قام طلاب من كلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة الأميركية في الشارقة بإنتاج نسخة معاصرة من أحد الأعمال الفنية الأكثر شهرة في عصر النهضة في إيطاليا، وهي "مدرسة اثينا" للفنان الشهير رافائيل.
وتشمل اللوحة الأصلية التي يزورها الكثيرون ، وهي الان في مقر البابا في الفاتيكان، مجموعة من العباقرة المبدعين في التاريخ ، من الفلاسفة والشعراء وعلماء الرياضيات وعلماء الفلك والأطباء والمعماريين، وجميعهم ممثلين في هذا العمل الفني المشهور. فقد تم تصوير مجموعة من أشهر الوجوه في الماضي في هذه التحفة الفنية ، حيث تم تصوير كل من الإسكندر الأكبر وسقراط وأرسطو بالتفصيل، بالإضافة إلى ليوناردو دا فينشي الذي يلعب دور أفلاطون في اللوحة. وتم رسم مايكل أنجلو كذلك على الدرج المهيب في هذا العمل الفني المتميز.
وفي نسخة الجامعة الأميركية في الشارقة قاد فريق مكون من سبعة من طلبة العمارة في الجامعة ، عملية إعادة تمثيل اللوحة مستبدلين الشخصيات الأصلية البالغ عددهم 61 ببدلاء من أساتذة وطلبة وإداريي الجامعة، الذين تم إعدادهم بدقة ليقوم كل منهم بتقليد أحد عمالقة الفكر المدرجين في لوحة رافائيل. وتم تصميم زي كل مشارك بعناية ليتناسب مع نظيره في اللوحة الأصلية، وتم تدريب المشاركين على كيفية التمثيل الصحيح لوقفة الشخص الذي قلدوه في اللوحة الأصلية. وتم تجميع العديد من أجزاء العمارة المتميزة في الحرم الجامعي ليكون الخلفية لهذا العمل، محولين مدخل مبنى مكتبة الجامعة ليصبح القوس المبهر في خلفية الصورة.
وكلما استغرقت وقتاً أطول في التمعن بتفاصيل هذه النسخة ، كلما اتضح لك مستوى الاهتمام بالتفاصيل فيها بحيث تصبح مطابقة للأصل. ولتوضيح ذلك، إذا ما نظرت إلى أعلى الزاوية اليمنى من العمل ، فسوف تلاحظ استاذًا جامعيًا يعرض صورة مرعبة لمحاكاة ميدوسا على درع تحتفظ به أثينا.
وقد تم تصوير اللوحة من قبل الطالب آشيش راجيش الذي صورها على شكل سلسلة من الصور، ثم دمجها معًا رقميًا مع الخلفية. وجمعت الصورة النهائية بعد عمل الفوتوشوب الخريجة ، تسنيم تيناوي.
إن عمل هذه النسخة الفنية من عصر النهضة هو أكثر من مجرد نسخ لها. فقد قرر القائمون على هذه المبادرة والتي يقودها الطلبة إجراء إصلاح ثقافي عليها تمثل في إعادة الموازنة بين الجنسين عكس الصورة الأصلية التي هيمن عليها العنصر الذكوري. كما يقدر هذا العمل العبقرية الانفرادية، إلا إنه يوسع التركيز المحدود على أوروبا ليصبح شمولياً عالمياً. ومع المحافظة على روح الفكاهة، فإن هذاالعمل الفني يكرم المهارات التقليدية بل ويثريها باستخدام روائع التكنولوجيا المعاصرة. وتجتمع هذه الاعتبارات وغيرها لجعل "مدرسة أثينا في الشارقة" عملاً فنياً معاصراً بحد ذاته.
كما يعد العمل الفني شاهداً على الاهتمام الذي توليه كلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة لتعزيز الابتكار والإبداع لدى طلابها. ويقول طالب العمارة اثرا فارجيس ، الذي كان له دور أساسي في المشروع منذ البداية: "بصفتنا طلبة عمارة تكون لدينا اهتمام كبير بتاريخ الفن ، وبدأنا بتحليل وإعادة تفسير وتذوق الفن. وقد بدأ هذا العمل كهدية ممتعة، إلا أنه تطور ليصبح أكثر جدية. وبقدر ما كانت عملية التقليد لهذا العمل الفني مهمة، إلا أننا أدركنا بأن العمل على المشروع بحد ذاته قد خلق لدينا روابط مجتمعية كانت أكثر أهمية من النتيجة النهائية نفسها، وهذا ، بالنسبة لنا ، أعاد تعريف ما اعتبرناه أكثر أهمية حول الجهد وصلته بتجاربنا كطلبة في هذه الكلية ".
ويعكس المشاركين في هذا العمل التنوع الثقافي والديني في الجامعة الأميركية في الشارقة، مما يزيده أهمية وثراء. ويعتقد الدكتور مارتين جيزين ، أستاذ تاريخ الفن في الجامعة الأميركية في الشارقة بأن أحد أسباب نجاح المشروع يكمن في صلته بالمجتمع الإماراتي المعاصر. ويقول: "إن الإقدام على استنساخ عمل من عصر النهضة هي عملية شجاعة وإبداعية لهؤلاء الطلبة السبع من الجامعة الأميركية في الشارقة، والذين قرروا أن يجسدوا ويمنحوا صورة فنية لرؤيا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس الجامعة الأميركية في الشارقة، لإنشاء مؤسسة متميزة للتعليم العالي، يغنيها التاريخ، وتستجيب لتطلعات المجتمع المعاصر في الدولة".
والطلاب السبعة الذين قادوا المشروع هم: ديفيا ماهاديفان ، فرح منيب ، زهراء نصرالله ، أثرا فارجيز ، جوبيكا برافين ، تسنيم تيناوي ، ونبيلة زيتون.