عقب النجاح الكبير الذي حظيت به الدورة الأولى من «أسبوع الساعات، دبي» الحدث الأهم إقليمياً والمكرَّس حصرياً لصناعة الساعات الفخمة والمنعقد تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس إدارة «هيئة دبي للثقافة والفنون»، تنطلق الدورة الثانية من الحدث الذي تنظمه «أحمد صدّيقي وأولاده» الشهر القادم في منطقتين مخصصتين ومبادرة جديدة.
يركز برنامج «أسبوع الساعات، دبي» على المبادرات التعليمية والتوعوية من خلال ورش العمل والجلسات الحوارية والفرص التعليمية التي تتيح مشاركة المهتمين المخضرمين والناشئين بمواضيع الساعات التاريخية والمعاصرة على حد سواء.
ويستضيف مركز دبي المالي العالمي مرة أخرى فعاليات «أسبوع الساعات، دبي» مع عودة "ورشات عمل صناعة الساعات" المعروفة و"منتدى الساعات" بالإضافة إلى البرامج الجديدة التي تضم "معرض حركات الساعات" و"معرض الساعات الفائزة بجائزة جنيف الكبرى للساعات الفخمة"، بالإضافة أيضاً إلى مبادرة "المركز الإبداعي" التي تعنى بدعم الابداع والإبتكار وترعاها مجموعة من العلامات التجارية.
كما ستقدم مؤسسة صناعة الساعات الفاخرة (FHH) بالشراكة مع «أسبوع الساعات، دبي» ثلاثة برامج حصرية في «دبي مول» وهي «معرض رواد صناعة الوقت» و«أكاديمية هوت هورولوجي وشهادتها» ومعرض «حياة ساعة طائر الوقواق السويسرية» الذي تشرف عليه «مدرسة جنيف للفن والتصميم» (HEAD – Genève).
وكجزء من دعمه المتواصل للمبادرات الإبداعية والخيرية، سيقدم «أسبوع الساعات، دبي» إضافة جديدة إلى الأجندة الثقافية لهذا العام بعنوان "وقت للفن" وهي مبادرة مدعومة من "أحمد صديقي وأولاده".
وفي هذا الصدد، قالت مليكة يازدجردي، مدير «أسبوع الساعات، دبي»: "في طليعة أهداف «أسبوع الساعات، دبي» التعريف ببراعة صناعة الساعات الفخمة في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه تعريف العالم بإرث وتراث هذه المنطقة. وهذا العام وسَّعنا نطاق فعاليات النسخة الثانية من الحدث لتشمل العديد من الفعاليات والأحداث الثقافية والتعليمية والإبداعية، بدءاً من التعريف بصناعة الساعات الفخمة ومروراً بالجلسات الحوارية والنقاشية ووصولاً إلى التعاون مع مبدعين معروفين، وكل ذلك من أجل تحقيق رسالة ورؤية الحدث".
وفي هذا الإطار، كلَّفت «أحمد صدّيقي وأولاده»، الفنان التشكيلي الإماراتي عبد القادر الريّس بإنجاز عملين حصريين ونادرين للاحتفاء بالنسخة الثانية من «أسبوع الساعات، دبي». وسيُعرض العملان الفنيان في مزاد كريستيز للأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة في 18 أكتوبر 2016. وسيذهب ريع هذين العملين الفنيين لصالح «مؤسسة نور دبي»، المؤسسة المعنية بالقضاء على مسببات العمى والإعاقة البصرية التي يمكن علاجها أو الوقاية منها حول العالم.
وبهذه المناسبة، قال مايكل جيها، نائب رئيس كريستيز في الشرق الأوسط: "دأبت كريستيز على إثراء الحركة الإبداعية والثقافية بمنطقة الشرق الأوسط، وشهدت سوق الأعمال الفنية بمنطقة الشرق الأوسط تحولات هائلة منذ بدء مزاداتنا بالمنطقة قبل عشرة أعوام. وكريستيز حريصة بشغف على تحقيق رسالتها أيضاً من خلال المبادرات الخيرية، إقليمياً وعالمياً على السواء، ونحن فخورون بهذه الفرصة للتعاون مجدداً مع «أسبوع الساعات، دبي» في مبادرة إبداعية خيرية تصبّ في مصلحة مؤسسة إنسانية إماراتية ذات رؤية عالمية".
بدورها قالت الدكتورة منال تريم، المدير التنفيذي وعضو مجلس الإدارة، «مؤسسة نور دبي»: "نودُّ أن نشكر الفنان التشكيلي عبد القادر الريّس وأحمد صدّيقي وأولاده وأسبوع الساعات، دبي، على مبادرتهم الرامية إلى دعم جهودنا. وتوفر مؤسسة نور دبي الخدمات الطبية والتوعوية والتدريبية في مجال الوقاية من العمى وعلاجه في البلدان المحتاجة لها حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، ومنذ انطلاقة «نور دبي» في عام 2008 استطعنا تقديم خدماتنا إلى 24 مليون شخص حول العالم. وقُمنا بتنظيم أغلب المخيمات العلاجية في بلدان آسيوية وأفريقية هي الأكثر احتياجاً إلى تلك الخدمات".
والعمل الأول الذي أنجزه عبد القادر الريّس بعنوان "زمان: نظرة من أول متجر لأحمد صدّيقي وأولاده، ديرة، دبي"، وهذا العمل بمثابة تحية لأول متجر لعائلة صدّيقي في سوق بر دبي في أواخر أربعينيات القرن العشرين. وفي هذا العمل يجمع الريّس قطع غيار لساعات مختلفة مأخوذة من مشغل «أحمد صدّيقي وأولاده» ثم يقارب بين ليونة وانسيابية الألوان المائية من جهة وعناصر ثلاثية الأبعاد في الجهة المقابلة في تجربة فنية غير مسبوقة. ويسخّر الريّس مفاهيم إعادة التدوير وفن الكولاج لإبراز تعقيد أجزاء الساعة المختلفة. وللمتجر المذكور خصوصية وجدانية في ذهن الريّس نفسه فمنه اشترى أول هدية قدّمها لزوجته في يوم زفافه، لذا يفيض هذا العمل باشتياق عميق للحظة مهمة في حياته.
وأما العمل الآخر فيحمل عنوان "زمان: ساعة رملية" ويتجاوز أيضاً مفهوم الزمن، إذ تستحضر هذه الساعة الرملية بظلال اللونين الأزرق والأصفر سطوة الزمن والذاكرة. وتستلهم ألوانها رمال دبي وجمال صحرائها، مثلما تستلهم خور دبي باعتباره شرياناً مائياً حيوياً ساهم في ازدهار الإمارة طوال العقود الماضية. وقد أبدع الريّس عملين أخاذين يحتفيان بمرور وتغيُّر الزمن. وهذه الشراكة مثالية بين عبد القادر الريّس و«أحمد صدّيقي وأولاده» فقد كان لمرور الزمن دورٌ في ثراء تجربتهما والمكانة التي حققاها عاماً تلو آخر.