تعد إدارة المشاريع مجموعة من الحلول التي تهدف إلى تحديد وزيادة تحقيق نتائج معينة، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن حجم العمل وجودة العمل والموارد، وكذلك إدارة الوقت والمخاطر يجب أن تكون متوازنة.
في المرحلة الأولى من إدارة المشاريع، يكون الاهتمام كبيرًا بالنتيجة المرجوة التي يجب صياغتها بدقة ويجب أن تحدد استراتيجية الشركة، مع مراعاة المخاطر المحتملة وتحسين تكاليف الموارد. في المستقبل، بمساعدة إدارة المشاريع، من الممكن التحكم في الامتثال للخطط والنتائج المعتمدة.
وعند التفكير في شكل صناعة إدارة المشاريع قبل عشر سنوات، سنجد أن المنهجيات والأدوات كانت أقل والفرق أصغر والمشاريع أبسط. تغيرت الأمور بشكل كبير حيث لم تعد الفرق أصغر والمشاريع لم تعد أبسط. يعبر المثل القديم، "التغيير هو الثابت الوحيد" عن جوهر مجال إدارة المشاريع.
في العصر الحديث من المنافسة الشديدة والظروف المتغيرة بسرعة للبيئة الخارجية الاقتصادية والاجتماعية، والتطور المستمر للتقنيات، من المهم بشكل خاص تقديم طرق مختلفة لإدارة المشاريع. ستعتمد فعالية جميع الأعمال على مدى مواكبة الاتجاهات الحديثة في إدارة المشاريع، التي تتجدد مع تطور التقنيات والأدوات وأحدث الاتجاهات.
التوسع في الذكاء الاصطناعي والأتمتة
هناك ضجة كبيرة حول الذكاء الاصطناعي وآثاره واستخداماته في كافة المجالات. يمكن أيضًا رؤية تأثير الذكاء الاصطناعي والأتمتة في قطاع إدارة المشاريع.
بدأت العديد من الشركات بالفعل في استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المشاريع لأداء مهامها اليومية التي تتطلب جهدًا بشريًا من خلال أتمتة المهام. يتجاوز التأثير أتمتة المهام البسيطة ولكنه مفيد أيضًا في الحصول على رؤى الأداء.
يمكن لمديري المشاريع استخدام الأتمتة لأداء المهام المعقدة التي تتراوح من الجدولة إلى تصور البيانات واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على المعلومات والبيانات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي.
أصبح مديرو المشاريع مطالبين بتبني الذكاء الاصطناعي في إدارة المشاريع وتعلم كيفية الاستفادة منه لإكمال المشروع بنجاح. بمجرد أن تتعلم كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لأتمتة البيانات، سيكون تنفيذ المشروع أسهل بكثير من ذي قبل. كما أنه يفسح المجال لبناء علاقات ذات مغزى مع أعضاء الفريق والعملاء.
إدراج نهج إدارة المشاريع المختلطة
ليست كل المشاريع متشابهة، ولا يمكن لجميع الفرق الالتزام بمنهجية واحدة محددة. ربما هذا هو السبب في أن مفهوم إدارة المشاريع المختلطة قد حظي بالكثير من الاهتمام. كما أن عدد مديري المشاريع الذين يجمعون بين أكثر من منهجية واحدة يتزايد يومًا بعد يوم.
عند تنفيذ النموذج المختلط في إدارة المشاريع، تحصل على جميع مشاريعك ومهامك وأفرادك واتصالاتك في مكان واحد لمساعدتك في اتخاذ الخيارات التجارية الصحيحة. بكلمات بسيطة، تشير إدارة المشاريع المختلطة إلى طرق تجمع بين الأساليب من إدارة المشاريع التقليدية والإدارة الرشيقة "Agile management".
يحتم ذلك استخدام السلطة التقديرية لفهم المنهجية الأفضل لمشروع معين. يختار مديرو المشاريع الأذكياء مزيجًا من المنهجية المرنة والتقليدية للحصول على أفضل ما في النموذجين.
تأثير الذكاء العاطفي
قد يتساءل البعض: كيف ترتبط القدرة على فهم العواطف والتعرف عليها بنجاح المشروع؟ إنها تلعب دورًا حيويًا. عندما أجرت TeleSmart استطلاعًا، وجد أن 58٪ من المستجيبين يعتقدون أن الذكاء العاطفي هو أحد أقوى مؤشرات الأداء بغض النظر عن طبيعة عملك.
