احتفلت أكاديمية "بادري للمعرفة وبناء القدرات"، الذراع التعليمية لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، بتخريج 16 سيدة من رائدات الأعمال الإماراتيات والمقيمات في الدولة من برنامج "بادري لريادة الأعمال الاجتماعية"، بعد أن قدمت كلّ منهن أفكاراً طموحةً لتأسيس مشاريع تجارية تجمع بين الجدوى الاقتصادية والقيمة الاجتماعية.
وكانت الخريجات قد خضعن لمجموعة من الدورات التدريبية المكثفة التي استمرت على مدى 10 أشهر، في إطار الدورة الثانية من البرنامج الذي تنظمه الأكاديمية بالتعاون مع كلية ريادة الأعمال الاجتماعية في العاصمة البريطانية لندن، بهدف ترسيخ رؤية دولة الإمارات في تمكين رائدات الأعمال، وتزويدهنّ بالأدوات والخبرات الدولية اللازمة لتأسيس شركات ومشاريع اجتماعية ناجحة.
وقدمت المشاركات الـ 16 خلال الحفل مشاريعهنّ التجارية إلى الحضور، كما تم عرض فيديو عن الرحلة التعليمية التي قدمها البرنامج للخريجات في مرحلة التدريب العملي.
وفي كلمة لها خلال الحفل الذي أقيم في المكتب التنفيذي لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، قالت سعادة ريم بن كرم، مدير المؤسسة: "من خلال تحدي الوضع الاجتماعي الراهن والدخول إلى عالم ريادة الأعمال الاجتماعية كمهنة، تبدأ رحلة الخريجات نحو السعي وراء شغفهنّ بتأسيس مشاريع تجارية ذات أثر إيجابي، من خلال ما وفره البرنامج من خبرات غنية تعرّفن عليها عن كثب في فروع كلية ريادة الأعمال الاجتماعية بالمملكة المتحدة والهند".
وأضافت: "تمثّل المشاريع المتميّزة التي قدّمتها الخريجات مساهمةً قيمةً في دعم الاقتصاد والمجتمع وتعزيز جهود المؤسسة وأكاديمية بادري التي تمضي وفق رؤية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرامية إلى تعزيز التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة في الدولة والمنطقة".
كما رحّبت مريم الشيخ، مديرة العضوية والخدمات في مجلس سيدات أعمال الشارقة، بالخريجات، قائلةً: "سواء كانت رائدات الأعمال بحاجةٍ إلى نموذج يُحتذى به للبحث عن الإلهام أو الدعم الاقتصادي لعرض منتجاتهن أو لخدمة أسواقٍ جديدة في المنطقة وعلى مستوى العالم، فإنّ مجلس سيدات أعمال الشارقة، جاهزٌ لتقديم كل ذلك".
وأضافت الشيخ: "نحن ملتزمون بفتح الأبواب أمام صاحبات المشاريع اللواتي يتسمن بالوضوح والتركيز على العمل ويُردن إحداث تغييرٍ حقيقي".
من ناحيته، قال أليستير فيليبس ديفيز، المدير التنفيذي لكلية ريادة الأعمال الاجتماعية: "إنه لأمرٌ رائع أن نرى نساءً رائداتٍ للمستقبل يقدنَ حركة المؤسسات الاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإنه يسرّنا أن نراهُنَّ سعيداتٍ بهذه الشراكة، متطلّعين إلى أقصى استفادةٍ منها".
فيما عبّرت الدكتورة منى آل علي، مديرة البرنامج عن شكرها وامتنانها الخالص لمؤسسة نماء، لإيمانها بقدرات المرأة ودورها باعتبارها عضواً مؤثراً لا غنى عنه، كما شكرت الكلية على برنامجها ونهجها التعليمي القائم على العمل والمشاركة وعلى جهودها من أجل بناء قدرات رائدات الأعمال.
وقالت: "تتمتع رائدات الأعمال وصاحبات المشاريع الاجتماعية بالقدرة على تغيير حياة ملايين الأشخاص نحو الأفضل، وأنا أرى في كل واحدةٍ منكنّ اليوم الكثير من الأمل بتحقيق مستقبل مشرق لنا جميعاً".
من جهتها أوضحت خديجة الجابري، إحدى الخريجات وصاحبة مشروع "بلاي ميكر" (PlayMaker)، أن فكرة الشركة جاءت بعد زيارات ميدانية أجرتها للهند والمملكة المتحدة كجزء من الخبرات العملية والدورات المتخصصة التي وفّرها البرنامج، بهدف إنشاء شركة استشارات تسعى إلى تغيير نظرة المجتمع حول العديد من المواضيع التي طالما تم تجنّب مناقشتها.
وقالت: "التقيت خلال البرنامج، بأشخاصٍ ملهمين وصنّاع تغيير من مختلف أنحاء العالم، كما استفدت من خبرات العديد من أصحاب التجارب الذين تمكنوا من خلال أعمالهم التجارية من تحقيق تغيير إيجابي حقيقي في مجتمعاتهم، وقد تعلمت الكثير من تلك الأفكار الواعدة في تحديد إمكانات مشروعي، حيث فتح البرنامج أمامي المجال لتعلّم تجربة فريدةً أسهمت في صقل تطلعاتي المستقبلية وأرشدتني إلى اتباع الأساليبالصحيحة والمبتكرة لتحويل الفكرة التي كانت تختمر في ذهني منذ ثلاث سنوات إلى مشروع تجاري ناجح".
بدورها عرّفت منى النهدي، بمشروعها "إيديوكيشن" (Education)، وهو عبارة عن منصة تعليمية تجمع بين المعلمين والمتعلمين، وتقوم فكرتها على توفير سلسلة من الأنشطة التعليمية الممتعة بأسعار معقولة، باستخدام أدوات رقمية وتقليدية وتهدف إلى تعزيز الإبداع والابتكار خلال عملية التعلم، مؤكدة أن البرنامج ساهم بشكل فاعل في تطبيق فكرتها على أرض الواقع من خلال ما اكتسبته من معارف وخبرات.
من جهتها أوضحت الخريجة عبير محمد أن البرنامج حفزها للسعي نحو تحقيق حلمها بإطلاق استوديو "لايت ويلنيس" (LYTE Wellness) وهو مركز مخصص لتقديم الدعم المعنوي والنفسي للأمهات الجدد اللواتي يواجهن صعوبات في التكيف مع حياتهنّ الجديدة ويعانين من التوتر، مشيرة إلى أن المركز يتميز بتصاميم وأجواء عصرية تبعث على الراحة والهدوء، كما أنه مزود بخدمات رعاية الطفل.
يذكر أن برنامج بادري لريادة الأعمال الاجتماعية يتيح من خلال برنامجه الدراسي الفرصة للمشاركات لتطوير مهاراتهنّ القيادية، ويساعدهنّ على تحويل أفكارهنّ إلى مشاريع ناجحة ومبتكرة تجمع بين الربحية والأثر الاجتماعي الإيجابي، حيث نجحت الدورة الأولى نجحت في تدريب وتخريج 13 رائدة أعمال من الإماراتيات والمقيمات في الدولة.