أعلنت دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، عن مشاركتها في نسخة هذا العام من ملتقى الاستثمار السنوي، باعتبارها أحد الشركاء الاستراتيجيين، حيث يشكل الحدث منصة رائدة للاستثمار في العالم، ويستمر من 20 إلى 22 أكتوبر 2020. ويقام الحدث الذي يحمل شعار "إعادة تشكيل الاقتصادات.. التحول نحو مستقبل رقمي مرن ومستدام" لهذا العام افتراضيا، بهدف استكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية عبر أكثر من 170 دولة حول العالم.
ويشكل ملتقى الاستثمار السنوي، مبادرة سنوية تنظمها وزارة الاقتصاد، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وتشكل النسخة الافتراضية من الحدث، والتي أطلق عليها اسم الدورة الرقمية الأولى، أكبر منصة افتراضية عالمية لعقد الصفقات والحوارات بين المشاركين من المجتمع الاستثماري العالمي.
ويجمع الملتقى الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام متتالية، كبار الشخصيات العالمية، بما في ذلك ممثلين عن الوزارات، والدوائر الحكومية، والمنظمات الدولية والإقليمية، ووكالات الترويج للاستثمار، والمناطق الاقتصادية الخاصة، وأصحاب الأسهم، والمستثمرون، وأصحاب رؤوس الأموال، والشركات الناشئة والحاضنات، ومؤسسات تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة ومزودو حلول المدن الذكية والتكنولوجيا.
وأشار معالي محمد علي الشرفاء، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، إلى أهمية ملتقى الاستثمار السنوي الاستراتيجية خاصة في هذا التوقيت بالذات، في ظل مواجهة الاقتصادات العالمية للتحديات والآثار الناجمة عن انتشار جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19" حول العالم، بما في ذلك تقلص قدرات الدول على الاستمرار في تنفيذ سياسات الاستثمار والتنمية التي كانت تتبعها سابقا.
وقال معالي الشرفاء: "في الوقت الذي نواصل المضي قدماً نحو التقدم والنجاح وسط هذه الظروف الاستثنائية التي يواجهها العالم، باتت تركز سياسة حكومة أبوظبي اليوم على جاذبية الإمارة المتزايدة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، والناجمة عن سلسلة من العوامل والميزات الرئيسية بما يشمل الاستقرار الاقتصادي والسياسي، والبنية التحتية ذات المستوى العالمي، وموقع الإمارة الجغرافي الاستراتيجي، والاحتياطيات النقدية القوية بالإضافة إلى الإنفاق الحكومي المتوازن. ونتيجة تلك العوامل مجتمعةً، شهد الاستثمار الأجنبي المباشر التراكمي في أبوظبي زيادة بنسبة 8.2٪ خلال السنوات التسع الماضية الممتدة من 2010 وحتى 2019."
وكشف معالي رئيس الدائرة، أن المبادرات الحكومية في إمارة أبوظبي، بما فيها تلك القائمة على الابتكار وريادة الأعمال، ساهمت بشكل كبير في إنجاح الجهود المبذولة لتعزيز مكانة أبوظبي كمركز لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر من جميع أنحاء العالم. وأضاف أن الإمارة أصبحت الآن موطناً للعديد من الشركات العالمية الرائدة، حيث توفر لها بنية تكنولوجيا متقدمة وسلسلة من الحلول المبتكرة.
ولقد ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر التراكمي في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل كبير خلال الربع الأول من عام 2020 الجاري، حيث نما بأكثر من 265٪.
وأوضح معالي الشرفاء أهمية مشاركة أبوظبي في ملتقى الاستثمار السنوي لهذا العام، قائلاً: "يُعد ملتقى الاستثمار السنوي فرصة مثالية تؤكد حكومة أبوظبي من خلالها، التزامها بمواصلة العمل على تعزيز بيئة الأعمال والاستثمار عبر تسهيل وتبسيط عملية ممارسة الأعمال في الإمارة. ونحن نهدف إلى معالجة القضايا المستجدة، مثل تقليل الأعباء على الشركات، وتوفير حزم تحفيزية، وتنفيذ المزيد من المبادرات لدعم نجاح الأعمال وضمان استمراريتها ونموها وتوسعها بطريقة مستدامة."
ودعا معاليه جميع الدول والشركات والمؤسسات والهيئات والمنظمات المشاركة في هذه الدورة الاستثنائية من الملتقى، إلى خلق فرص استثمارية حقيقية وإعادة هيكلة سياساتها لمواكبة تطورات العالم الحالية.
من جهته كشف سعادة راشد عبد الكريم البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادي - أبوظبي، أن مشاركة الدائرة في ملتقى الاستثمار السنوي 2020 تشكل فرصة لتسليط الضوء على أهمية الشركات الناشئة في اقتصاد الإمارة.
وقال البلوشي: "تحرص حكومة أبوظبي على دعم الشركات الناشئة، مخصصة أكثر من مليار درهم إماراتي لدعمها، بما في ذلك منصات الوصول إلى رأس المال، والوصول إلى السوق، والمهنيين المؤهلين، القادرين على المساهمة في تنمية مشاريعهم وتوسيع أعمالهم. ولقد نجحت المنظومة التكنولوجية العالمية التي تديرها "شركة مبادلة للاستثمار" في تزويد الشركات الناشئة بدعم يصل إلى 139 مليون دولار أمريكي من خلال الاستفادة من الشراكات مع مجموعة من الشركات الرائدة وفي مقدمتها سوق أبوظبي العالمي، وشركة مايكروسوفت، ومكتب أبوظبي للاستثمار، بما في ذلك مبادلة نفسها وبرنامج أبوظبي للمسرعات التنموية "غداً 21."
وأوضح وكيل الدائرة أن مكتب التنمية الصناعية في أبوظبي يعمل على مساعدة هذه الشركات من خلال توقيع مذكرات تفاهم مع 10 بنوك وطنية رائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز البيئة الائتمانية للقطاعات الصناعية والتجارية في أبوظبي، وذلك في خطوة تهدف إلى زيادة التنافسية بين البنوك وتشجيعها على تطوير منتجات وخدمات تمويلية مبتكرة موجهة لمختلف القطاعات في الإمارة.
واختتم البلوشي كلامه بالقول: "إن المشاريع والبرامج والمبادرات المصممة لدعم الشركات الناشئة في أبوظبي عديدة ومتنوعة، مما يعكس التزام الإمارة بتحقيق المزيد من النمو، وإيمانها القوي بدور تلك الشركات في صناعة المستقبل وتحفيز الاقتصاد من خلال الابتكار، والحلول والأفكار الرائدة. وأغتنم الفرصة اليوم لتشجيع مختلف البلدان والشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا على استكشاف فرص الاستثمار الواعدة في أبوظبي، مؤكداً التزامنا بإقامة شراكات فعالة من خلال منصات آمنة وناجحة."
وتتضمّن نسخة هذا العام من ملتقى الاستثمار السنوي، سلسلة من المناقشات حول الاستثمار الأجنبي المباشر، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والشركات الناشئة، والمدن المستقبلية، والمحافظ الاستثمارية الأجنبية، ومبادرة الحزام والطريق. كما يشمل الملتقى لهذا العام مؤتمراً رئيسياً، وورش عمل، ومعرض افتراضي، وعروض إضافة إلى سلسلة اجتماعات ومناقشات الطاولة المستديرة.