في إطار مساعيها للارتقاء بمفهوم القيادة الذاتية وتعزيز التوجهات المستقبلية بأقصى سرعة ممكنة، تستعرض أودي أحد مشاريعها المبتكرة والذي ما زال قيد التطوير في واحد من أبرز المؤتمرات الدولية المتخصصة بالذكاء الاصطناعي – مؤتمر ’نُظم مُعالجة المعلومات العصبية‘ الذي ترعاه الشركة ويقام في لونج بيتش بولاية كاليفورنيا الأمريكية في الفترة بين 4-9 ديسمبر الجاري. ويقوم المشروع على كاميرا أحادية تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتشكيل نموذج عن البيئة المحيطة بالسيارة بالأبعاد الثلاثية وبدقة عالية.
وتعتبر أودي إيه 8 الجديدة أول سيارة في العالم تم تطويرها بتقنيات القيادة الذاتية المشروطة، والتي تلبي معايير جمعية مهندسي السيارات الأمريكية (SAE) من المستوى الثالث. ويتعامل ذكاء أودي الاصطناعي للاختناقات المرورية مع مهمة القيادة في ظروف حركة المرور البطيئة حتى سرعة 60 كيلومتر/ساعة (37.3 ميل/ساعة)، شريطة أن تسمح القوانين في السوق بذلك وقيام السائق باختيار الوظيفة.
وتعتبر الصورة المحددة للبيئة المحيطة وبأعلى دقة ممكنة واحدة من الشروط المهمة التي تتطلبها القيادة الذاتية – وفي كل الأوقات. ويشكل الذكاء الاصطناعي التقنية الأساسية التي يقوم عليها هذا الابتكار.
وتستعرض إحدى فرق المشروع من شركة ’أودي إلكترونيكس فنتشر‘ الآن كاميرا أحادية في المؤتمر وورشة العمل المنعقدة على هامشه وتناقش نظم معالجة المعلومات العصبية القائمة على الذكاء الاصطناعي لتشكيل نموذج ثلاثي الأبعاد عن البيئة المحيطة بدقة عالية. وتلعب هذه التكنولوجيا دوراً مهماً في تعزيز دقة إدراك وتصوير البيئة المحيطة بالسيارة.
وتعلب الكاميرا الأمامية التقليدية دور المستشعر، وتلتقط صوراً عن المنطقة أمام السيارة بزاوية 120 درجة تقريباً، بحيث تقدم 15 صورة في الثانية بدقة 1.3 ميجابكسل. وتتم بعدئذ معالجة هذه الصور في شبكة عصبية، حيث تجري عملية التجزئة الدلالية ليتم تصنيف كل بكسل إلى واحد من 13 فئة للأجسام. ويتيح ذلك للنظام القدرة على تحديد وتمييز السيارات والشاحنات والمنازل، وعلامات الطريق، والأشخاص وعلامات وإشارات المرور.
كما يستخدم النظام شبكات عصبية لتوليد المعلومات حول المسافات المحيطة. ويتم إجراء هذا التصوّر بالاعتماد على خطوط التساوي – وهي حدود افتراضية تحدد مسافة ثابتة. ويؤدي هذا المزيج من التقسيم الدلالي وتقديرات العمق إلى إنتاج نموذج دقيق ثلاثي الأبعاد للبيئة الفعلية.
وقام مهندسو أودي بتدريب الشبكة العصبية مسبقاً بالاعتماد على منهجيات ’التعلم غير الخاضع للرقابة‘. وخلافاً للتعلم الخاضع للإشراف، تُعتبر هذه المنهجية أحد أساليب التعلم عبر مراقبة الظروف والسيناريوهات المحيطة والتي لا تتطلب بيانات مصنفة ومخزنة مسبقاً. وخلال التدريب، تم استعراض العديد من مقاطع الفيديو التي تم تسجيلها باستخدام الكاميرا المحيطية على الشبكة العصبية. وبالنتيجة، تعلمت الشبكة فهم القواعد بشكل مستقل، ومن ثم أصبحت قادرة على استخدامها لإنتاج معلومات ثلاثية الأبعاد من الصور الملتقطة بالكاميرا الأحادية. ويوفر مشروع ’أودي إلكترونيكس فنتشر‘ إمكانات كبيرة لاستيعاب وتفسير الحالة المرورية.
وإلى جانب ’أودي إلكترونيكس فنتشر‘، قدم اثنان من شركاء مجموعة فولكس فاجن مواضيع خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي ضمن جناح أودي في دورة هذا العام من مؤتمر ’نُظم مُعالجة المعلومات العصبية‘. وتركز إدارة الأبحاث الأساسية للذكاء الاصطناعي في مختبر بيانات تكنولوجيا المعلومات ضمن المجموعة، على التعلم غير الخاضع للرقابة والإشراف المحسّن عبر الاستدلال المتنوع، وهو أسلوب فاعل لتمثيل توزيع الاحتماليات.
كما يستعرض فريق أودي من مختبر الأبحاث الإلكترونية في بلمونت بكاليفورنيا حلاً لنظام ركن للسيارات في مواقف السيارات والطرقات السريعة قائماً على الذكاء الاصطناعي. وفي هذه العملية، يتم إنجاز التوجيه الجانبي للسيارة بشكل كامل عبر شبكات عصبية. ويتعلم الذكاء الاصطناعي توليد نموذج للبيئة المحيطة بشكل مستقل اعتماداً على بيانات الكاميرا وتوجيه السيارة. ولا يتطلب هذا النهج توطيناً دقيقاً أو بيانات خارطة دقيقة للغاية.
وفي تطوير السيارات ذاتية القيادة، تستفيد أودي من شبكة كبيرة في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتتضمن الشبكة شركات في مناطق تطوير تقنية رائدة عالمياً مثل وادي السليكون وبعض دول أوروبا، وغيرها.
وفي عام 2016، أصبحت أودي أول شركة تصنيع للسيارات تشارك في مؤتمر ’نُظم مُعالجة المعلومات العصبية‘ ضمن جناح خاص. وتشارك العلامة التجارية مجدداً بين الجهات الراعية لدورة هذا العام من المؤتمر، وتسعى لتعزيز تطوير شبكتها في كاليفورنيا. ويمكن للمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي الاطلاع أيضاً على فرص العمل مع أودي هناك.