أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، على ضرورة توفير المصادر المعرفية والثقافية بكافة أشكالها للأطفال، واللاجئين منهم على وجه الخصوص، من أجل تمكينهم من تجاوز تحديات واقعهم، واستثمار قدراتهم ومواهبهم فيما يعود بالنفع على مجتمعاتهم وأوطانهم، ويمنحهم التفاؤل بالمستقبل.
جاء ذلك خلال زيارتها يوم أمس الأول إلى معرض "الكتب الصامتة" الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة بمبادرة من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، للمرة الأولى في العالم العربي ، ويقام في مبنى الطبق الطائر التابع لمؤسسة الشارقة للفنون، بهدف التعريف بالكتب الصامتة، التي تساعد الأطفال على تحفيز خيالهم ومساعدة الأطفال اللاجئين على تجاوز حاجز اللغة.
ويركز المعرض الذي فتح أبوابه للزوار في الأول من أغسطس الماضي، ويتواصل حتى 30 من سبتمبر الجاري، على الكتب الصامتة، وقدرتها على نقل الأفكار والمعاني، وتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، وإدخال المتعة إلى قلوب الأطفال من جميع أنحاء العالم، عبر الصور المقروءة التي تتضمنها 54 كتاباً مصوراً من 20 دولة حول العالم تشارك في الدورة الجارية من المعرض.
واطلعت الشيخة بدور القاسمي خلال جولتها بالمعرض، على العديد من الكتب ذات الصور والرسومات الهادفة، وعبّرت عن تقديرها لإسهامات دور النشر العالمية في مجال صناعة الكتب الصامتة، وأكدت على أهمية الترويج لهذه النوعية من الكتب التي تتجاوز حاجز اللغة، وتأخذ الأطفال عبر الصور والرسومات إلى عوالم أخرى تمكنهم من اكتشاف ذاتهم وتطوير مهاراتهم.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: "يسعدنا استضافة هذا المعرض للمرة الأولى في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، للتأكيد على أهمية الكتاب في تحقيق التواصل الإنساني، وخصوصاً عندما تتمكن هذه الوسيلة المعرفية والتثقيفية من تجاوز حاجز اللغة، لتنقل إلى الأطفال متعة اكتشاف العالم من خلال الصور والرسومات وما تتضمنه من قيم ومبادىء ضرورية لتحفيزهم وتشجيعهم على فهم واقعهم والثقة بمستقبلهم".
وقالت مروة عبيد العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: "تضمنت مجموعة الكتب الصامتة مفاهيم هادفة، تمكنت برسوماتها وصورها من الوصول بسهولة إلى عقول الأطفال ورسم البسمة على وجوههم، حيث تعتبر هذه التجربة المعرفية الجديدة، وسيلة ينتقل بها الأطفال من استذكار الصور المؤلمة لرحلة اللجوء، إلى استحضار صور لعوالم أكثر إشراقاً وتفاؤلاً".
ويتضمن المعرض مجموعة من ورش العمل يقدمها نخبة من الرسامين والكتّاب، بهدف تنمية مهارات الأطفال الذهنية، وتعزيز قدرتهم على فهم الأفكار التي تتناولها هذه الكتب، وتعريفهم على التقنيات المستخدمة فيها خلال هذه الأنشطة. كما ينظم سلسلة من الجولات التعريفية لاطلاع الزوار على الرسائل المتنوعة، التي تسعى الكتب الصامتة إلى إيصالها للقراء بغض النظر عن لغاتهم وثقافاتهم المختلفة.