حظي الحدث بدعم كبير من أبرز القيادات العاملة في صناعة الشحن، من أجل دعم وتطوير قطاع شحن البضائع السائبة في المنطقة
تحت رعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات، افتُتح مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط لعام 2023، في 13 فبراير في مركز دبي التجاري العالمي. وشهد الحدث الرائد لنقل البضائع السائبة ومعدات المشاريع، اهتمامًا كبيرًا من المتخصصين في هذا المجال، مسجلًا زيادة في عدد زواره بحضور وفود وزارية رفيعة المستوى. وتؤكد هذه المشاركة الكبيرة على حرص العاملين بالقطاع على التواصل وبناء شبكة علاقات تجارية متينة تدعم نمو الصناعة.
فإضافة إلى دوره في توحيد القطاع، يقدم الحدث أجندة فعاليات استراتيجية تعزز نمو الصناعة، وتدعم اقتصاد المنطقة؛ إذ شمل اليوم الأول من المعرض والمؤتمر مناقشات حول الفرص التجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ووأحدث الاتجاهات وأهم المشاريع التي يتم تنفيذها، كما تم استعراض إمكانات التوسع في الأسواق الجديدة، وآفاق تبنّي الرقمنة.
وفي كلمته الافتتاحية، قال سعادة المهندس حسن محمد جمعة المنصوري، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لقطاع شؤون البنية التحتية والنقل: "واجه العالم خلال السنوات الثلاث الماضية تحديات كبيرة، نتيجة للتقلبات في سلسلة الإمداد والتوريد الناجمة عن الوباء والاضطرابات الجيوسياسية. ومع ذلك، أبدت دولة الإمارات وقطاعها البحري مرونة عالية وسرعة في الاستجابة للتغلب على تلك العقبات، وواصلت دورها في تلبية الاحتياجات العالمية. ففي حين شهد العديد من الموانئ إغلاقات وازدحامات شديدًا، واصلت الموانئ الإماراتية تقديم خدماتها بكفاءة استثنائية لضمان التدفق السلس للبضائع حول العالم، ما ساعد على ضمان الاستقرار الاقتصادي محليًا وإقليميًا. وشكل اعتمادنا الفعّال على التكنولوجيا المتقدمة واستخدامها بالشكل الأمثل، أحد أهم العوامل التي مكنتنا من المحافظة على استمرارية أعمالنا البحرية ودعم عملياتنا التشغيلية، لنصبح نموذجًا عالميًا في مرونة الأداء والنمو الاقتصادي".
وأضاف المنصوري: "انعكس التزامنا بتأمين انسيابية تدفق التجارة وسلاسل الإمداد على صدارتنا في العديد من مؤشرات التنافسية العالمية. حيث تحتل دولة الإمارات المرتبة الثالثة في مؤشر تجارة خدمات النقل وتوريد الوقود، كما أُعيد انتخاب الدولة في مجلس المنظمة البحرية الدولية في الفئة ب، ما يعزز دورنا في القطاع البحري العالمي. لكن على الرغم من تلك الإنجازات، لازلنا نتطلع إلى تحقيق المزيد من الابتكار لتطوير قدراتنا، وترسيخ مكانتنا باعتبارنا مركزًا رائدًا للخدمات اللوجستية وصناعة الشحن. من أجل ذلك نواصل رعاية مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط لدوره الناجح في تعزيز تقدم الصناعة؛ حيث يساعد الحدث على استكشاف الفرص التجارية، وجمع الخبراء لصياغة الاستراتيجيات المستقبلية للقطاع، والنهوض بقدراته التنافسية".
حوارات نوعية
خلال الجلسة الأولى بعنوان "مراجعة لأهم المشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، تم تسليط الضوء على عدد من أهم المبادرات في المنطقة. وتناولت الجلسة التي قادها رايان ماكفرسون، مدير منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وروسيا ورابطة الدول المستقلة، في شركة إيكوك الشرق الأوسط (فرع)، حوارات حول الأثر الاقتصادي المحتمل للمشاريع العملاقة مثل نيوم ومجمع الملك سلمان للطاقة في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي للغاز الطبيعي المسال في قطر. كما تضمّن اليوم الأول أيضًا مناقشات حول الفرص الكامنة في أسواق إفريقيا للتوسع في قطاع شحن البضائع السائبة والمشاريع، خلال جلسة "إفريقيا، أرض الفرص: التوقعات والمشاريع وآفاق التوسع في الأسواق".
