تزخر مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بسجل حافل بالمبادرات والاستراتيجيات التي أسست لبناء دعائم التنمية الشاملة في البلاد، وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية والمطبقة في أكثر الدول تقدماً في العالم.
وعمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منذ توليه مهامه في المناصب القيادية المختلفة، منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، على دعم الشباب وتأهيلهم للقيام بدورهم، والإسهام في صناعة المستقبل، ففي عام 2018، تم إطلاق المبادرة العالمية لشباب الإمارات، بهدف تعزيز دور الشباب عالمياً وتمكينهم، وقال سموه حينها إن «الشباب عماد التقدم والتنمية في أي مجتمع من المجتمعات، وإن الأمم الناهضة هي التي تستثمر في الشباب وتعمل على تأهيلهم وتمكينهم وتوظيف قدراتهم بالشكل الأمثل، لأنهم ثروة الأوطان الأغلى، والمورد الذي لا ينضب أبداً، والمحرك الأساسي لعجلة التطوير والبناء والتقدم في أي بلد».
كوادر وطنية استشارية
وفي سبتمبر من عام 2019، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، برنامج «خبراء الإمارات»، الذي يهدف إلى إعداد قاعدة متنوعة من الكوادر الوطنية الاستشارية، تسهم في دفع عجلة التنمية في مختلف القطاعات بالدولة. وضمت الدفعة الأولى من البرنامج 20 مواطناً انخرطوا في فعالياته لإعدادهم وتأهيلهم بالشكل الأمثل، ليصبحوا خبراء مستقبليين في 20 قطاعاً حيوياً، تماشياً مع الأولويات الوطنية، ودعماً لرؤية الدولة ومبادراتها في سبيل بناء اقتصاد قائم على المعرفة.
وأكد سموه عند إطلاق البرنامج أنه «سيسهم في إرساء قاعدة ثرية من الخبرات والكوادر الوطنية الاستشارية، من خلال تطوير مهاراتهم وأدواتهم المهنية والشخصية لمواكبة متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية لمسيرة التطوير والتنمية المستمرة التي تشهدها الدولة».
وأضاف سموه أن قيادة دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بتوظيف طاقات وإمكانات أبنائها، لتحقيق أهداف الدولة ورؤيتها الطموحة نحو المستقبل، مشيراً سموه إلى أهمية الاستفادة من الخبرات الوطنية ذات التاريخ الحافل بالعطاء والعمل والمعارف.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن «الإمارات تعيش اليوم في عصر متغير وسريع الحركة، يحتاج إلى أن يكون أبناؤها فيه دائماً مبادرين ومبدعين، ولدى الإمارات الخبرات التي صنعت الدولة، وأن القيادة تريد أن تعزز تلك الخبرات وتطورها وتنميها بشكل محترف».
وأكد سموه أن روح المسؤولية هي لغة الأعمال والإنجازات والابتكارات، وأن التفوق يكمن في مواصلة التعلم، واكتساب الخبرات من رجالات الدولة المبدعين والملهمين، ومرافقتهم، والاستفادة من تجاربهم، والبناء عليها، وتطويرها إلى الأفضل.
شراكة استراتيجية
وفي ديسمبر من العام الماضي، أطلق سموه شراكة استراتيجية تجمع بين كل من شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، وشركة مبادلة للاستثمار (مبادلة)، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، تمكن كلّ من هذه الشركات من امتلاك حصة في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، بهدف تطوير محفظة عالمية رائدة للطاقة النظيفة، إضافة إلى تعزيز الجهود في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، سعياً نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حينها، أن الإمارات ماضية في ترسيخ قدراتها ودورها الرائد في قطاع الطاقة، وأنها مستمرة في تحويل التحديات إلى فرص وإيجاد حلول عملية ومبتكرة لتأمين مستقبل منخفض الكربون، لتكون واحدة من أهم دول العالم في إنتاج الطاقة النظيفة.
مشروعات نوعية
وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، قبل أشهر قليلة، إطلاق 50 مشروعاً وطنياً، ستشكل إضافة نوعية لمسيرة البناء والتنمية، وركيزة للانطلاق نحو مزيد من التطور لمصلحة الأجيال المقبلة.
وتهدف المشروعات الجديدة التي أطلقتها حكومة الإمارات إلى تحقيق قفزات نوعية للاقتصاد الوطني، الذي يعد أولوية وطنية قصوى لحكومة الإمارات، والعامل الأساسي لضمان الحياة الكريمة لشعبها والأجيال المقبلة، حيث تستهدف مضاعفة الاستثمارات الخارجية الواردة لدولة الإمارات، وترسيخ موقعها وجهة للمواهب والمستثمرين حول العالم.
وتوافق تنفيذ تلك المشروعات مع سلسلة من المبادرات النوعية، التي تغطي مختلف القطاعات الحيوية، وتعزّز مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، وتصنع فرصاً جديداً في مجالات محورية، مثل ريادة الأعمال والاقتصاد الجديد والرقمي والدائري، وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.
وتشرك المشروعات الجديدة للخمسين عاماً المقبلة مختلف مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، ومجتمعات الأعمال، إضافة إلى الكفاءات والخبراء والمتخصصين من الأفراد، في مسارات التنمية المستقبلية، وفق مبدأ فريق العمل الواحد، لتعمل وتنسق وتتعاون وتتكامل مع بعضها بعضاً.