أعلن متحف رأس الخيمة الوطني عن إعادة افتتاحه في 17 أكتوبر ، مرحباً بالضيوف لإعادة اكتشاف هذا المبنى التاريخي الذي يعود إلى عام 1621 ، والذي تم ترميمه عدة مرات واستخدامه كحصن ومقر إقامة للعائلة الحاكمة و كمقر رئيسي لعدة جهات حكومية. يضم المتحف اليوم مجموعة من القطع الأثرية الهامة التي تعكس تاريخ إمارة رأس الخيمة العريق وتراثها الثقافي الغني، والتي ساهمت في تعزيز مكانة الإمارة كوجهة سياحية ثقافية.
احتفالاً بإعادة افتتاح الأبواب لاستقبال الزوار، سيقوم المتحف بإطلاق معرضه الفني الرئيسي، والذي سوف يتعمق في تاريخ الإمارة الغني ويلقي الضوء على أهمية شجرة نخيل التمر ودورها في تشكيل العادات التراثية والثقافية المتبعة في المنطقة. كما يستعرض معرض "تمرة" أسباب إدراج نخيل التمر ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي لمنطقة الشرق الأوسط في عام 2019. وسيتم اصطحاب الزوار في رحلة عبر الزمن إلى القرون الماضية على خلفية شجرة نخيل التمر من جذورها إلى أوراقها ، والتركيز على دورها في الأحداث التاريخية وفي تشكيل جوهر الضيافة الخليجية والتعبير المعاصر من خلال القطع الفنية الجميلة.
وتشمل القطع الأثرية الرئيسية المعروضة كل من "مرصوف القواسم" وهي عملة معدنية تم سكها في بداية القرن التاسع عشر والعثور عليها في مجمع قصر الفيلية، حيث تم توقيع معاهدة السلام بين الاتحادات القبلية والبريطانيين قبل 200 عام، وبذرة نخيل نادرة يبلغ عمرها 4000 عام وتعود إلى مستوطنة شمل من العصر البرونزي ، وعملة ذهبية تم اكتشافها مؤخراً تعود إلى عام 12 ميلاديًا، إضافة إلى مجموعة من منتجات أشجار النخيل وعدد من الأعمال الفنية المعاصرة الخاصة بجيرالدين شانسار ((Geraldine Chansard، وهي فنانة فرنسية مقيمة في إمارة رأس الخيمة.
كما سيصادف الافتتاح الإعلان الرسمي عن الاكتشاف الجديد والإضافة الأحدث للمتحف، وهي مدبسة اكتشفها علماء الآثار أثناء ترميم مبنى المتحف عام 2019، وهي آلة كانت تستخدم في كافة أنحاء الخليج العربي لجمع عصير التمر وصنع عسل التمر منذ 2000 عام. ويرجح أن يعود تاريخ هذه المدبسة إلى زمن ما قبل اكتشاف النفط في المنطقة. وستعرّف الأعمال الفنية والقطع الأثرية المعروضة الزوار على روائع الطبيعة من خلال الكلمات والرسوم التوضيحية والتركيبات الفنية.
وفي هذا السياق، قال سعادة أحمد عبيد الطنيجي، مدير عام دائرة الآثار والمتاحف: "يسعدنا أن نعلن عن إعادة افتتاح ’متحف رأس الخيمة الوطني‘ الذي يوفر لزوار الإمارة وسكانها بوابة تتيح لهم التعرف على الماضي العريق واستكشاف التاريخ النابض بالحيوية لإمارة رأس الخيمة ودولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال معرض ’تمرة‘، نهدف إلى تسليط الضوء على أهمية شجرة النخيل الشهيرة بأسلوب مشوق يتفاعل معه ضيوفنا".
وأضاف: "تأتي إعادة افتتاح المتحف بمثابة بادرة رمزية تعكس الأهمية الثقافية والأثرية لإمارة رأس الخيمة، والتي تتجلى بوضوح من خلال إدراج أربعة من مواقعنا الأثرية على ’القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي‘ التي تعدّها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ’اليونسكو‘ وهي: جلفار المدينة التجارية، ومدينة تجارة اللؤلؤ في الجزيرة الحمراء، وشمل، والمشهد الثقافي لمنطقة ضاية. فمن شأن تسليط الأضواء العالمية على مواقعنا الأثرية أن يبرز الدور المحوري الذي لعبه كل موقع في تاريخ المنطقة، وترسيخ مكانة الإمارة كوجهة ثقافية مهمة على الساحة الدولية".
من جهته، قال راكي فيليبس، المدير التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة: "نجحت إمارة رأس الخيمة بترسيخ مكانتها كوجهة رائدة للمغامرات على مستوى المنطقة في غضون الأعوام القليلة الماضية، كما أنها تتمتع بأهمية ثقافية متنامية وتحظى باستمرار بمستويات متزايدة من التقدير العالمي. وبينما نفخر بالتراث الأثري المتميز وبالتاريخ الثقافي الغني للإمارة، تأتي إعادة افتتاح ’متحف رأس الخيمة الوطني‘ لتسهم في تعزيز الجاذبية التي تشتهر بها الوجهة، وخاصة عبر المعرض الجديد الذي يحتضنه المتحف. فمن شأن تطوير وتنويع الخيارات والمعالم الثقافية التي نوفرها أن يتيح لنا مواصلة استقطاب شريحة أوسع من الزوار إلى الإمارة، وتقديم تجربة متكاملة تشمل الضيافة والمغامرات والثقافة والمناظر الطبيعية المتنوعة".
يفتح المتحف أبوابه من السبت حتى الخميس من الساعة 8 صباحاً حتى الساعة 6 مساءً، وأيام الجمعة من الساعة 9 صباحاً حتى الساعة 6 ومساءً، وسيحرص على تطبيق مجموعة صارمة من إجراءات النظافة والتباعد الاجتماعي ضماناً لسلامة الزوار والموظفين، وتشمل إلزام الزوار بارتداء الكمامات وتوفير القفازات عند الطلب. وقام المتحف بتركيب بوابة للتعقيم عند المدخل بهدف تعزيز سلامة الزوار والموظفين، إضافة إلى وضع لافتات التباعد الاجتماعي في مختلف أنحاء المبنى ضماناً لحفاظ الزوار على المسافة الكافية أثناء استكشاف المعالم الجذابة.
وتأتي إعادة افتتاح المتحف انسجاماً مع أهداف الإمارة بتسليط الضوء على معالمها الثقافية والتاريخية المتنوعة، وفي أعقاب إعلان "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (اليونسكو) عن إدراج أربعة مواقع في رأس الخيمة على "القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي". وتشمل هذه المواقع: جلفار المدينة التجارية، ومدينة تجارة اللؤلؤ في الجزيرة الحمراء، وشمل، والمشهد الثقافي لمنطقة ضاية، وهي من الحصون والقلاع والأبراج الأثرية العريقة التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، ويمكن للزوار استكشافها في الإمارة.
حول رأس الخيمة
رأس الخيمة هي الإمارة التي تقع في الشمال من بين الإمارات السبع التي تكون دولة الإمارات العربية المتحدة. وتشتهر بتاريخها الغني الذي يعود إلى 7000 سنة من الحضارة والتراث، ومناظرها الطبيعية المتنوعة، وشواطئها الرملية الساحرة التي تمتد على مسافة 64 كم، وصحرائها ذات الرمال الحمراء التي تظللها خلفية جبلية مهيبة، وتضم رأس الخيمة أعلى قمة في الإمارات العربية المتحدة، وهي قمة جبل جيس التي تقف على ارتفاع 1,934 متر وتتميز بأطول مسار انزلاقي (زيب لاين) في العالم والذي يبلغ تقريباً 3 كم.
وتتمتع إمارة رأس الخيمة أيضاً بموقع مركزي على تقاطع الطريق الحديث بين أوروبا وآسيا والذي يعبره حوالي ثلث سكان العالم في غضون أربع ساعات طيران، مما يجعلها موقعاً مثالياً للأعمال والشركات للتوسع في الإمارات والشرق الأوسط وأفريقيا وغيرها.
في القلب الاقتصادي للإمارة يتواجد العديد من الشركات والقطاعات الصناعية الكبرى (ومن بينها شركة أحجار رأس الخيمة، ومقالع شركة ستيفن روك، وسيراميك رأس الخيمة، وشركة جلفار للصناعات الدوائية)؛ وموانئ رأس الخيمة؛ ومنطقة رأس الخيمة الاقتصادية؛ والخدمات المصرفية عبر بنك رأس الخيمة الوطني (راك بنك)؛ وشركة غاز رأس الخيمة؛ هذا إلى جانب قطاع السياحة. وتدعم هذه القطاعات بنى تحتية حديثة ومناطق صناعية جديدة ومجمعات للأعمال وفنادق على مستوى عالمي ومنشآت ومعالم لجذب السياح.
وعلى مدار العشر سنوات الماضية صُنفت إمارة رأس الخيمة في المرتبة "أ" من قبل العديد من وكالات التصنيف الدولية (مثل وكالة فيتش، وستاندرد أند بورز). وتضم رأس الخيمة اليوم أكثر من 15000 شركة متعددة الجنسيات أتت من أكثر من 100 بلدٍ حول العالم، وتمثل أكثر من 50 قطاعاً.
وتعتبر محاكم رأس الخيمة ثاني أسرع محكمة في العالم في تطبيق العقود في المنازعات التجارية.
حول هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة
تأسست هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة في مايو عام 2011 كهيئة تابعة لحكومة رأس الخيمة. ولتحقيق هدفها في استقطاب 1.5 مليون زائر بحلول عام 2021 و 3 ملايين زائر بحلول 2025 ، تسعى الهيئة إلى تطوير البنى السياحية التحتية للإمارة وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية مرموقة للمسافرين بقصد الترفيه والأعمال، وإيجاد الفرص الاستثمارية المستدامة وتحسين نوعية حياة سكانها. ولتحقيق هذه الأهداف، حصلت الهيئة على تفويض حكومي يتيح لها إصدار التراخيص وتنظيم ومراقبة قطاع السياحة والضيافة في الإمارة.