ضمن مشاركته في الدورة الـ 25 من معرض ساو باولو الدولي للكتاب، التي تقام خلال الفترة من 3-12 أغسطس الجاري، نظم مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، أمس (الأحد) ورشة فنيّة حول صناعة الأقنعة، استهدفت الأطفال من 6-16 عاماً.
ونجحت الورشة التي نظمها مجلس "إرثي"، في إبراز أوجه الشبه بين التراث في دولة الإمارات العربية المتحدة والبرازيل، حيث أتاحت للصغار تزيين الأقنعة التي يرتديها البرازيليون في الكرنفالات والاحتفالات الشعبية، إلى جانب التعرف على التقنيات المستخدمة في صناعة البرقع الإماراتي التقليدي، الذي استخدمته المرأة الإماراتية على مر الأزمان كزي شعبي.
وشهدت الورشة تفاعلاً كبيراً من قبل الأطفال الذين أبرزوا مواهبهم وإبداعاتهم الفنية من خلال صناعة أقنعة باستخدام عناصر من الأقمشة والمنسوجات الإماراتية، لتأخذ سحر السامبا وجمال التراث الإماراتي، كما تعرفوا على حرفتي "التلي" الإماراتية وهي الضفائر المنسوجة يدوياً، و"السفيفة" التي تُصنع عبر جدل سعف النخيل.
وفي هذا الصدد قالت سعادة ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة: "وضعنا في مؤسسة نماء برنامجاً خاصاً لمشاركتنا في معرض ساو باولو الدولي للكتاب عبر مجلس إرثي للحرف المعاصرة، وحرصنا على انسجام هذا البرنامج مع اختيار الشارقة ضيف شرف للمعرض هذا العام، حيث تحفل مشاركتنا بالكثير من الأنشطة والفعاليات التي نقدم من خلالها للمجتمع البرازيلي صورة متكاملة لجماليات التراث الإماراتي والنقاط المشتركة التي تجمعه بالفلكلور البرازيلي، بما يعزز مستقبلاً من فرص إطلاق برامج ومشاريع مشتركة ينفذها إرثي بالتعاون مع مؤسسات برازيلية تعنى بشأن التراث والحرف التقليدية والمعاصرة".
وفي سياق متصل ينظم مجلس إرثي للحرف المعاصرة بعد غد (الأربعاء) الورشة الثانية التي تستهدف الأطفال من 6-16 عاماً، والمخصصة لصناعة وحياكة السلال التي يشتهر بها الفولكلور البرازيلي، وهي عملية نسج يدوي أو حياكة لمادة طيعة لتكون على شكل سلة أو مزهرية أو أشكال قريبة منهما، وهي من الصناعات الشعبية المتوارثة البرازيل.
وكثيراً ما تعتمد صناعة السلال البرازيلية التي تستخدم لجني المحاصيل الزراعية والبرتقال، على أشجار الخيزران، ولكن في هذه الورشة ستستخدم حرفيات بدوة "السفيفة" التقليدية الإماراتية التي تعتمد على جدل سعف النخيل لصناعة السلال، ليقوم بعدها الصغار بتزيينها بعناصر من الحرف الإماراتية، والمواد والأقمشة من الإمارات.
ويتميّز جناح إرثي في المعرض، الذي يأتي بتعاون مشترك مع معهد الشارقة للتراث، بتصميم معاصر يسهل على الزوار مشاهدة الحرفيات عن كثب والتواصل معهن، ويعرض الجناح كتيّباً رقمياً يعرّف بالجهود الكبيرة التي يبذلها كل من مجلس إرثي ومعهد الشارقة للتراث للحفاظ على الحرف التقليدية الإماراتية وأنواعها وتصاميمها، ويرصد إبداعات حرفيّات برنامج "بدوة" للتنمية الاجتماعية التابع لمجلس إرثي، وحرفيات مركز الحرف الإماراتية التابع لمعهد الشارقة للتراث.
وينظم الجناح يومياً عروضاً حيةً للحرف اليدوية الإماراتية تقام من الساعة 9:00 صباحاً وحتى الساعة 10:00 مساءً، يتعرف الزوار من خلالها على التقنيات المستخدمة في صناعة التلي، والسفيفة، فضلاً عن صناعة الحناء، والدمى، والبرقع.