طرح مركز التعليم التنفيذي والمهني في الجامعة الأميركية في الشارقة شهادة في الذكاء الاصطناعي للمدن الذكية، لتتوافق مع الأهمية التي توليها حكومة الدولة لإنشاء المدن الذكية، والتي تضعها في طليعة اجندات اعمالها. ولأهمية هذا التوجة أعلنت الجامعة طرح هذه الدورة الجديدة والتي تهدف الى مساعدة المدراء التنفيديين بالدولة، المعنيين بإنشاء المدن الذكية، على تطبيق فوائد الذكاء الاصطناعي في مشاريع هذه المدن الذكية.
ويوفر مركز التعليم التنفيذي والمهني في الجامعة الأميركية في الشارقة هذه الشهادة في الذكاء الاصطناعي للمدن الذكية بالتعاون مع قسم علوم وهندسة الكمبيوتر بكلية الهندسة في الجامعة. وستشمل المواضيع التي سوف تغطيها الدورة البيانات الكبيرة، وتعليم الآلات، والنظم السيبرانية الفيزيائية، وحوسبة الاشياء، والأمن السيبراني، والبلوك تشين، والكمبيوتر السحابي. ولا يتطلب من المشاركين الخبرة المسبقة في الذكاء الاصطناعي، حيث تم تصميم الدورة للمسؤولين التنفيذيين من الإدارة العليا والمتوسطة من مختلف مناطق الشرق الأوسط، الذين أوكلت إليهم مهمة تطوير الحلول للمدن الذكية. وهي دورة تمهيدية تستهدف الذين يسعون لمعرفة أفضل عن كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تغيير عملياتهم، مع التركيز على التعلم من أفضل الممارسات العالمية ودراسة الحالات.
ويشكل الذكاء الاصطناعي أهمية بالغة للدولة ولبقية دول مجلس التعاون الخليجي. وأشار تقرير حديث لبي دبليو سي بأنه من المرجح أن يساهم الذكاء الاصطناعي بما يصل الى 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030. وتوقع التقرير نفسه أن يساهم الذكاء الاصطناعي بحوالي 14٪ من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بحلول عام 2030 ، أي ما يعادل 96 مليار دولار أمريكي. ويشير التقرير إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي قد يكون حتى أكبر من ذلك على المستويين الإقليمي والعالمي إذا استمرت الحكومات والصناعة في الترويج والاستثمار للابتكارات التي تقود للذكاء الاصطناعي.
وعند انشاء المدن الذكية ، تتوفر للذكاء الاصطناعي القدرة على التغلب على التحديات المستعصية للتنمية الحضرية مثل استهلاك الطاقة والمياه ، والازدحام المروري ، والجريمة ، والتعليم ، وانعدام الكفاءة الإدارية. وبما أن الشرق الأوسط يمر بطفرة سكانية، وأصبحت مدنه أكثر ازدحاماً، فإن استثمار الذكاء الاصطناعي لجعل المدن تعمل بكفاءة وفعالية أكبر سيكون حاسماً في الحفاظ على مستوى معيشة السكان وتحسينه.
وسوف يقوم بتدريس هذه الدورة عدد من خبراء الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية من قسم علوم وهندسة الكمبيوتر بالجامعة الأميركية في الشارقة. ويعتقد منسق الدورة الدكتور فادي علول، رئيس قسم علوم وهندسة الحاسوب بكلية الهندسة في الجامعة، بأن تعليم المسؤلين في الحكومة ورجال الاعمال عن كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي هو عامل أساسي لتحقيق إمكانات الذكاء الاصطناعي في المنطقة.
وقال بأن الذكاء الاصطناعي قد بدأ ثورة تكنولوجية، أخذت في تحويل طريقة عيشنا وممارستنا لأعمالنا. وإن لم تتبنى مؤسسات القطاعين العام والخاص الذكاء الاصطناعي فستبقى متأخرة. وفي الشرق الأوسط بالتحديد تبقى الإماكانات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي ذات صلة. فمع قلة الانتاجية والاعتماد الرئيسي على النفط تاريخياً، فإن استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي سيسمح للمنطقة بزيادة الإنتاجية وتنويعها اقتصادياً، وهي الأهداف الرئيسية في الرؤى الإستراتيجية للعديد من البلدان في الشرق الأوسط. وأضاف بأن هذه الدورة تقدم طرقًا عملية جدًا لأولئك الموجودين على الخط الأمامي لتطوير المدينة الذكية لفهم وتطبيق تقنيات جديدة للذكاء الاصطناعي . وهناك تركيز حقيقي على قدرة المشاركين على ربط ما يتعلمونه في الدورة التدريبية بالتحديات التي تواجههم في مشاريع المدينة الذكية. ولذلك ، نتوقع أن يكون لهذا المقرر تأثيرًا حقيقيًا على مشاريع تطوير المدينة الذكية في الأشهر المقبلة ".
وقال الدكتور الياس فيسفيكيس، مدير مركز التعليم التنفيذي والمهني في الجامعة الأميركية في الشارقة، بأن المركز مكرس لتوفير التعليم المستمر والتطوير الذي يساعد الأفراد والهيئات للتأقلم مع التغيرات في المشهد الاقتصادي. فإطلاع المسؤولين التنفيذيين على الوسائل التي يمكن فيها للذكاء الاصطناعي تحسين أعمالهم هو مثال على مدى أهمية أن يقوم أولئك الذين يشغلون مناصب قيادية بتسخير إمكانات التكنولوجيا الجديدة. فلا شك بأن الذكاء الاصطناعي سيغير قواعد اللعبة ويؤثر على أسلوب معيشتنا وعملنا. ومن الأهمية بمكان أن يبقى المسؤولين على رأس هذا التغيير، ليتمكنوا من استيعاب وجني فوائد الذكاء الاصطناعي.