انعقاد الجلسة الرابعة للجنة الحكومية المشتركة بين المملكة وجمهورية اذربيجان للتعاون الاقتصادي والاستثماري والتقني والفني والثقافي

عقدت بمدينة الرياض اليوم الثلاثاء 4/3/1437هـ الموافق 15/12/2015م اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة السعودية الاذربيجانية، وقد ترأس الاجتماع من الجانب السعودي معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف بن احمد العثمان ومن الجانب الاذري معالي وزير الاقتصاد والصناعة في جمهورية أذربيجان الشقيقة السيد/ شاهين مصطفاييف الذي يزور المملكة على رأس وفد يضم عدد من ممثلي الجهات ذات العلاقة في الحكومة الاذربيجانية ورجال أعمال ورؤساء شركات.

وفي مستهل الاجتماع رحب محافظ هيئة الاستثمار المهندس العثمان بالوزير الضيف والوفد المرافق له في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية، متمنيا لهم طيب الاقامة وان تخرج هذه الاجتماعات بالنتائج التي تلبي طموحات وتوجهات القيادة والارادة السياسية في كلا البلدين، من خلال ترجمة اعمال اللجنة المشتركة السعودية الاذربيجانية إلى مزيد من برامج التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات. وأكد المهندس العثمان في معرض حديثه عن تنامي وتطور العلاقات بين البلدين، على اهمية المشتركات الثقافية والحضارية المتعددة بين الشعبين السعودي وشقيقة الاذري والعلاقات المتجذرة بينهما والتي ترسخت عبر قرون ممتدة حيث مثلت روابط الدين والمصير المشترك التي جمعت المنطقة العربية وشعوب دول اسيا الوسطى بشكل عام، ومنها المملكة مهبط الوحي ومهد الاسلام، جسورا مهمة للتبادل والتقارب الفكري والعاطفي بينهما مشيرا معاليه، إلى الاسهامات العظيمة التي قامت بها شعوب دول القوقاز واسيا الوسطى لإثراء الحضارة والثقافة الاسلامية، وما قدموه من اعلام بارزة كانت لهم أدوار ناصعة سواء في الدين والفكر والثقافة والفنون والطب ومختلف علوم الحياة.

وأضاف العثمان: إن العلاقة الاقتصادية والاستثمارية في السنوات الماضية بدأت تأخذ منحى تصاعديا بين السعودية واذربيجان, وهناك تطورات ايجابية تحققت خلال الفترة الماضية إلا أنه ينبغي على الجانبين خاصة مؤسسات قطاع الاعمال في كل جانب أن يعملا معا للولوج الى أفق أرحب وأوسع كون التعاون والشراكات الاستثمارية بين رجال الاعمال في اذربيجان وبين نظرائهم السعوديين لا زال واعداً وخصباً بين بلدين اقتصاديين مهمين من ناحية، وكلاهما عضوا في منظمة التعاون الإسلامي التي ترتكز مهامها وتوصياتها على ضرورة تعميق مستوى التعاون والتبادل التجاري والاستثماري بين مختلف الدول المنضوية تحتها، وأوضح العثمان بأن الجانبين عاقدون العزم على وضع توصيات منظمة التعاون الاسلامي موضع التنفيذ وتجسيدها على أرض الواقع صانعين بذلك نموذجاً من التعاون والانسجام الاقتصادي بشكل يمكن الاحتذاء به من جميع دول الاعضاء في المنظمة.

