أعلنت ميرسك السعودية، إحدى أكبر شركات الخدمات اللوجستية المتكاملة للحاويات، عن دخولها في شراكة استراتيجية مع ميناء الملك عبدالله، وهو أول ميناء في الشرق الأوسط يمتلكه، ويطوره، ويديره القطاع الخاص بالكامل، وهو ما سيسهم في تعزيز القدرات اللوجستية للمملكة من خلال إضافة أحدث الخدمات والتقنيات إلى عروض الميناء. وكجزءٍ من هذه الشراكة، قام كلا الكيانين بتوقيع اتفاقية لإنشاء مركز ميرسك للخدمات اللوجستية المتكاملة، وهو منطقة تخزين وخدمات للبضائع بغرض الشحن، سيعمل على توفير حلول لوجستية شاملة لصالح مصدري البتروكيماويات المحليين.
وقد وقع الاتفاقية كل من السيد محمد شهاب، العضو المنتدب لشركة ميرسك السعودية، والسيد جاي نيو، الرئيس التنفيذي لميناء الملك عبدالله، وذلك خلال حفل أقيم بهذه المناسبة في مقر الميناء، شارك فيه افتراضياً ريتشارد مورجان، المدير العام الإقليمي لغرب ووسط آسيا في شركة ميرسك.
وفي تعليق له، قال السيد محمد شهاب: "يعتبر مركز ميرسك للخدمات اللوجستية المتكاملة في ميناء الملك عبدالله علامة فارقة في مسيرتنا لتوفير الحلول اللوجستية المتكاملة في المملكة. ويأتي إطلاق المركز بقدرته على التعامل مع ناقلات متعددة لمصدري البتروكيماويات تأكيد على التزامنا بخدمة النشاط التجاري في المملكة وتبسيط سلاسل التوريد لعملائنا."
وأضاف شهاب: "سنقوم في شركة ميرسك بدمج الخدمات اللوجستية وتزويد عملائنا بإمكانية الوصول إلى حلول متعددة من خلال نافذة واحدة، والتي من شأنها أن تقلل من التحديات التي تواجه سلاسل التوريد. نحن متحمسون حقاً لتطبيق استراتيجيتنا، ونتطلع إلى خدمة المزيد والمزيد من العملاء في المستقبل".
بدوره، قال السيد جاي نيو: "تعتبر الشراكة الاستراتيجية بين شركة ميرسك وميناء الملك عبدالله خطوة مهمة في رفع كفاءة قطاع الخدمات اللوجستية في المملكة، وتعزيز قدراتنا في مجال التجارة والخدمات اللوجستية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030. ونحن سعداء بالدخول في شراكة مع شركة الخدمات اللوجستية المتكاملة للحاويات الرائدة في العالم، لإنشاء أول مركز بتروكيماويات لها في المملكة، كما أننا على ثقة من أن هذه الشراكة ستعزز بشكلٍ كبيرٍ القدرات التشغيلية المتميزة للميناء من خلال تمكيننا من تقديم خدمات متطورة بسلاسة، في ظل تحديات الوضع الاقتصادي الراهن وما تشهده هذه الصناعة من تغيرات سريعة. كما أن هذا المركز سيساعد المصدّرين لدينا من تحقيق وفورات كبيرة من حيث تقليص المدة الزمنية وخفض التكلفة، فضلاً عن تقليل المخاطر بشكلٍ كبير، وهو ما سيكون له الدور في تقديم أفضل الخدمات للعملاء الدوليين."
ومن المنتظر أن يغطي مركز ميرسك للخدمات اللوجستية المتكاملة في ميناء الملك عبدالله المتطلبات اللوجستية الهامة للمصدّرين ممن لديهم إمكانية الوصول إلى حلول ميرسك، مثل الحركة البرية للبضائع والتخليص الجمركي والخدمات اللوجستية للمحيطات. وسيكون المركز بمثابة الحل المركزي لسلسلة التوريد، بشكل أساسي لمصدري البتروكيماويات في المملكة، وذلك من خلال المساحة الكبيرة المخصصة لمناولة وتخزين البضائع، كما سيلعب المركز دوراً مهماً في تمكين مناولة ورص ونقل الطبليات.
ويعد إنشاء المركز جزءًا من مبادرة كبرى تهدف إلى زيادة كفاءة الأداء والقدرة التنافسية لقطاع الخدمات اللوجستية في المملكة، كما أنه يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، والتي تشمل تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي كبير يربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وزيادة الصادرات غير النفطية، وتحسين تصنيف المملكة العالمي على مؤشر الأداء اللوجستي من 49 إلى 25.
يقع المركز على بعد كيلومترين من ساحة المحطة وبجوار منطقة التفتيش الجمركي مباشرةً، وسوف يفيد الموقع الاستراتيجي لهذا المركز المُصدّرين بشكلٍ كبيرٍ من خلال توفير الوقت. علاوة على ذلك، فقد أصبح بإمكان المصدرين من المركز الصناعي في ينبع الآن الاستفادة من الزمن بقطع مسافة 200 كيلومتر فقط للتحميل على السفن، مقارنة بحوالي 350 كيلومتراً إلى مدينة جدة في السابق. وسيساهم هذا أيضًا في تحقيق الاستدامة البيئية من خلال خفض الانبعاثات، كما سيقلل إنشاء المركز المدة الزمنية من تلقي الحجز حتى تحميل المواد في السفينة لمدة ستة إلى ثماني أيام، مقارنة بالمدة السابقة والتي كانت تتراوح من 14 إلى 18 يوماً، وبالتالي تقليل الوقت المستغرق، وزيادة الكفاءة، وتحسين الميزة التنافسية من خلال خفض تكاليف الخدمات اللوجستية.
وستقوم شركة ميرسك مبدئياً بالاستثمار في مساحة تخزين تبلغ 100,000 متر مربع، وذلك خلال العامين الأولين من العمليات في المركز، ومن المتوقع أن يصل الإنتاج السنوي إلى مليون طن متري بحلول العام الثالث مع نمو الطلب من المصدرين على مر السنين.
ويعتبر ميناء الملك عبدالله، الذي تعود ملكيته لشركة تطوير الموانئ، ثاني أعلى الموانئ كفاءة في العالم من بحسب تصنيف البنك الدولي خلال العام 2020، كما جاء ضمن قائمة أكبر 100 ميناء في العالم بعد أقل من أربع سنوات على بدء عملياته التشغيلية. ومن موقعه الاستراتيجي على سواحل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي تعد من المدن المتطورة والنموذجية ذات المنظومة والبنية التحتية المحفزة للأعمال والاستثمارات، يستفيد ميناء الملك عبدالله من مرافقه المتطورة وكذلك من قربه من الوادي الصناعي بالمدينة الذي استقطب العديد من المشاريع اللوجستية بالإضافة إلى الصناعات الخفيفة والمتوسطة.