٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
التكنولوجيا وتقنية المعلومات | الجمعة 23 أكتوبر, 2020 6:17 صباحاً |
مشاركة:

الدور الحيوي لتقنية الجيل الخامس في تعزيز عملية التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية

تستمر استراتيجيتنا مع بداية عصر تكنولوجي جديد، بتبني نهج الاستثمار لتطوير تقنياتنا بما يتناسب مع احتياجات عملائنا، الأمر الذي مكننا من تحقيق إنجاز هام واستثنائي، تمثل في توقيع عقد الشراكة المئوي الأول في مجال شبكات الجيل الخامس. وتزامناً مع هذا الإنجاز، نحتفل أيضاً بريادتنا في مسار التنافس على تطوير ونشر تقنية الجيل الخامس، بناء على النجاحات والإنجازات السابقة، مع الاستعداد التام لمواجهة التحديات المستقبلية، واثقين من قدرتنا على تجاوزها.

وتعتبر المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي توجهت لتبني تقنية الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط، حيث دخلنا في شراكة طويلة الأجل مع المشغلين المحليين لإطلاق شبكة الجيل الخامس. ويعود اهتمام مزودي خدمات الاتصال السعوديين بتبني هذا التوجه بالدرجة الأولى، إلى الدور الحيوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات(ICT)كمحرك ذو أهمية استثنائية لاقتصاد المملكة الرقمي، والداعم الأول لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 الهادفة لتعزيز استراتيجية التنويع الاقتصادي.

 

وإضافة إلى كل ما سبق، سنتمكن بفضل ريادتنا العالمية في مجال تقنية الجيل الخامس، من دعم مسيرة مزودي خدمات الاتصال لتبني التكنولوجيات التي ترتقي بحياة المجتمعات السعودية، عبر تمكينهم من عيش حياة أكثر صحية تتماشى مع طموحاتهم وتوقعاتهم، مع تحسين قدرتهم على التواصل المستمر مع العالم من حولهم، من أي مكان وفي أي وقت على نحو مباشر، مع توفير محفظة من الفرص والإمكانات اللامحدودة لهم. 

وتحتوي منصة الجيل الخامس المتكاملة من إريكسون على محفظة واسعة من اتفاقيات وعقود الشراكة، تشمل 56 شبكة حية من الجيل الخامس، و 58 عقد شراكة بخصوص تطوير ونشر تقنية الجيل الخامس. وستعزز هذه المحفظة الواسعة قدرة مزودي الخدمات السعوديين، على تطوير إمكانات جديدة عبر الاستثمار في تقنية الجيل الخامس، بوتيرة تتوافق مع استراتيجية أعمالهم- إضافة إلى الارتقاء بخدمات الجيل الرابع الحالية، بفضل المزايا التي توفرها البنية التحتية القائمة، مع التحول المستمر لتبني التكنولوجيا الجديدة.

 

ومن المؤكد أن يساهم هذا التعاون الاستثنائي بين مزودي خدمات الاتصال الرائدين في المملكة العربية السعودية وشركة إريكسون، في تعزيز قدرة الأفراد والشركات والمجتمع للعمل من أجل تحقيق إمكاناتهم واستشراف مستقبل أكثر اتصالاً.

 

رؤية تستشرف المستقبل

تهدف المملكة العربية السعودية في إطار رؤيتها 2030، إلى تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولاسيما النطاق العريض عالي السرعة، وتوسيع قدرات التغطية، والارتقاء بالأداء في المدن الكبرى وضواحيها، وتحسين جودة الخدمات. ويتمثل هدفها الأساسي في تعزيز قدرات التغطية لتشمل 90% من سكان المدن الكبرى و66٪ من سكان المدن الأخرى.

 

وفي الإطار ذاته، تعمل المملكة العربية السعودية على تطوير معايير البناء، لتسهيل عمليات التوسيع المخصصة لشبكات النطاق العريض وكذلك تعزيز حوكمة التحول الرقمي عبر تأسيس مجلس وطني خاص، مهمته قيادة وتمكين عملية التحول الرقمي في المملكة. وتشمل الدوافع الرئيسية للنشر الفوري لشبكات الجيل الخام، زيادة القدرة الاستيعابية للشبكة، وتخفيض التكلفة لكل جيجابايت، وتلبية احتياجات حالات الاستخدام الجديدة.

على صعيد آخر، تعمل المملكة على إقامة منظومة فاعلة من الشراكات مع مشغلي الاتصالات لتطوير هذه البنية التحتية الحيوية على نحو أفضل. الأمر الذي يطرح أربع تحديات رئيسية، يتوجب على مزودي الخدمات السعوديين مواجهتها لتوفير النطاق العريض المتنقل:

1- إدارة نمو حركة البيانات الأسي

2- تلبية التوقعات المتزايدة للارتقاء بمستوى السرعات والجودة

3- زيادة الإيرادات عبر تسييل القيمة المضافة للعملاء.

