لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل الصلة الوثيقة التي تربط نمو قطاع الطيران بالنمو الاقتصادي العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتستعد ناقلات وطنية عديدة في المنطقة لنمو كبير خلال العقد المقبل والمراحل التي تليه حيث من المتوقع تحقيق نمو سنوي بحوالي خمسة في المائة أو أكثر. ونتيجة لذلك، يزداد الطلب على نظام إدارة الحركة الجوية (ATM) وتعتبر التغييرات الضرورية لتعزيز امكانات الوصول والسعة في غاية الأهمية لتلبية متطلبات النمو المستقبلي لقطاع الطيران في المنطقة.
وإدراكاً منها لأهمية تلبية هذه المتطلبات المتصاعدة، وقعت الهيئة العربية للطيران المدني (ACAC) مذكرة تعاون مع إيرباص الشرق الأوسط وإيرباص بروسكاي لإجراء دراسة متعمقة ورسمية بهدف فهم التحديات الإقليمية الحالية في مجال إدارة المجال الجوي وتنفيذ عملية التخطيط والوصول إلى التنسيق اللازم لإحداث التغييرات الجوهرية.
وقال سعادة المهندس محمد إبراهيم أحمد شريف، مدير عام الهيئة العربية للطيران المدني (ACAC): "هنالك تغييرات هائلة في طريقة التعامل عالمياً مع إدارة الحركة الجوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتحدث تلك الطريقة تغييراً في كيفية تقديم خدمات الملاحة الجوية. ولا يزال النمو السريع غير المسبوق لقطاع الطيران على رأس التحديات في أجزاء من المنطقة مما يُجهد قدرات إدارة الحركة الجوية ويدفع الدول في المنطقة لتعزيز جهود التخطيط والتنسيق".
وقال فؤاد عطار، مدير عام لشركة إيرباص الشرق الأوسط: "إننا سعداء بتعاوننا مع هيئة إقليمية هامة مثل الهيئة العربية للطيران المدني ونتطلع إلى تحقيق تعاون وثيق معها. كما إننا على ثقة تامة بأنه من خلال التعامل مع إحدى المناطق التي تشهد أكبر التحديات من ناحية نمو الحركة الجوية والنواحي الجيوسياسية، ستكون لهذه الدراسة فوائد جمّة للجميع، وخاصة لعملائنا".
تهدف دراسة إدارة الحركة الجوية إلى تطوير رؤية للتعامل مع المتطلبات على المدى القريب والاحتياجات الاستراتيجية على المدى الأبعد لتشكيل مخطط رئيسي لتقديم خدمات الملاحة الجوية في المنطقة حتى عام 2030. وستكون هناك عملية منهجية يوصي بها الخبراء لتحديد الأولويات وتحقيق التوازن بين الاستثمارات التي تهدف إلى تحسين إدارة الحركة الجوية للمنطقة العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وستهدف الدراسة إلى تحقيق ما يلي:
تحسين سلامة وكفاءة المجال الجوي
تحسين امكانات التشغيل البيني بين مزودي خدمات الملاحة الجوية لتوفير خدمات سلسة عابرة للحدود
توسيع سعة المجال الجوي لتلبية احتياجات الطلب المستقبلي
تعزيز إمكانات الوصول للمطارات
تخفيض الأثر البيئي لزيادة الحركة الجوية من خلال توفير عمليات محسنة لإدارة الحركة الجوية