حقق نصب المقاومة في مدينة خورفكان الذي تم تشييده بأمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة حفظه الله ورعاه، لتخليد بطولات وتضحيات أهالي خورفكان إبان الغزو البرتغالي عام 1507، عدداً من المنجزات اللافتة منذ افتتاحه في أبريل عام 2019.
واستقبل النصب الذي يعتلي قمة جبلية في المدينة ويقف شاهداً على بطولات سكانها الآلاف من الزوار من داخل الدولة وخارجها ما أسهم في تعزيز الحركة السياحية في المدينة فضلاً عن دوره في استقطاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعتبر رافداً مهماً للاقتصاد الوطني.
وأكدت سعادة منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف أن نصب المقاومة يعتبر أحد أبرز الرموز في مدينة خورفكان نظراً لارتباطه الوثيق بتاريخها، ودوره التثقيفي في تعريف الزوار ببطولات أهلها إبان الغزو البرتغالي الذي واجه صموداً أسطورياً من قبل سكان المدينة، ورفضاً للتبعية واحتلال الأرض، ومساهمته في إثراء المشهد الحضاري والثقافي في الإمارة وإبراز حرصها على توثيق التاريخ ونقله للأجيال المقبلة.
وأضافت أن النصب يؤدي إلى جانب دوره التوعوي، دوراً محورياً في تعزيز حركة السياحة واستقطاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعتبر محركاً أساسياً لمختلف القطاعات الاقتصادية.
ويستقبل النصب الذي تم تشييده على مساحة تقدر بـ 393 متراً في مدينة خورفكان، مئات الزوار يومياً لا سيما بعد استقطابه لعدد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تم افتتاح مقهى مؤخراً لتوفير أوقات ممتعة للأسر والأفراد من مختلف إمارات الدولة، وكذلك السياح القادمين من مختلف أنحاء العالم.
وفي هذا الصدد قال منصور النقبي مدير المقهى في نصب المقاومة، "إن وجود المقهى أسهم في استقطاب حشود من الزوار الراغبين في قضاء أوقات ممتعة وممارسة تجربة مذهلة خلال زيارة النصب التذكاري السياحي الذي يتميز بموقعه الخلّاب ، فجاء هذا المشروع ليشكل إضافة لجذب السياح وتوفير أعلى معايير الخدمات لهم، حيث ارتفعت أعداد الزوار منذ افتتاح المقهى“.
وأضاف النقبي "أتمنى أن تدعم المؤسسات الثقافية الأخرى مشاريع الشباب لانهم بحاجة إلى دعم وتشجيع لافتتاح مشاريعهم الريادية، مشيراً إلى الدعم الذي حظي به المقهى من قبل هيئة الشارقة للمتاحف التي وفرت لهم كافة الخدمات إلى جانب التخفيضات، فضلاً عن العديد من التسهيلات التي يطمح إليها جميع أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لا سيما من فئة الشباب".
هذا وتوفر استراحة النصب والصالة المحاطة بالزجاج لزوارها المتعة البصرية بالمناظر الساحرة التي تتمتع بها مدينة خورفكان، حيث يتضمن المبنى التابع للنصب ردهة واسعة تمتد على مساحة 898 متراً، تتفرع إلى صالتين تتسع الكبرى منهما لما يزيد عن 40 شخصاً وتم تخصيصها للعروض السينمائية، فيما تستعرض الصالة الأصغر ملصقات العروض التاريخية، ومقتنيات دلالية ترمز لأدوات القرن الرابع عشر التي استخدمها أهالي المدينة في نضالهم ضد الغزو.
ويشار إلى أن نصب المقاومة تم تشييده على شكل خوذة عسكرية، تتضمن باقة من المرافق الحيوية، ومنصة للكراسي المتحركة ومصاعد لتوفير خدمات متكاملة لجميع فئات المجتمع.
ويمكن للزوار من شتى أنحاء البلاد التعرف والاطلاع على المعركة الملحمية التي دارت بين أهالي خورفكان ضد الغزو البرتغالي من خلال مشاهدة فيلم "خورفكان 1507 ُ" الذي يعرض على شاشة العرض، حيث يقدم تفصيلاً إبداعياً ودقيقاً لتفاصيل المعركة البطولية.