حذّر وزيرا الطاقة في السعودية والإمارات من أن خلط السياسة بأمن الطاقة، سيؤدي إلى كساد في الاقتصاد العالمي، ويضاعف من التوتر والفقر، مشيرين إلى أن «هناك من يخلط بين السياسة والطاقة، وهذا له تأثير سلبي».
واعتبر الوزيران أنه «لا يمكن أن يُطلب الشيء ونقيضه في الوقت ذاته، فهدفنا هو الحفاظ على استقرار السوق، وإذا طلبنا من أي دولة مغادرة أوبك فإننا بذلك نرفع الأسعار».
وتفصيلاً، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، خلال جلسة رئيسة، عُقدت أمس بالقمة العالمية للحكومات، تحت عنوان «هل العالم مستعد لمرحلة ما بعد النفط؟» إن «الصواريخ التي استهدفت المملكة أخيراً تؤثر في حياة وسلامة الأفراد، وتنعكس على قدرتنا في إمداد العالم بالنفط، ونحن نبذل مع أصدقائنا بالإمارات أقصى ما بوسعنا، لكن من الصعب أن نقوم بذلك فرادى».
وأضاف: «نحن كمجلس تعاون خليجي نفي بالتزاماتنا، لكن على الجميع التقيد بالمثل، وإلا من الطبيعي أن يتأثر أمن الطاقة».
وحول موقف «أوبك بلس» من روسيا، في ظل الحرب على أوكرانيا، قال وزير الطاقة السعودي إن «روسيا تنتج نحو 10% من النفط العالمي، كما أنها مصدر رئيس للغاز، فمن الطبيعي أن يتأثر العالم حال فقدان مساهماتها»، مضيفاً أن «السعودية والإمارات صوتتا بشكل واضح حين استلزم الأمر الإعلان عن موقف سياسي. أما في (أوبك) فإننا نترك السياسة خارج المبنى، حتى نستطيع أن نتعامل معاً».
وتابع: «من أطلقوا الصواريخ على السعودية والإمارات يتلقون التدريب والتمويل، ويتم تزويدهم بالأسلحة، من دولة عضو في (أوبك)، ومع ذلك تبقى المنظمة بعيداً عن أي اختلافات سياسية».
وقال: «نحن والإمارات نمثل أفضل نموذجين في التعامل مع أوضاع السوق وملف الطاقة، بشكل عام، فنحن لم نفقد تركيزنا، ونحافظ على مسارنا بشكل واضح تجاه الطاقة المتجددة. ونقول للآخرين: تعالوا إلى دول الخليج، وراقبوا ما نفعله في بلادنا من نماء وازدهار، وتعلموا من تجربتنا».
من جهته، قال وزير الطاقة والبنية التحتية، سهيل بن محمد المزروعي، إن «الأمل راود الجميع في التعافي من جائحة (كوفيد-19)، وفجأة أصبح هناك هاجس متعلق بأمن الطاقة، في ظل ما يشهده العالم حالياً، ولا شك في أن هناك قلقاً من تحمل الكلفة، وحاجة ملحة لمزيد من الموارد المالية».
ودعا المزروعي إلى فصل السياسة كلياً عن ملف إنتاج الطاقة، إذ «يخلط البعض بين الاثنين، وهذا من شأنه أن يؤثر في كلفة الإنتاج، ثم قد يؤدي إلى حدوث كساد في الاقتصاد العالمي».
وأشار إلى أن «المخاوف، قبل نحو ستة أشهر، كانت محصورة في استدامة إنتاج النفط والطاقة، لكننا نتحدث حالياً عن أمن الطاقة، ما قد يهدد الأمن الغذائي، ويسهم في انتشار الفقر، وجنوح الناس إلى التطرف بالانضمام إلى الجماعات الإرهابية».
وحول الموقف من روسيا، قال المزروعي: «لدينا مهمة واحدة، هي عدم إدخال السياسة في عمل المنظمة. وهدفنا هو تهدئة الأسواق، وتوفير الإنتاج اللازم».
وأكد أن «خروج أي عضو من (أوبك).. سيؤثر سلباً في حجم الإنتاج، ويتسبب في معاناة المستهلك، فكيف تطلبون منا الشيء ونقيضه، تطلبون تهدئة الأسعار من ناحية، وخروج عضو من ناحية أخرى».
وتابع: «لا يمكن أن نقرر للعالم الجهة التي يشتري منها نفطه، فهذا حق مكفول لكل طرف، لكننا نفعل ما هو مطلوب منا. وقد شهدنا حروباً وأزمات، لكننا لم نخرج عن مسارنا».
وحول مستقبل أسعار النفط، قال المزروعي إن «من الصعب التكهن بذلك في ظل النقاش مع إيران حول برنامجها النووي، وغموض مستقبل الاستثمار في الطاقة المتجددة».
تحديات أمنية واقتصادية
قال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، إن «الإشكالية في التوتر القائم حالياً تتعلق بالتحديات الأمنية والاقتصادية، فأمن الطاقة يمس مباشرة الأمن الغذائي، ومن الطبيعي في ظل انتشار الفقر أن يصبح أمن المنطقة في خطر». وأضاف: «يجب أن نراعي مصالح شعوبنا، فسبب تعاون الناس مع المنظمات الإرهابية هو شعورهم بعدم العدالة الناتج عن الفقر والحاجة».