تتجاوز إدارة المشاريع تحديد النطاق، وتحديد المواعيد النهائية، وتحديد الميزانية. يتعين على مديري المشاريع إدارة الأشخاص أيضًا وهذا يعني المزيد من التعقيدات. قد يؤدي الفشل في فهم مشاعر أعضاء الفريق إلى أن تكون النتيجة ليست دائما في صالح المشروع.
للتعامل مع الشخصيات المختلفة وضمان نجاح المشروع، فإن الفهم الصحيح للعواطف مطلوب، مما يجعلها مهارة قيادية ضرورية لمديري المشاريع في جميع أنحاء العالم. وبالتالي، فإن تعلم فن العواطف وما يدفع الناس أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى للتنبؤ بنجاح المشروع في المستقبل.
التركيز أكثر على تحليلات البيانات
تتضمن إدارة المشروع الكثير من البيانات. يستفيد مديرو المشاريع بشكل متزايد من رؤى البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة للتعامل مع المشاريع بطريقة أفضل وزيادة نمو الأعمال.
سواء كان الأمر يتعلق بتخطيط المشروع أو إدارة الجودة أو تقدير المخاطر، فقد بدأ استخدام تحليل البيانات الضخمة بالفعل في تشكيل عالم إدارة المشروع. البيانات المجمعة مفيدة لمعرفة كيفية تشكيل الفرق، وحجم الفريق، وكيفية تضمين أعضاء الفريق وتعيينهم، ومجموعات المهارات اللازمة لإدارة المشاريع بشكل أفضل.
يستفيد الأذكياء والحكماء من التطورات التكنولوجية للبقاء على اطلاع بالجديد. إذا تم استخدام تحليلات البيانات بالطريقة الصحيحة، فستمنح القدرة على إنتاج الكثير من القيمة التجارية. تقدم أدوات تحليلات المشاريع مهام إستراتيجية يمكن أن تساعدك في الحصول على صورة كاملة لجميع أنشطة المشروع.
المنتدى العالمي لإدارة المشاريع
أصبحت أدوات إدارة المشاريع في العصر الرقمي اليوم، ومواكبة الاتجاهات الحديثة جزءًا لا غنى عنه في إدارة المشاريع. وانطلاقًا من هذه الأهمية، ينظم معهد إدارة المشاريع بالمملكة العربية السعودية، برعاية صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الدورة الأولى من المنتدى العالمي لإدارة المشاريع لمدة يومين في العاصمة الرياض خلال يومي 26 و27 يونيو المقبل، ويستضيف نخبة من مدراء المشاريع والبرامج من كل أنحاء العالم.
من جانبه، أكد المهندس ماهر الجهني، نائب الرئيس للعمليات في معهد إدارة المشاريع PMI، رئيس المنتدى العالمي لإدارة المشاريع، أن إدارة المشاريع وأهميتها تتواءم مع مرحلة التطور والنهضة التي تشهدها المملكة، من خلال تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، كما تشهد أيضا إطلاق عدد كبير من المشاريع، وهذا يحتم تبني أفضل الممارسات في إدارة المشاريع، مضيفا: "هنا يأتي دور المنتدى بأن يكون مركز جذب لكل ما يخص مجال إدارة المشاريع، سواء مشاركة المعرفة أو استقطاب الخبراء المحليين والدوليين أو عقد ورش عمل".
وقال "الجهني" إن المنتدى ينعقد تحت شعار: "مستقبل إدارة المشاريع: الرقمنة والتكيف مع التغيير" ويركز على 4 محاور: البنية التحتية، التكنولوجيا والابتكار، المدن الذكية والتنمية الاجتماعية. وأوضح أن المنتدى يستضيف نخبة من الخبراء من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في الحلقات النقاشية والعروض التقديمية، ويشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 20 خبيرا ورائد أعمال كمتحدثين في المنتدى للتطرق إلى العديد من المواضيع والمحاور المتعلقة بقطاع إدارة المشاريع بالإضافة إلى تقديم آراء ووجهات نظر حول كيفية دمج إدارة المشاريع بشكل فعال في مختلف الأعمال.
وعن أجندة المنتدى، كشف "الجهني" عن تنظيم ورش عمل ما قبل المنتدى، يوم 25 يونيو، والتي تضم 5 جلسات عن مستقبل إدارة المشاريع وفوائد استخدام أدواتها، ومكتب تحقيق رؤية 2030، وإطار عمل البيانات الضخمة للمؤسسات و إطار المهارات والكفاءات العالمي للعالم الرقمي. كما يشمل المنتدى على مدار يومي انعقاده جلستين حواريتين و7 عروض تقيديمة و4 حلقات نقاشية