حقق مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42 والمستشفى الرائد في تبني أحدث ابتكارات وتطورات الرعاية الصحية في دولة الإمارات، إنجازاً لافتاً مع تحوله لأكبر مركز في الدولة لإجراءات تنظير القولون بمساعدة الذكاء الاصطناعي. ويؤكد هذا الإنجاز على التزام المستشفى بإدخال أحدث التقنيات المتاحة إلى ممارسته الطبية لتحسين المخرجات العلاجية للمرضى.
ويضع برنامج الكشف عن سرطان القولون والمستقيم في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بمتناول أفراد المجتمع منهجية فحوصات مبتكرة ومتطورة، إذ أثمرت هذه المنهجية الطموحة عن تلقي أكثر من 2000 مريض بأورام القولون والمستقيم منذ شهر يناير من العام الجاري لخدمات فحوصات القولون المتطورة، بوجود ست وحدات لتنظير القولون بمساعدة الذكاء الاصطناعي. وبفضل هذه التقنيات، تمكن أطباء المستشفى من رصد وتشخيص حالات القولون والمستقيم بدقة متناهية وكفاءة عالية، حيث يقدم نظام الذكاء الاصطناعي تحليلات مباشرة من خلال إجراء تنظير القولون، بشكل يساعد في تحديد الأورام الحميدة وغيرها من التغيرات الغير طبيعية التي قد تعجز العين البشرية عن رؤيتها، الأمر الذي يمكّن من تقديم التدخلات العلاجية في الوقت المناسب ويدعم القدرة على وضع خطط العلاج الشخصية المصممة لتلبية احتياجات المريض الفردية.
وشدد الدكتور عمار خير استشاري طبّ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، على الآثار الكبيرة الناجمة عن إضاعة فرص تقديم الرعاية المناسبة لمرضى السرطان، وأضاف: "تُعزى حالات كثيرة من إصابات السرطان لإضاعة فرص تشخيصها في الوقت المناسب، وهو ما يُعرف اصطلاحاً بالسرطان الفاصل. ويحدث هذا عندما يخضع المريض لتنظير القولون، ولكن لا يتم فحص القولون بشكل كامل أو يتم التغاضي عن الأورام الحميدة، والتي قد تكون بطبيعة الحال مقدمات لمرض السرطان. وعادة، يمكن أن يبقى الورم غير مكتشف لمدة ثماني إلى عشر سنوات قبل أن يتطور إلى سرطان".
ولا يزال سرطان القولون والمستقيم يسبب قلق صحي كبير في دولة الإمارات، حيث تشير الإحصائيات لكونه أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال وثالث أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء، كما يعتبر السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان، ويُعزى ذلك بشكل رئيسي لتأخر تشخيصه والفشل في الوقاية منه، تم التأكد من هذه الاحصائية عن طريق البيانات المتوفرة من وزارة الصحة ووقاية المجتمع. وعلى الرغم من معدلات انتشاره، تعتبر الوقاية من سرطان القولون والمستقيم أمراً ممكناً عبر التشخيص المبكر. وانطلاقاً من إدراكه لهذه الحاجة الملحة، يوجه مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي تركيزاً كبيراً نحو تعزيز التشخيص المبكر لمكافحة هذا المرض، لاسيما وأن أعراضه تكون خفية ولا تظهر عادة حتى وصوله لمراحل متقدمة. وتوصي دائرة الصحة – أبوظبي جميع الرجال والنساء الذين تجاوز عمرهم 40 عاماً بإجراء فحوصات دورية لسرطان القولون والمستقيم.
وتتعدد فوائد تنظير القولون بمساعدة الذكاء الاصطناعي في فحص سرطان القولون والمستقيم، إذ تبسط من إجراءات الفحوصات من خلال تحليل كميات كبيرة من البيانات بشكل سريع ودقيق، بما يقدم نتائج تشخيصية سريعة ويحد من النتائج الإيجابية الغير صحيحة. فمن خلال تقليل الإجراءات والمراجعات غير الضرورية، فإن هذه التقنية لا تخفف من القلق الذي يراود المرضى فحسب، بل تقلص كذلك من مخاطر انتشار السرطان، بما يقود في نهاية المطاف لتحسين المخرجات بالنسبة للمرضى.
وحول التطور الراهن في تقنيات تنظير القولون، سلط الدكتور خير الضوء على البصمة الإيجابية الجليّة لإدخال الذكاء الاصطناعي، بالقول: "يتوّج إدخال الذكاء الاصطناعي في إجراءات تنظير القولون لدينا تحولاً نوعياً في جهودنا المتواصلة لتقديم أعلى معايير الرعاية. وبينما شهدت إجراءات تنظير القولون العديد من محاولات التحسين، تنفرد خطوة إدخال الذكاء الاصطناعي عن غيرها من التدخلات، باعتبارها أكثر تطور واعد شهدنا حتى اليوم في هذا المضمار. فقدرتنا على رصد ومعالجة مشاكل القولون مبكراً هي أمر أساسي، لذلك أثبت الذكاء الاصطناعي كونه أداة قيّمة في هذا المجال. كما أكدت المراجعات المنهجية، التي تمثل ثمرة جهود البحث المجدية، بشكل دائم على كفاءة الذكاء الاصطناعي في تحسين معدلات الكشف عن المرض والارتقاء بالنتائج بالنسبة للمرضى".
نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بترسيخ ريادته بدولة الإمارات في تبني أحدث التطورات الطبية، وحرص على إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين مستويات رعاية العديد من أمراض السرطان. ويجسد برنامج تنظير القولون بالذكاء الاصطناعي لديه معياراً جديداً على المستوى المنطقة، وينسجم مع رؤية دولة الإمارات الرامية لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين قطاع الرعاية الصحية. ومع مبادرات طموحة ومنهجية متعددة التخصصات لتقديم الرعاية لأكثر الحالات تعقيداً، يواصل المستشفى إرساء معايير جديدة للتميز في قطاع الرعاية الصحية.