تواصل هيئة الشارقة للمتاحف مساعيها الرامية الى خلق بيئة شاملة للأشخاص ذوي التوحد بما يسهم في دمجهم وتمكينهم تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة، حيث سجلت الهيئة العديد من الإنجازات اللافتة على هذا الصعيد.
وتزامناً مع شهر التوعية بالتوحد "أبريل 2022 " الذي تحتفي به الدولة، تواكب الهيئة هذا الحدث بخطوات مؤثرة في مسيرة دعم وتمكين ذوي الإعاقات المختلفة عبر برامج ومبادرات رعائية تقدم لهم في جميع المتاحف المنضوية تحت مظلة هيئة الشارقة للمتاحف لغايات ترسيخ حقوقهم بشكل عام على كافة المستويات.
وتميزت مسيرة الهيئة في مجال دعم ذوي التوحد وذوي الإعاقة عموماً وكبار السن، حيث أتاحت لهم الدخول المجاني وأطلقت العديد من المبادرات والبرامج الخاصة بتلك الفئات، كما هيأت مرافقها ومنشآتها لتتيح لهم سهولة الوصول وزيارة متاحفها، ووفرت كراسي متحركة لكبار السن ومرشدين متخصصين للفئات المستهدفة.
وضمن مبادراتها والمتخصصة بذوي التوحد أطلقت الهيئة المبادرة الأولى من نوعها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي تحت شعار "متاحف صديقة لذوي التوحد" التي تنظم مجموعة من الأنشطة الجماعية والفردية الحسية والتعليمية، بالإضافة الى تنظيم ورش عمل وأنشطة تفاعلية وتصميم برامج مخصصة باللغتين الإنجليزية والعربية لخلق تجربة تعليمية تلبي احتياجات الأطفال من ذوي التوحد، وتعزز قدراتهم الحسية وتسمح لهم بالتواصل مع أقرانهم ومحيطهم ضمن بيئة متحف تمكينية.
ويشرف على تنفيذ المبادرة الفريدة، فرق تضم موظفين من متاحف الهيئة بالإضافة إلى متخصصين من ذوي الخبرة في هذا المجال من المؤسسات الأخرى التي ترعى ذوي التوحد.
وفي السياق ذاته نجحت الهيئة خلال العامين السابقين، في طرح سلسلة من الأنشطة التعليمية والترفيهية للأشخاص من ذوي التوحد، بمشاركة 1097 مشاركًا استمتعوا بتجربة ملهمة في متاحف مختلفة غطت 43 برنامجاً، بالإضافة إلى تنظيمها للمخيم الصيفي على مدار ثلاثة أيام والذي شارك فيه 162 طالباً بالتعاون مع مراكز التربية الخاصة.
وتكللت جهود الهيئة في هذا السياق عن حصول متحف الشارقة للآثار، ومربى الشارقة للأحياء المائية التابعين لها، على الشهادة البرونزية للأماكن المؤهلة لذوي الإعاقة في أكتوبر الماضي، وقد سبق وفاز كل من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة البحري، ومربى الشارقة للأحياء المائية، ضمن الدورة الأولى من المبادرة وإدراج موقع الاتحاد العالمي للمعاقين الإلكتروني لها ضمن الوجهات الصديقة لذوي الإعاقة، وذلك نظير سعيها الجاد والمستمر نحو الارتقاء بالخدمات التي توفرها لمختلف أفراد المجتمع بمن فيهم فئة ذوي الإعاقة، وفقاً لأعلى المعايير العالمية.
وكانت وزارة تنمية المجتمع أعلنت في وقت سابق أن عدد أصحاب (فئة التوحد) المسجلين في الدولة حتى نهاية عام 2021 قد بلغ 4396، في الوقت الذي تشير فيه الإحصائيات العالمية الى تزايد معدلات الإصابة بالمرض بصورة متسارعة، مما يتطلب حلولاً مستدامة تقود إلى تقليل أعداد الإصابات برفع وعي أفراد المجتمعات وتعزيز حضورهم المساند في هذا الجانب.