من جانبه، أعرب وزير الاقتصاد والصناعة في جمهورية اذربيجان عن سعادته بالزيارة التي يقوم بها الى المملكة وبما تمثله وتمتلكه من ثقل ومكانة اقتصادية واستثمارية في العالم الاسلامي، وتأثيرها الاقتصادي على الصعيد العالمي باعتبارها أحد دول مجموعة العشرين الى جانب الثقل الديني والسياسي الذي تتمتع به المملكة ونقل معالي الوزير شاهين مصطفافيف تحيات وتقدير رئيس جمهورية اذربيجان السيد/ الهام علييف لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والى الحكومة والشعب السعودي ونوه الوزير الضيف بحفاوة الاستقبال ومشاعر الود والاخوة الصادقة التي أستشعرها الوفد الاذربيجاني الزائر من جميع السعوديين منذ لحظة قدومهم الى المملكة، كما وجه معالي وزير الاقتصاد والصناعة الاذربيجاني شكره وتقديره للقائمين على تنظيم اعمال اللجنة الحكومية المشتركة وملتقى رجال اعمال البلدين لحسن التحضير والتجهيز، متطلعا الى الخروج بنتائج ايجابية للطرفين بعد ذلك، تبادل الجانبان وجهات النظر والآراء والمعلومات حول الوضع الاقتصادي والاستثماري الحالي في كلا البلدين وسبل تنميتها وتطويرها، كما استعرضا أوجه التعاون القائم بينهما في المجالات الاقتصادية والتجارية والفنية وأبرز ما تحقق من نتائج لأعمال واجتماعات الدورة الثالثة للجنة التي استضافتها العاصمة باكو قبل عامين ديسمبر 2013 ، وثمن الجانبان عالياً مستوى تنفيذ البنود التي اتفقا عليها في الدورة الماضية . كما أثنيا على ما تشهده العلاقات من حراك لافت، وتكثيف حجم الزيارات المتبادلة بينهما وعلى كل الاصعدة والمستويات، ومنها الزيارة الرسمية التي قام بها فخامة رئيس جمهورية أذربيجان السيد/ إلهام علييف، إلى المملكة العربية السعودية في أبريل 2015م. كما أشارا إلى أهمية الاجتماع الأول لمجموعة العمل حول التعاون الاذري– السعودي الذي عقد في مدينة الرياض في 14 مايو 2014م والاجتماع الثاني الذي عقد في مدينة باكو في 15 مايو 2015م. وأشاد الجانبان بمشاركة ممثل الهيئة العامة للاستثمار في منتدى باكو الصناعي الذي عقد بالعاصمة باكو خلال الفترة 24-26 سبتمبر 2014م.

وعن أهم المباحثات والموضوعات التي ادرجت في جدول اعمال الدورة الرابعة وجرى مناقشتها اليوم اوضح، مدير عام الاتفاقيات والتعاون الدولي في الهيئة العامة للاستثمار أسامة بن عبدالله الغانم  بأن اجتماعات الدورة الرابعة شملت جميع  أوجه التعاون والتنسيق من خلال أكثر من (20) بند ومحور جرى بحثها ومناقشتها من قبل الفرق الفنية المشتركة التي شكلت من الجانبين إذ شملت هذه البنود التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والزراعية والتقنية كذلك مجالات التعاون في الشؤون الثقافية والإعلامية والسياحية لا فتا الى مشاركة ممثلين بـ(250) ومؤسسات من القطاع الخاص السعودية والأذربيجاني في هذه الاجتماعات واللقاءات.

وأضاف الغانم قائلا: من ابرز النقاط التي تم بحثها باستفاضة بين الطرفين هي ضرورة وضع أطر متفق عليها لضمان استمرارية اللقاءات المشتركة، وإيجاد قنوات فاعلة لتبادل المعلومات الاستثمارية من خلال إنشاء مجلس أعمال سعودي أذري، أيضاً سبل تنمية التجارة البينية وزيادة الصادرات السعودية إلى أذربيجان والعكس. وشدد الجانب على أهمية الأخذ في الاعتبار بما يتمتع به البلدان من إمكانات ومزايا في قطاع الطاقة، إذ تم الاتفاق على  تعزيز التعاون في كفاءة الطاقة وتشكيل مجموعة عمل فنية مشتركة للبترول والغاز والتعدين بين الوزارات ذات العلاقة من الجانبين، وتحديد الفرص المحتملة للتعاون في هذه الأنشطة.

أيضاً بحث إمكانية تأسيس شراكات استثمارية بين شركات عملاقة في المملكة وأذربيجان مثل شركة (سابك) مع شركة النفط الوطنية (سوكار) وذلك في مشاريع المصافي والمشاريع البتروكيماوية، كما شملت المباحثات مناقشة سبل حث وتشجيع البنوك في المملكة العربية السعودية وجمهورية أذربيجان لعمل تسهيلات بنكية تساعد على سرعة وسهولة التبادل التجاري والتبادل الثنائي للخبرات في الإنجازات العلمية الزراعية.

وعلى الصعيد التقني والفني أشار مدير عام الاتفاقيات والتعاون الدولي  بهيئة الاستثمار إلى أنه جرى استعراض الفرص المتاحة للمملكة العربية السعودية للاستفادة من خدمات القمر الصناعي "أذرسبيس 1 إيه" لجمهورية أذربيجان ومن التقنيات المتقدمة (تكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا الذرة والمواد الذكية والمنتجات والحلول المبتكرة) من خلال تكوين فريق عمل سعودي أذربيجاني  في مجال الاتصالات والتقنيات المتقدمة.