الرؤساء التنفيذيون للشؤون المالية سيؤدون دوراً حيوياً في الاستمرارية الاقتصادية لقطاع النفط والغاز

مع تعافي قطاع النفط والغاز ببطء من التراجع القوي الذي شهده الصيف الماضي وأجبر المؤسسات العالمية على تجميد مشاريع بملايين الدولارات الأمريكية، فإن جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية ("إيه سي سي إيه") قد فصّلت المجالات الرئيسية التي يمكن للرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية العاملين في القطاع، إعطاء دفعة كبيرة للوظائف المالية في سعيها لحماية أعمالها من التأثيرات المستقبلية في سوق دائم التقلب.

وقال جايمي ليون، مؤلف تقرير "النفط والغاز-الأولويات والتحديات التي تواجه الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية في مؤسساتهم" ورئيس القطاع المؤسسي في "إيه سي سي إيه" في هذا السياق:

"لقد شهدنا جميعاً تأثير التقلب في السوق الذي ضرب قاعدة التكلفة وأثر على الإنفاق الرأسمالي خلال العام الماضي تقريباً. والسؤال الكبير الآن هو ما مدى الانخفاض الذي ستصل إليه أسعار النفط وكم من الوقت ستبقى على المستويات الحالية".

ويسلط التقرير الضوء على التقلب الذي يضع ضغوطاً على قدرات التوقع ودعم القرار، ويطرح المزيد من الانتقادات من قبل المستثمرين حول أداء الأعمال في القطاع.

ويتابع ليون قائلاً: "إن التحديات التي تواجه التقارير المؤسسية تطرح اختباراً أساسياً للرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية، خاصة فيما يتعلق بضعف الأصول والأصول المتروكة".

التوقعات

يعتبر توقع مشهد الأعمال المستقبلي من أكبر القضايا التي تواجه الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية. ويضيف ليون قائلاً: "يعتبر التوقع والتخطيط الفعال أمراً حيوياً في الوقت الحالي. ويحتاج التحضير للأخطار المستقبلية والأهم من ذلك كيفية تجاوزها، إلى مراجعة مستمرة لكي لا تفقد الخطط فاعليتها، الأمر الذي يمكن أن يحدث بلمح البصر في قطاع سريع الحركة والتقلب مثل النفط والغاز".

الإنفاق

يسلط التقرير الضوء أيضاً على التحديات التي تواجه الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية فيما يتعلق بقاعدة التكلفة، ويشير: "تحتاج عملية توزيع الموارد إلى تحديد الأولويات وبشكل صارم. ما هي الجوانب التي تحتاج حقاً للتمويل؟ سيتم تحليل كافة الإنفاقات لذا فإن الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية يجب أن يتحركوا في حيز ضيق للغاية بين تخفيض النفقات وحماية الاستثمارات الأساسية المستقبلية. وستكون الموازنة بينهما أمراً من الصعب تحقيقه".

تحديات إعداد التقارير

مع التحديات المستمرة للأسعار التي تؤثر على القطاع، فإن مجتمع المستثمرين لا يزال حذراً، وينطوي على المزيد من التحديات. بالنسبة للمؤسسات التي تستثمر في قطاع المنتجات الهيدروكربونية، فإن قضية "الأصول المتروكة" واحتمال تدهور الأصول تسيطر على أجندة الأعمال، وعلق ليون قائلاً: "أظن بأنه يمكننا توقع انخفاض قيمة الأصول في الميزانيات، وهذه هي حقيقة السوق في الوقت الحالي".

التوقعات على المدى الطويل

من وجهة نظر الرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية فإن التقرير يشير إلى المتطلبات على المدى الطويل، ويذكر: "من الواضح أن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة هو قضية أساسية. إذ أن الوقود الأحفوري بطبيعته مصدر محدود، وهو أحد الموارد الذي يمكن أن تجعل أهداف الاحتباس الحراري منه أمراً بعيد المنال، لذا فإن الاستثمار في موارد الطاقة البديلة يتزايد في أهميته على لوائح الأولويات".

ويضيف ليون: "من القضايا المهمة أيضاً بالنسبة للرؤساء التنفيذيين للشؤون المالية على المدى الطويل هو الوصول المباشر إلى المواهب. إن تحقيق التوازن الصحيح بين المهارات التشغيلية والاستراتيجية في الوظائف المالية هو تحدٍ كبير على امتداد القطاع، كما يجب أن يكون ضمان ديمومته على المدى الطويل من الاعتبارات الأساسية. والسؤال المهم هو من أين سيأتي الجيل القادم من المواهب المالية على امتداد القطاع".

الملخص

وأوجز جايمي ليون قائلاً: "يعتبر الرؤساء التنفيذيون للشؤون المالية والمقاربات التي ينتهجونها من أجل تحويل أعمالهم وجعلها مناسبة للمستقبل، جزءاً حيوياً لضمان قيام قطاع النفط والغاز بتسيير ’أعماله بالشكل المعتاد‘ خاصة وأنه يعمل في أوقات عصيبة ويستمر في التحول في عالم دائم التغير. نحن نؤمن أن المؤسسة المالية ستكون في مقدمة دفع التحول الذي يحتاجه القطاع".