تتخذ بعض المواقع طابعاً تقليدياً يشابه غيرها ويكاد يماثله؛ فيما تتميز مواقع أخرى بهويتها الخاصة، وطابعها الفريد الذي يُكسبها جوّاً حميمياً لا يشبه إلّاها، وهذا ما كان عليه فندق رافلز دبي، الذي ومنذ تأسيسه في عام 2007 وحتى لحظة كتابة هذا المقال وأقل ما يقال عنه بأنه تحفة معمارية كاملة متكاملة، فلقد اتخذ جماله من الهندسة الخاصة التي اعتمدها في التصاميم الداخلية والخارجية للفندق، وأقترح هنا ألا يسمّى فندقاً، فهو يتجاوز هذا الإطار نحو منطقةٍ أكثر جمالاً اعتنى أصحابها بأدق التفاصيل في الديكورات المستوحاة من الثقافة الفرعونية ما أتاح له الحصول على العديد من الجوائز خلال السنوات السابقة.
وإن أردنا الخوض في المزيد من تفاصيل (رافلز دبي) نجد أنفسنا قد وقعنا أسرى الطاقة الإيجابية التي تمنحها الغرف لقاطنيها؛ إذ جرى الاعتناء بأدق الألوان والديكورات مع قطع أثاث بألوانٍ دافئة ناهيك عن الزخارف واللوحات المختارة بعناية؛ وكافة التسهيلات وترتيبات الأمان المطلوبة؛ الأمر الذي ارتقى بأهمية المكان درجاتٍ أعلى، وترك انطباعاً ممتازاً لدى النزلاء الأوفياء لمكانٍ احتضنهم مع أسرهم وأصدقائهم وأحبائهم، ووفّر لهم خصائص وجماليات معينة كانت ولا زالت أعلى من توقعاتهم تجاه أي فندق رديف، وهو ما دفع بالقائمين على هذا الصرح للمضي قدماً نحو بذل المزيد من الجهود لتحقيق الراحة والرفاهية في آنٍ معاً.
ولمّا كانت الخيارات التي تقدّمها دبي أو (مدينة الحياة) خيارات واسعة جداً على صعيد الضيافة والسياحة كان من البديهي بمكان أن يحتار القادم إليها في المكان الذي سيقرر قضاء أيام إجازاته أو حتى عمله فيه، ولكنّ ما يُهّون تلك العملية هو أنّ (رافلز دبي) سار بعيداً عن مُنافسيه في منطقته الخاصة، فمن ناحية تموضع في مدينة وافي للتنمية، حيث يجد الأشخاص أنفسهم قادرين على التسوق والاستمتاع وتناول الطعام في أحد مطاعم الفندق الستة، والتي يترأّسها (مطعم آزور)؛ وهو المطعم الرئيسي في الفندق الذي يقدم بوفيه عالمي يتألف من جميع الأطباق العربية والآسيوية ويفتتح البوفيه الخاص به للإفطار بشكلٍ يومي، أو (صالون رافلز) بطابعه المريح المترافق مع قائمة من الحلويات والكعك الخفيفة والمشروبات المميزة، ولا يمكن أن ننسى (مطعم سولو) الذي ينقل رواده إلى وسط روما والبندقية وميلانو عبر مجموعة واسعة من الأطباق الإيطالية التقليدية المطعّمة بلمسة عصرية بأجزاء سخية لن تنسى.
سيكتنف الفندق الفاخر أيضاً حديقة موجودة في الطابق الثالث سنشعر عند الدخول إليها براحةٍ مردّها إلى احتواء المكان على عناصر الحياة الأساسية المتمثلة بالماء، والهواء، والنار والأرض. الماء للارتواء، والهواء للإحساس العليل باعتدال الطقس، والأرض للتأكيد على فكرة الثبات، والنار للدفء والبعد تماماً عن آلام البرد، مما يؤكد على التزام (رافلز دبي) والعاملين فيه الثابت بتوفير الخدمة المثالية، بالتوازي مع التصميم الملفت للغرف والأجنحة والمطاعم والمسبح والمنتجع الصحي بغرض تأمين تجربة لا تُضاهى إلى كافة ضيوف مدينة دبي.
وبعيداً عن المراجعة التقليدية لأي فندق أو مطعم، وقريباً جداً من الشفافية والموضوعية لا بد أن أشير إلى أنّ فندق رافلز بفلسفته الخاصة هو من ضمن قائمة الأمكنة الأكثر قدرة على تقديم خدمات ممتازة على يد طواقم عالية المهارة بشكل يُعتَنى به بكلّ ضيف على حدى وكأنّه النزيل الوحيد في هذا المكان، وبالإضافة إلى أنه واحد من أجمل المباني في المنطقة، إلّا أن جمالية غرفه الداخلية وجودة مفروشاتها لا تقل بهجةّ وأصالةً عن الصورة الخارجية للفندق، ونحن هنا لا ندخل في إطار الترويج أو الإعلان بل النصيحة الصادقة من أشخاص جرّبوا الفخامة المعاصرة والأطعمة والمشروبات الاستثنائية والموقع الممتاز القريب من مطار دبي الدولي والعديد من المعالم البارزة في المكان. النصيحة من أجل عدم التردد في زيارة (رافلز) العابق بتفاصيل مبتكرة تناسب جميع الأذواق وترضي جميع الاحتياجات.