أصدرت ’مجموعة أكسفورد للأعمال‘ (OBG) -الرائدة عالمياً في البحوث والاستشارات الاقتصادية تقريراً جديداً في إطار سلسلتها الخاصة بالاستجابات لجائحة كوفيد-19 (Covid Response Reports)؛ حيث يهدف التقرير، الذي تصدره المجموعة بالتعاون مع شركة ’الشربيني‘ الرائدة سعودياً في توفير المعدات الميكانيكية والصناعية، إلى تسليط الضوء على واقع القطاع الصناعي السعودي ومعاينة دوره كمحرّك للنمو في سياق مساعي المملكة الرامية إلى تنويع الاقتصاد والحد من الاعتماد على النفط.
ويتيح التقرير تحليلاً معمقاً لاستجابة السعودية في التعامل مع الجائحة، مع تقديمه المعلومات بصيغة سهلة الفهم تتمحور حول البيانات والرسوم البيانية التي تعكس أبرز ملامح المشهد الاجتماعي-الاقتصادي الراهن في المملكة.
كما يعاين التقرير الجهود المبذولة حالياً بهدف تعزيز مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي عبر ما يتيحه من قدرات إنتاجية مضافة القيمة إلى جانب النفط والغاز في مجالات مثل البلاستيك، بالتوازي مع تطوير حلول ومعدات صناعية محلية. ومن جهة أخرى يتناول التقرير أيضاً النقلة النوعية التي تعيشها السعودية باتجاه الثورة الصناعية الرابعة، والتي كانت تكتسب زخماً متنامياً قبل الجائحة العالمية؛ إذ يتطرق التحليل إلى التحوّل في أماكن العمل واعتماد التقنيات الجديدة ودورهما الهام في توفير مزيد من فرص العمل ضمن القطاع الخاص لأصحاب التحصيل العلمي، وذلك في خطوة تندرج تحت مظلة رؤية 2030 الهادفة إلى دعم النمو الاقتصادي على المدى البعيد.
ويستعرض التقرير أيضاً صورة عامة عن الأداء الاقتصادي السعودي قبل حلول الجائحة، والذي كان يتسم بقوة ناتجه المحلي الإجمالي ورسوخ أسسه الاقتصادية الكلية بالمقارنة مع الدول الـ20 الكبار، وذلك مع إلقاء الضوء على المجالات الاقتصادية التي حظيت باستثمارات واسعة النطاق وهيكليات حوكمة مدروسة ساهمت في حماية مواطني واقتصاد المملكة من تداعيات الجائحة مع ضمان توافر الأسس اللازمة للتعافي السريع.
ومن جانب آخر يستعرض التقرير الإجراءات التي اتخذتها ’الشربيني‘ لمواصلة أعمالها في خضم الجائحة، والتي ساعدت الشركة- الرائدة محلياً في توفير المعدات والحلول الصناعية- على تحقيق أداءٍ قوي منذ بداية العام وحتى الآن على الرغم من التحديات التي تفرضها الظروف الراهنة. كما يتطرق التقرير إلى الخطوات التي تتخذها الشركة لمواكبة تغيرات السوق ورؤية 2030، والتي سيكون من شأنها دعم جهود التوطين في قطاعي النفط والغاز والتصنيع، مع إتاحة مزيد من فرص التصدير في الوقت ذاته.
وفي سياق حديثه أثناء مقابلة مطوّلة أجرتها معه ’مجموعة أكسفورد للأعمال‘، أوضح ماجد الشربيني، رئيس شؤون التجارة والعمليات لدى ’الشربيني‘، بأنّ المملكة تتيح اليوم مزيداً من الفرص للمستثمرين في ظل المساعي الحكومية لتعزيز التنوّع الاقتصادي، مع تأكيده على إيجابية المنظور المستقبلي الواعد لكافة الجهات الملتزمة والمعنية برؤية 2030، إذ قال معلقاً: "جاءت جائحة كوفيد-19 بمثابة اختبار فصل بين النماذج الناجحة والمرنة من جهة والضعيفة والجامدة من جهة أخرى. وقد أبدت الحكومة دعماً قوياً للقطاع الخاص بكافة مجالاته، مع تركيزها بشكل خاص على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ما جعل هذه المشاريع موضع ثقة المستثمرين الذين حظوا بتسهيلات وإعانات غير مسبوقة ترمي إلى الحفاظ على معدلات التوظيف والاستقرار المالي".
وبدورها أشارت يانا تريك، المدير التنفيذي لـ’مجموعة أكسفورد للأعمال‘ في الشرق الأوسط، إلى أنّ السعودية تتمتع حالياً بكافة المقومات المطلوبة لامتصاص الصدمة الاقتصادية الناجمة عن الجائحة، وهي على العموم في وضع أفضل من معظم الاقتصادات الإقليمية الأخرى نظراً للنمو القوي المتوقع في القطاعات النفطية وغير النفطية على حد سواء.
وقالت تريك: "تشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى أنّ السعودية ستشهد تعافياً خلال عام 2021 مع نمو ناتجها المحلي الإجمالي بواقع 3.1%. وفي حين من المنتظر أن يكون هذا التعافي مستنداً إلى القطاع النفطي، غير أنّ القطاع الصناعي يسجل أداءً إيجابياً من حيث مساهمته في النمو وتوفير فرص العمل، ما يعكس التزام المملكة بالتنويع الاقتصادي وتعزيز دور القطاع الخاص".
يُشار إلى أنّ التقرير يندرج في سلسلة من التقارير الخاصة التي تعدّها ’مجموعة أكسفورد للأعمال‘ لتغطية الاستجابات لأزمة كوفيد-19 في أنحاء مختلفة من العالم، وذلك إلى جانب ما توفره من أدوات بحثية رائدة تشمل باقة واسعة من المقالات والمقابلات التي تعاين الأثر الاقتصادي لكوفيد-19 في كل بلد بشكل منفصل.