وقال عبدالله بن دميثان، المدير التنفيذي والمدير العام لـ "دي بي ورلد – الإمارات" وجافزا: "ندرك في ’دي بي ورلد‘ أن خدمات قطاع شحن البضائع السائبة والمعدات الثقيلة للمشاريع الكبرى هو أساس أعمال العديد من الشركات العاملة في مجال الطاقة والإنشاءات والقطاعات الأخرى ذات الصلة. وبصفتنا المزوّد الرائد لحلول التجارة الذكية، نواصل الاستثمار في الحلول التكنولوجية مثل بوابة ’دبي التجارية‘ ومنصة ’كارجوز‘، والعمل أيضاً على تحديث بنيتنا التحتية لتلبية الطلب المتزايد على هذا القطاع الحيوي. لقد أسهمت استثماراتنا الاستراتيجية خلال العقد الماضي في تعزيز حجم مناولة الحاويات في ميناء جبل علي بأكثر من 40 مليون طن متري من البضائع السائبة. وفي عام 2022، قام الميناء بمناولة أكثر من 4 ملايين طن متري، بزيادة 11% على أساس سنوي، ما يمثل أحد أكثر الأعوام نجاحاً لنا في هذا القطاع".
وأضاف بن دميثان: "باعتبارنا الميناء المضيف لمعرض ’بريك بلك الشرق الأوسط‘، نرى أن هذه الفعالية المهمة ستسهم بتحفيز النمو والتطور في القطاع، وستوفر منصة حيوية لنخبة من القادة والمبتكرين والخبراء في هذا المجال، لتبادل الأفكار وتعزيز تقدمه وازدهاره. ومن خلال تفعيل التعاون المشترك والابتكار، سيكون قطاع شحن البضائع السائبة والمعدات الثقيلة للمشاريع الكبرى في الصدارة؛ حيث سيلعب دوراً حيوياً في تسريع وتيرة نمو صناعة الشحن".
جمع كبار اللاعبين
وقال بن بلامير، مدير الفعاليات في بريك بلك الشرق الأوسط: "نسعى على الدوام إلى الارتقاء بالقطاع من خلال الجمع بين خبراء الصناعة والمهنيين والطلاب لتحفيز الحوار البنّاء والتعاون لعقد الصفقات وتنفيذ المشاريع الجديدة. وقد كانت الجلسات الحوارية في اليوم الأول غاية في الفائدة والقيمة، وشهدت تفاعلًا إيجابيًا من المشاركين؛ ونأمل بمواصلة هذا الزخم في اليوم الثاني، لنبني على نجاحنا في تقديم المزيد من الفائدة في العام المقبل وما بعده. وفي هذا المقام نعبر عن امتناننا الكبير للدعم اللامحدود الذي حظينا به من حكومة دولة الإمارات، ومختلف الجهات القيادية من القطاع الخاص. ونشعر بحماس كبير لما سيتم مناقشته غدًا؛ حيث سنتناول مواضيع مهمة مثل دور المرأة في القطاع، ومستقبل الصناعة".
وقد شمل اليوم الأول من مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط عددًا من الجلسات النوعية. اطّلع خلالها الحضور على معلومات مفيدة حول توقعات نمو الأعمال، وتوجهات الأسعار، والقدرة الاستيعابية، والاستدامة، إضافة للتعرف إلى الرؤى المستقبلية حول أبرز المشاريع العملاقة في المملكة العربية السعودية وقطر وغيرها من الدول.
وسيكون برنامج الفعاليات لليوم الثاني من الحدث حافلًا بالعديد من الجلسات والمبادرات الرئيسة، بما في ذلك إفطار شبكة النساء في بريك بلك؛ وعدد من الجلسات الحوارية أبرزها جلسة بعنوان "الخدمات اللوجستية الشاملة: الذكاء الاصطناعي وذكاء الأعمال يقودان الكفاءة في الموانئ" ؛ إضافة إلى جلسة أخرى حول "طاقة الرياح في دولة الإمارات: النقل والتركيب والدروس المستفادة". كما سيستضيف اليوم الثاني للمؤتمر "يوم التعليم" للطلاب، ما يوفر فرصة فريدة للجيل القادم للتعلم والتفاعل مع قادة الصناعة.