عندما أطلق نظام المعلومات والترفيه SYNC الأولي منذ 13 عاماً، أحدثت ميزات التحكم الصوتي فيه ثورة في طريقة تفاعلنا مع سيارتنا. وتطور نظام SYNC 3 للاتصالات والترفيه اليوم ليتيح لعدد أكبر من الأشخاص حول العالم الاستمتاع بالمزيد من الميزات المتطورة.
يدعم نظام SYNC حالياً الأوامر الصوتية بأكثر من 25 لغة بفضل تعاون فريق لينكون وفورد المختص بتقنيات اللغة في ديربورن ميشيغان، كي يقدموا أبرز التقنيات المبتكرة في المجال للمستخدمين حول العالم. وتترأس الفريق إيفون جلوريا التي شاركت في ابتكار النظام منذ إطلاق SYNC 3 في المرة الأولى.
فقد وجدت جلوريا، المختصة في هندسة البرمجيات، من تجربتها الشخصية أن أنظمة SYNC بحاجة إلى تبسيط أكثر في الاستخدام. وصرّحت بالقول: "ليس كل الذين يستخدمون برنامجنا مهندسين... يتعين علينا ألا نجبر العميل على رؤية البرنامج من منظور ضيق لمجرد أننا طورناه لمهمة محددة. وهذا دفعني إلى دراسة كيفية استخدام الناس للحواسيب وتعلمهم للبرامج، فبدأت أفكر من منظور المستخدم بدلاً من المهندس."
كيف يفهم برنامج SYNC ما أقوله؟
يحتوي نظام SYNC الذي يعمل عن طريق الأوامر الصوتية، على محرك لغة يؤدي عمل "الدماغ" في التعرف على الكلام، ويضم نموذج اللغة وبرنامج فك التشفير لتحليل الأوامر الشفهية وفهمها.
ويتعمق نموذج اللغة أكثر ليشمل مجموعة كبيرة من الكلمات أو الأوامر التي يتم ربطها بمهام محددة. فعلى سبيل المثال، يتم تسجيل أمر "اتصلي بجون دو" بأكثر من 25 لغة وتزويد SYNC بكتالوج كبير من الأوامر التي تتوافق مع الميزات التي تعمل عبر الأوامر الصوتية والتي يتم تسجيلها كلها ضمن نموذج اللغة.
أما برنامج فك التشفير، فيتعرّف على الخصائص الصوتية لكل أمر ويطابقها مع قائمة الكلمات في نموذج اللغة. وباستخدام نفس المثال، عندما يُقال "اتصلي بجون دو"، يقوم برنامج فك التشفير بتحليل خصائص الصوت المختلفة التي يتم التحدث بها في النظام، ثم يجد مجموعة مماثلة من الخصائص داخل نموذج اللغة.
وقال زياد شعبان، المشرف الهندسي على تطوير المنتجات في أسواق فورد المباشرة: "كانت إضافة اللغة العربية إلى نظام SYNC عام 2017 من أهم المزايا لعملاء لينكون في الشرق الأوسط. لكن تعيّن علينا مراعاة اللهجات المختلفة في المنطقة أيضاً. وبسبب تنوع اللهجات في جميع أنحاء المنطقة، تم تحديث نموذج اللغة لفهم العربية الفصحى بالإضافة إلى اللهجة الخليجية ولهجة شمال أفريقيا وبلاد الشام، وذلك لمنح البرنامج إمكانية فك تشفير أفضل للتعرف على الأوامر."
تطوير البرنامج حسب احتياجات المستخدم
ساعد التطوير المستمر مهندسي تقنيات اللغة الأساسية على تحسين وظائف SYNC وتوسيعها. ومن خلال تحليلهم للطرق التي يستخدم بها العملاء نظام SYNC، استطاع المهندسون تحديد طرق تجعل النظام أكثر سهولة، إما من خلال تبسيط المهام أو تسهيل الوصول إليها.
ويستطيع المهندسون من خلال التشخيص والتحليلات اللاسلكية لنظام SYNC 3، الحصول على كم مستمر من البيانات المسجلة صوتياً والتي توضّح طرق استخدام العملاء لبرنامج SYNC للقيام بمهام مختلفة. ويكتشف المهندسون من خلالها الأخطاء الشائعة التي تواجه المستخدمين، فيقومون بناءً على ذلك بتبسيط المهام بدلاً من ترك المستخدم ليكتشفها بنفسه.
من جهته، قال ستيفن كوبر، مدير قسم خصائص التعرف على الصوت في برنامج SYNC 3: "تعد عملية التطوير نشاطاً لا ينتهي أبداً. فهو يبدأ بمجرد تشغيل البرنامج إلى أن يبلغ نهاية حياته التشغيلية، وذلك لأننا نسجل ملاحظات المستخدم باستمرار لإجراء التحديثات المناسبة مستقبلاً."
وبفضل هذه البيانات الناتجة عن تفاعل المستخدم مع البرنامج، تم اختصار أوامر صوتية معينة، مثل الملاحة خلال التنقل، من عدة خطوات إلى خطوة واحدة. ويتم الآن تنفيذ أكثر من 80 إلى 85 في المئة من الأوامر الصوتية بخطوة واحدة، بفضل جهود فريق تقنيات اللغة الأساسية.
مستقبل الأوامر الصوتية
مع تقدم التكنولوجيا وتطورها وانخفاض عدد الأزرار أو إزالتها تماماً، سيكون لتقنيات الأوامر الصوتية دور أكبر في تجربة القيادة من دور الشاشات الكبيرة والأكثر انتشاراً في سيارات لينكون المستقبلية.
وتابع شعبان: "هناك مجال غير محدود لتطوير التقنيات الموجودة داخل السيارة، خاصة مع ازدياد عدد السيارات التي أصبحت متصلة. وبالنظر إلى بداية برنامج SYNC ومدى تطوره اليوم، يمكننا أن نتطلع لاتصال سيارات لينكون المستقبلية وقدرتها على فهم ما يجب أن تفعله بدقة عبر أمر صوتي بسيط."
ويعتقد فريق تقنيات اللغة الأساسية أن الخطوة القادمة ستكون القدرة على التفاعل بشكل طبيعي مع النظام، بدلاً من الالتزام بمجموعة محدودة من الأوامر. وتعد كلمات التنبيه أو العبارات التي تنبّه النظام إلى ملاحظة أمر ما الشيء الذي يرغب الفريق بدمج في أنظمة SYNC المستقبلية.