4- توفير تقنية الجيل الخامس على كافة الأراضي السعودية

 

وسيؤدي توسيع القدرة الاستيعابية مع تعزيز الفعالية لناحية التكلفة، بالتزامن مع حل مشاركة الطيف الترددي من إريكسون(Ericsson Spectrum Sharing)، إلى تعزيز قدرات شبكة الجيل الخامس لمساعدة المشغلين في مواجهة هذه التحديات، مع تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة. كما سيؤدي تبني التقنيات المتقدمة التي تدعم التحول الرقمي، إلى تمكين مزودي الخدمات السعوديين من مواءمة استراتيجايتهم الرقمية مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

وسيكون لهذه المبادرة أثر إيجابي واسع النطاق على مستوى المنطقة، حيث توفر تقنية الاتصال الاسلكي الجديدة، مزايا اقتصادية هائلة، أبرزها الازدهار على مستوى اقتصاد التطبيقات في المنطقة بعد اعتمادها لشبكة الجيل الرابع.

 

عصر استثنائي سمته الأساسية عملية التحول الرقمي

تعتبر تقنية الجيل الخامس، العمود الفقري لعملية التحول الرقمي على مستوى الاتصال والقطاعات الاقتصادية المختلفة في المملكة العربية السعودية وعبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا – وذلك بفضل ريادتها في دفع القيمة الاقتصادية عبر العديد من المجالات، بدءاً من النطاق العريض المتنقل المحسن مروراً بقطاع الرقمنة وصولاً إلى المساهمة في جهود مكافحة التغير المناخي. 

 

وتعد المدن السعودية الكبرى، مواقعاً مثالية لإطلاق خدمات الجيل الخامس بسرعة ومرونة غير مسبوقة وتمكين الابتكار، إضافة إلى توفير مجموعة متنوعة من حالات الاستخدام. وتكتسب المدن هذه الأهمية، نظراً لتوفر النظم الفريدة فيها، وانتشار الجامعات المرموقة وشركات التكنولوجيا المتقدمة عبر مناطقها. وتوفر هذه العوامل إمكانات هائلة، تعزز قدرة مزودي الخدمات على الارتقاء بتجارب العملاء وتحسينها، بالإضافة إلى زيادة الإيرادات. 

وقد تمثل ذلك على نحو واضح في موسم الحج لعام 2019، حيث وسعت إريكسون قدرات التغطية على مستوى الشبكة في المشاعر المقدسة، إضافة إلى تعزيز تجربة المستخدم النهائي لتوفير أفضل شبكات الاتصال خلال موسم الحج، الذي شهد مشاركة حوالي 2.5 مليون حاج. وتمكن الحجاج بفضل هذا التعاون من التواصل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع مع العالم، بإنتاجية عالية غير مسبوقة.

 

وتمتلك تقنية الجيل الخامس، كشبكة تلبي الخدمات الحالية والمستقبلية، إمكانات هائلة للمساهمة في دفع رقمنة القطاعات وريادة الابتكار. وستوفر شبكة الجيل الخامس للمزودين، القدرة على امتصاص الضغط الهائل الذي تسببه حركة البيانات المتزايدة، فضلاً عن توفير الفرص للمشغلين للارتقاء بمستوى عملياتهم وتحسين الخدمات المقدمة للعملاء. 

 

وتعتبر الاتصالات المتنقلة، والتوجه المتزايد لتبني تقنية الجيل الخامس، من العوامل التمكينية الأساسية للثورة الصناعية الرابعة. كما تساهم في تسهيل عمليات نشر الجيل التالي من النطاق العريض المتنقل والخدمات السحابية، إضافة إلى توفير الدعم لنشر تقنية إنترنت الأشياء (IoT) الهائلة، ومن المتوقع أن تساهم تقنية الجيل الخامس في دعم حالات الاستخدام الصناعي الجديدة بفضل زيادة الإنتاجية وتسريع وقت الاستجابة. 

 

وسيؤدي اتباع نهج استباقي في تطوير ونشر تقنية الجيل الخامس، إلى توفير فرص تقدر بالمليارات لمزودي الخدمات السعوديين، وذلك عبر تعزيز الاستثمارات في حالات استخدام تقنيات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء، مثل المصانع الذكية والمركبات المتصلة والتسوق بدون تماس وبناء المدن الذكية. 

وفي المحصلة، فإن مستقبل شبكات الجيل الخامس في المملكة العربية السعودية يعتمد بالدرجة الأولى على توقعات المستهلكين. وقد استطعنا عبر إجراء عمليات بحث واسعة، التعرف على تجارب المستهلكين ورؤاهم عندما يتعلق الأمر باستخدام تقنية الجيل الخامس في أوقات الأزمات التي تشابه واقعنا الحالي، حيث أظهرت هذه الأبحاث، أن توقعات المستخدمين لناحية أداء الشبكات وكفاءاتها، تشهد ارتفاعاً ملحوظاً مع ازدياد الحاجة للاعتماد على الاتصال لضمان استمرارية الأعمال والاستمتاع بالتجارب الترفيهية. 

 

وباعتقادي، فإن المملكة العربية السعودية تسير في النهج الصحيح لترسيخ دورها كمنصة رائدة للتميز المبتكر، نظراً للاستثمارها المستمر في مجال تطوير الشبكات المتقدمة التي تدعم تقنيات الجيل القادم. الأمر الذي يشرفنا لأن نكون من اللاعبين الرئيسيين عبر جميع مراحل المسيرة التطورية لهذه الرحلة عبر تقديم لمزودي خدمات الاتصال عبر جميع أنحاء المملكة.

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة