19 جعلتنا نعمل بجدية وأكثر إصرار من ذي قبل في حيث بات عملا الابتكار والتكنلوجيا محور أهدافنا الاستراتيجية التنموية للمرحلة المقبلة في كافة القطاعات الاقتصادية وخاصة غير النفطية منها والتي تسهم في تحقيق سياسة الاكتفاء الذاتي والتنمية المستدامة".
وأوضح معالي رئيس الدائرة أن استمرار تداعيات كوفيد 19 تجعل الأزمة الاقتصادية العالمية تتفاقم بشكل واضح مما يؤثر على اقتصادنا الوطني الذي أصبح من أبرز الاقتصادات الناشئة في العالم بفضل النهضة والتطور الكبير الذي شهدته دولة الامارات خلال العقود الماضية الأمر الذي يتطلب منا جميعا العمل على حماية مكتسباتنا وخلق تحالفات فاعلة بين الأطراف الدولية للتغلب على هذه الأزمة.
وأشار الى أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين دولة الامارات واليابان أصبحت أكثر متانة وقوة بفضل التقارب الكبير والشراكة الحقيقية بين البلدين والشعبين الصديقين لافتا الى أن الدورات السابقة لمجلس ابوظبي اليابان الاقتصادي نجحت في تأسيس قاعدة صلبة وتوسيع دائرة التعاون المشترك في العديد من القطاعات.
ووجه معالي كيوشي ايجيما وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني كلمة مسجلة عبر تقنية الاتصال المرئي الى المشاركين في اعمال الدورة السابعة لمجلس ابوظبي اليابان الاقتصادي أكد فيها حرص حكومة اليابان على مواصلة تعزيز علاقاتها الاقتصادية والاستثمارية مع امارة ابوظبي ودولة الامارات بشكل عام وذلك في إطار مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين.
وهنأ معالي الوزير الياباني قيادة وحكومة دولة الامارات على نجاحها في اطلاق مسبار الأمل الى المريخ في يوليو الماضي من مركز تانيغاشيما للفضاء في اليابان، لتكون أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية.
وأفاد معالي محمد علي الشرفاء أن اليابان أصبحت ثالث أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في إمارة أبوظبي وساهمت بنسبة 10.7 % من إجمالي حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في إمارة أبوظبي بنهاية الربع الأول من العام الجاري 2020 كما تعد اليابان أكبر شريك تجاري لإمارة أبوظبي حيث استحوذت على 10.3% من إجمالي واردات الإمارة بنهاية العام 2019.
وأكد معاليه حرص حكومة إمارة أبوظبي على تعزيز دور القطاع الخاص كشريك ومحرك رئيس لعجلة التنمية الاقتصادية المستدامة للإمارة حيث سارعت الى اتخاذ خطوات فاعلة لتخفيف الأعباء على الشركات وتحفيزها لتعزيز استمرارية اعمالها جراء تداعيات كوفيد 19 عبر مبادرات برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية غدا 21 والتركيز على الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة خاصة التي تقدم تكنلوجيا وتقنيات عالية تعزز من نقل المعرفة الى منظومة الاقتصاد المحلي للإمارة.
وقال في ختام كلمته " إن قيادة حكومة أبوظبي تتطلع الى مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية والسياسية مع اليابان مبنية على التفاهم المشترك في تعزيز منظومة الاقتصاد المحلي بالابتكار والتكنولوجيا والمعرفة وتأسيس حقبة انتقالية جديدة تدعم جهود الإمارة لتحقيق الاكتفاء الذاتي عبر تحالفات ناجحة بين القطاعين العام والخاص في البلدين وترجمتها على الواقع لتواكب اهدافنا الاستراتيجية للأجيال القادمة".
من جهته أعرب سعادة نوبيوري كودايرا المدير التنفيذي لمركز التعاون الياباني للشرق الأوسط ممثل الجانب الياباني في افتتاح اعمال الدورة السابعة لمجلس ابوظبي اليابان الاقتصادي عن أمله في تسهم هذه الدورة في استكشاف فرص جديدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين .
وأشار الى أن الجانب الياباني يركز في جدول أعمال المجلس لدورته السابعة على مجالين رئيسين من جانب إمارة أبوظبي وهما قانون الاستثمار الأجنبي المباشر الجديد ومجالات الاستثمار المتاحة التي توفرها الامارة وذلك في ظل اهتمام الشركات اليابانية واستعدادها لدخول استثمارات جديدة ناجحة في دولة الامارات.
وأوضح سعادة نوبيوري كودايرا المدير التنفيذي لمركز التعاون الياباني للشرق الأوسط أن الشركات اليابانية تراعي الظروف الراهنة الصعبة التي فرضتها جائحة كوفيد 19 على مستوى العالم وأن تعزيز فرص التقارب والتواصل مع نظيراتها في إمارة أبوظبي سيعزز من الفرص الاستثمارية الناجحة بين الجانبين الامر الذي يسعى المجلس الى تحقيقه خلال المرحلة القادمة.
وأكد حرص مركز التعاون الياباني للشرق الأوسط على مواصلة عمله في الترويج للاستثمارات اليابانية في منطقة الشرق الأوسط حيث تعد دولة الامارات نموذج للدول الرائدة في المنطقة والتي تمتلك مقومات الاستثمار الناجح مع اليابان.
وقد رحبت مجموعة العمل المشترك في المجلس المعنية بقطاع الطاقة والتي اطلق عليها مجموعة عمل الطاقة المستدامة بمقترح شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" توسيع نطاق أنشطتها مع الجانب الياباني بحيث تغطي مصادر الطاقة غير التقليدية وذلك في ظل الاهتمام المتزايد بالهيدروجين كمستقبل لمصدر الطاقة الامر الذي لقي ترحيبا من الجانب الياباني لتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال.
وبدورها ركزت مجموعة عمل البنية التحتية التي تدار من خلال دائرة البلديات والنقل ومركز التعاون الياباني للشرق الأوسط على مخرجات ورشة عمل النقل التي تم تنظيمها بين الجانبين بالتعاون مع مركز التجارة العالمي في فبراير من العام الجاري وأوصت بتعزيز التعاون مع اليابان لنقل تكنولوجيا قطاع النقل من الشركات اليابانية الى امارة ابوظبي.
واتفقت مجموعة العمل المعنية بالتعليم والموارد البشرية بمشاركة مركز اليابان للتعاون الدولي بشأن استحداث برنامج جديد مشترك لتنمية الموارد البشرية بين الجانبين فيما ركز فريق العمل المشترك في مجال الرعاية الصحية على نتائج ورشة العمل بين الجانبين التي عقدت في سبتمبر 2020 لمناقشة مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي في أنظمة المستشفيات ومراكز الخدمات الصحية.