حث ماهر ناصر، مدير شعبة التوعية، إدارة شؤون الإعلام بالأمم المتحدة، الأوساط الأكاديمية والصناعية على ضرورة التعاون في مواجهة العجز الحاد في الاستدامة الذي يشهده العالم اليوم. كان ناصر المتحدث الرئيسي عن مبادئ التعليم الإداري المسؤول التابعة لميثاق الأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الحفل الذي استضافته جامعة دي مونتفورت هذا الأسبوع، في استجابة منها لمساعدة الشراكات على حل التحديات الكبيرة التي تواجه الكوكب.
وفي تعليقه عن التحديات الرئيسية التي يواجهها العالم قال ناصر: " تشهد أوروبا الآن عجزًا في السلام وثمّة ازدياد كبير في أعداد اللاجئين. ولطالما هناك عجزًا في الاستدامة، تأتي أهمية تعزيز الشراكات بين الأوساط الأكاديمية والصناعية. بينما يأتي العجز في المساواة كثالث عجز رئيسي، حيث ارتفع ولأول مرة منذ عام 1990 عدد الأشخاص الذين يعيشون في حالة من الفقر الشديد".
وكانت جامعة دي منتفورت قد عقدت مؤتمرًا استضافت فيه فريق من الأمم المتحدة للحديث عن مبادئ التعليم الإداري المسؤول، والذي يركز على تثقيف قادة المستقبل وتفعيل دورهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة، إلى جانب الأهداف العالمية الأخرى التي تعالج قضايا مثل الجوع والفقر والمساواة.
وتناول المؤتمر الإقليمي التاسع لمبادئ التعليم الإداري المسؤول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2022 موضوع "قوة الشراكات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة". واستمر المؤتمر لمدة ثلاثة أيام حيث شارك قطاع عريض من رجال الأعمال والمؤسسات الخيرية والمنظمات الإنسانية والتعليم العالي.
من جانبها قالت الدكتورة ميت مورسينج، مديرة مبادرة مبادئ التعليم الإداري المسؤول: “تم إطلاق هذه المبادرة بهدف تنشئة جيل من القادة المسؤولين. فهي تُعنى بإعادة تعريف النجاح والتركيز على الأهداف والمهارات المطلوبة. وغالبًا ما يتم تعريف النجاح على أنه انتصار في معركة. فهذا التعريف يتضمن على لغة الصراع والغزو وليس على لغة الشراكات والتعاون. وهو ما نسعى إلى تغييره في مبادرة مبادئ التعليم الإداري المسؤول ".
فيما تحدث فايز شاه، مدير مركز يونس الذي يعمل على بناء شبكات من شأنها تعزيز العمل المستدام وتخفيف حدة الفقر والأعمال الاجتماعية، عن أهمية الدور الذي تلعبه الجامعات في ربط الأعمال التجارية في مجتمعاتها. كما سلط الضوء على أن أحد نتائج الوباء كان إدراك أهمية الدور الذي تلعبه الشركات الصغيرة في إحداث التأثير على السوق العالمية بسبب توفر أنظمة الاتصالات العالمية الحديثة، ومع ذلك، تقضي أسس النجاح إلى الحاجة للشراكات.
وللمرة الثانية تم اختيار جامعة دي مونتفورت من قبل الأمم المتحدة كمركز عالمي للهدف 16 للتنمية المستدامة والذي يشمل السلام والعدالة وتشكيل مؤسسات قوية، ويرجع ذلك إلى إنشاء شراكات قوية مع التعليم العالي والتي تهدف إلى مشاركة الممارسات الفاعلة في دعم اللاجئين في المجتمعات المحلية.
من جهته استضاف البروفيسور سيمون أولدرويد، نائب رئيس الجامعة في قسم الاستدامة في جامعة دي منتفورت، المؤتمر في يومه الأخير حيث لخص أهداف المؤتمر: " يكمن غرض هذا المؤتمر في ربط الشبكات مع الأفكار في محاولة جادة لإحداث تغيير حقيقي. ومما لا شك فيه إن شراكاتنا القوية مع الأوساط الصناعية تدفعنا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. "