٢٦ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
السياحة والضيافة | الاثنين 30 أغسطس, 2021 10:30 صباحاً |
مشاركة:

الجغرافيا السياحية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين الإمكانات والتحديات

تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أيضًا موطنًا لبيئة طبيعية متنوعة للغاية وأنظمة إيكولوجية متعددة تجعل المنطقة مرنة وفريدة وجذابة للسياحة، فمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) هي منطقة شاسعة تضم العديد من المناظر الطبيعية والثقافية، إنه عالم موحد (ومقسّم) من خلال الجغرافيا الطبيعية والبصمات البشرية والثقافات الحية، إنها واحدة من المجموعات الرئيسية للبشرية على الأرض وموطن لموقدين للثقافة القديمة (وادي النيل والهلال الخصيب / بلاد ما بين النهرين)، حيث انتشرت العديد من الابتكارات في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك بعض النظم والمنتجات الزراعية، كما أصبحت شبه الجزيرة العربية والشام في وقت لاحق موقعا لنشر الدين (الإسلام واليهودية والمسيحية)، والتي طالت كل ركن من أركان المعمورة.

 

تمتلك المنطقة مجموعة متنوعة من الأصول الطبيعية والثقافية والتراثية والدينية مثل أهرامات الجيزة في مصر والمسجد الأقصى في القدس والمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى المعالم الأثرية والمواقع الأثرية التابعة لقوائم التراث العالمي لليونسكو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، هذا ويمكن للسائح ان يقوم بحجز العديد من الفنادق بسهولة من خلال الانترنت بسهولة مثل فنادق شرم الشيخ والغردقة ودبي وغيرها من المدن السياحة ، هذا وتضم منطقة الشرق الاوسط العديد من مراكز التسوق الفخمة ، صُنفت الإمارات كأكثر الوجهات السياحية تنافسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2018 بنتيجة 4.4 من سبع نقاط وفقًا لمؤشر تنافسية السفر والسياحة.

 

منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي جزء حيوي من منطقة البحر الأبيض المتوسط ذات خصائص مادية وثقافية فريدة، العديد من الدول هي وجهات سياحية بارزة، بينما يعاني البعض الآخر من الصور الملوثة بالصراع أو التحديات البيئية التي تكبح إمكاناتهم السياحية. 

 

في حين أن بعض الدول تختار عدم تطوير السياحة، فإن أغلبها أصبح حاليًا يعمل على تطويرها، يكمن التراث الثقافي في الجوهر التقليدي للسياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على الرغم من أن هذا قد زاد مؤخرًا من خلال التوسع الحضري المفرط والرحلات البحرية والسياحة الطبية والتسوق وسياحة العبور ورحلات السفاري الصحراوية وحتى التزلج على الجليد في المغرب والجزائر وتركيا، على الرغم من التقلبات السياسية والبيئية المتأصلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلا أنها تتمتع بإمكانيات سياحية كبيرة لا تزال غير محققة إلى حد كبير، ولكنها ستزداد أهمية في السنوات القادمة.

 

الفرص والأنماط الناشئة

 

العديد من الدول في الخليج العربي التي اعتمدت اقتصاداتها الريعية منذ فترة طويلة على عائدات النفط والغاز الطبيعي، تدرك الآن الحاجة إلى تنويع اقتصاداتها بما يتجاوز هذه الموارد الطبيعية المحدودة. 

 

بدأت بعض الدول في التحول إلى السياحة كاستراتيجية نمو بديلة وأبرزها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين، في حين أن بعض الدول في المنطقة (مثل المملكة العربية السعودية والكويت) كانت مترددة في التركيز على السياحة كاستراتيجية للتنمية الاقتصادية، إلا أنها تبنتها في السنوات القليلة الماضية.

 

انخرطت السعودية والإمارات وقطر والبحرين في عمليات التنمية الفائقة والتحضر الواسع من خلال بناء مراكز التسوق الضخمة والمجمعات السكنية الشاسعة والمجمعات السكنية فائقة الفخامة والأماكن الترفيهية والسينما والمسرح وغيرها، ركزت هذه الدول الأربع اهتمامها على أشكال السياحة الفاخرة، بما في ذلك التسوق والسياحة الطبية والسياحة الرياضية والفعاليات الضخمة وسياحة MICE (سياحة الأعمال) والسياحة المنزلية الثانية، وقد تضمن جزء من هذه الممارسات تطوير أكثر عوامل الجذب والهياكل التفضيلية مع وصفات مثل "الأكبر" أو "الأعلى" أو "الأحدث" أو "الوحيد".

 

تطور النقل الجوي وشركات الطيران

 

جزء من هذا التحول الواقعي كان تطوير محاور النقل الجوي وشركات الطيران الدولية التي تتنافس لتكون من بين أفضل مزودي الخدمات الجوية، ولدي تلك الدول السابقة أفضل الطرق التي تضمن أفضل سجلات السلامة. 

 

لقد تم تصنيف الخطوط الجوية القطرية الخطوط الجوية السعودية والاتحاد والإمارات الآن من بين أفضل شركات الطيران في العالم، وتعتبر مراكزها من بين أشهر مواقع العبور في العالم، تعكس هذه المطارات التطور الفائق الواقعي المستوطن في المنطقة، بما في ذلك الفنادق ومراكز التسوق والأماكن الرياضية.

 

القطاع البحري

 

بالإضافة إلى السفر الجوي، شهد قطاع الرحلات البحرية نموًا كبيرًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في السنوات الأخيرة، في حين أن العديد من الدول الساحلية في المنطقة تواصل تجنب هذا القطاع، إلا أن دول أخرى رحبت به.

 

تتم السياحة البحرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أربع مناطق عامة: ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​ونهر النيل والبحر الأحمر والخليج العربي، لطالما كان البحر الأبيض المتوسط ​​منطقة رحلات بحرية شهيرة، وكانت الموانئ في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثل تركيا والمغرب رائدة وجهات الرحلات البحرية في البحر الأبيض المتوسط ​​لسنوات عديدة، ظهرت تونس ومصر مؤخرًا على خريطة الرحلات البحرية المتوسطية، تزداد شعبية الرحلات البحرية في نهر النيل خاصة مع تزايد أعداد الموانئ في الجنوب. 

 

تشمل الرحلات البحرية في البحر الأحمر محطات توقف في العديد من المنتجعات الساحلية في مصر والعقبة والأردن والتي تعتبر حزم البر إلى البتراء، وهناك عدد من الرحلات البحرية التي تجوب ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يزال قطاع الرحلات البحرية يشهد أكبر نمو في منطقة الخليج العربي، حيث استقبلت الموانئ في الكويت والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان أعدادًا متزايدة من السفن السياحية في السنوات الأخيرة.

 

تحديات بيئية

 

في حين أن الصراعات هو أكبر تحدٍ مباشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلا أن الضغوط البيئية مهمة أيضًا، أدى اعتماد بعض الدول المفرط على النفط والغاز إلى خلق بيئة اجتماعية واقتصادية غير متوازنة والتي أدت إلى تنمية مفرطة خاصة في دول الخليج، ولكن منذ منتصف القرن العشرينتغير المناخ  وأصبح لديه تأثيرات عديدة على المنطقة، فقد لوحظ في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نهار وليالي أكثر دفئًا وموجات حر شديدة وازدياد جفاف، وتشمل الآثار الرئيسية لهذه التغييرات زيادة ندرة المياه وارتفاع مستوى سطح البحر وابيضاض المرجان وتكاثر الطحالب والظواهر الجوية الشديدة.

 

وبما أن السياحة صناعة كثيفة الاستخدام للمياه، فمن المتوقع أن تؤدي التخفيضات في الموارد المائية إلى زيادة المنافسة والتوتر بين السياحة والقطاعات الأخرى، ويعد الاستيراد وتحلية المياه أمرًا مكلفًا، لكن ربما يكون الخياران الوحيدان للعديد من الدول التي تعتمد على السياحة كقطاع اقتصادي مهم. 

 

من المتوقع أن يستمر ارتفاع مستوى البحار في التأثير على السياحة القائمة على الشواطئ والمناطق الساحلية، فضلاً عن البيئات المبنية، يعد تبيض المرجان مشكلة متنامية في البحر الأحمر والخليج العربي، حيث تشير بعض التقديرات إلى اختفاء مرجان البحر الأحمر خلال الثلاثين عامًا القادمة، يبدو أن الأحداث المتطرفة مثل موجات الحر والفيضانات والجفاف تتزايد أيضًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما يؤثر ليس فقط على السياحة بل على الحياة اليومية لمواطنيها.

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة