بدعم من مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة للمواهب المبدعة، تشارك خمس مصممات موهوبات من المواطنات والمقيمات في دولة الإمارات، في معرض "كولكت" الفني، الذي انطلقت فعالياته يوم 2 فبراير الجاري، والذي ينظمه مجلس الحرف اليدوية في لندن، في معرض "ساتشي" في العاصمة البريطانية.
وتمكنت المصممات الخمس خلال المعرض، الذي تختتم فعالياته في 6 فبراير الجاري، من استقطاب الزوار بثلاثة أعمال فنية قدمنها، تجسد تراث المنطقة وثقافتها، ويعيد كل منها استلهام الثراث الإماراتي الأصيل في سياق معاصر، حيث توقف عدد من الزوار والمصممين مطولاً أمام الأعمال الثلاث، واستفسروا عن الفن والتراث الذي تمثله، معبرين عن إعجابهم الشديد بها.
ويعمل مجلس إرثي للحرف المعاصرة، الذي يتخذ من إمارة الشارقة مقراً له تحت مظلة مؤسسة نماء للإرتقاء بالمرأة، المعنية بتمكين المرأة، والتي تترأسها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ويشرف المجلس على تنظيم مشاركة المصممات في معرض "كولكت" في إطار سعيه لتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً ومهنياً من خلال إيجاد أسواق إقليمية وعالمية جديدة للحرف اليدوية التقليدية.
ويهدف المجلس إلى توفير فرص جديدة، وتنفيذ برامج التنمية الاجتماعية، والتدريب المهني، بالإضافة إلى المحافظة على المهارات اليدوية والتراث الثقافي الغني للمنطقة ونقلها للأجيال الحالية والمستقبلية.
وقالت ريم بن كرم، مديرة مؤسسة نماء للإرتقاء بالمرأة: "التراث الإماراتي موسوعة جميلة من الإبداعات الفريدة والتي نعمل على تطويرها والانطلاق بها نحو العالمية وفقاً لرؤية وتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المؤسِّسة والراعية الفخرية لمجلس "إرثي" للحرف التقليدية المعاصرة، ويشكل دعم سموها المستمر لمجال الحرف اليدوية التقليدية نقطة الانطلاق للحفاظ على هذا الإرث الحضاري والإرتقاء بأعمال من السيدات والفتيات الإماراتيات في هذا المجال."
و أضافت، "يسعدنا عرض هذه المجموعة في المملكة المتحدة، ونشر جماليات فنون الحرف التراثية لدولة الإمارات أمام فئة جديدة من الحضور في سعي لتنمية مهارات وقدارت السيدات المهنيات، وتقديم الدعم اللازم لهن من أجل الاستفادة من مواهبهن والانطلاق إلى العالمية في مختلف قطاعات الأعمال".
وتابعت بن كرم: "يهدف مجلس إرثي للحرف المعاصرة بشكل أساسي إلى ضمان استمرار الحرف التقليدية في المنطقة وتعزيز صلتها بالعصر الحديث، وتُمثَل هذه الأعمال الفنية تعبيراً متميزاً عن التراث الإماراتي الذي أعيد إبداعه في سياق معاصر، ونتطلع إلى المشاركة في المزيد من المبادرات التي تسهم بشكل فاعل في التعريف بتراثنا الغني والمحافظة على الحرف التقليدية التراثية ونقلها للأجيال القادمة".
ويحمل العمل الفني الأول الذي يشارك في المعرض عنوان "سرود"، وهو من تصميم الشيخة هند بنت ماجد القاسمي، مؤسِّسة "ديزايند باي هند"، ورئيس بالوكالة لمجلس سيدات أعمال الشارقة، استمدت الشيخة هند الالهام للعمل الفني من الحصير الملون المنسوج من سعف النخل، الذي يُستخدم عادة في تجمعات الولائم وتناول الطعام. العمل عبارة عن قطعة تركيبية خفيفة من الخزف، تستخدم نسيج السرود كغلاف، ويستكمل العمل رونقه بإضاءة معاصرة، لتجتمع فيه عناصر تعكس الأصالة والمعاصرة.
التصميم الثاني، "مسند"، عبارة عن سجادة منسوجة يدوياً من إبداع المصممة الإماراتية الجود لوتاه، يستخدم العمل الفني الأنماط الهندسية للنسيج الإماراتي التراثي الذي يُعرف باسم "السدو"، وهو نمط تقليدي من النسيج يستخدم الألوان وأنماط الزخارف كعناصر تزينيه. وتتميز السجادة بعُقدها الدقيقة، وتتصل بمقعد مصنوع من الجلد الأسود لتوفير خيارين أثناء الجلوس، إما لاستخدام المقعد للجلوس، أو كمسند للاتكاء والراحة عند الجلوس على جزء من السجاد المفروش على الأرض.
أما العمل الفني الثالث فيحمل عنوان "الوليمة المجسمة"، مستلهماً الطريقة التقليدية لتناول الطعام. وأنتجت هذا العمل ثلاث مصممات من "تنكة" وهي شركة محلية متخصصة في أعمال التصميم. وإلى جانب احتفائه بتقاليد تناول الطعام التقليدية، يهدف هذا العمل أيضاً إلى الاحتفاء بالمواد والموارد الطبيعية التقليدية، مثل الرمال، والفخار، والحصير، والمنسوجات، والجلود.
ويعمل مجلس "إرثي" للحرف التقليدية المعاصرة تحت مظلة مؤسسة "نماء" للارتقاء بالمرأة، التي تم تأسيسها حديثًا تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ويعمل المجلس على دعم وتمكين المرأة من خلال إحياء الحرف التقليدية وتطوير حرف جديدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى.