وقعت دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي مذكرة تفاهم مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في مجال التعاون المشترك في مجالات البحث العلمي في سبيل استشراف ودراسة وتحليل الظواهر الاجتماعية في الإمارة وكيفية إيجاد الحلول المناسبة والمبتكرة للتغلب عليها ومواجهتها وفق أفضل الممارسات العالمية المتبعّة، ودراسة القضايا المتعلقة بالفقه والفلسفة والأخلاق واللغات والعلوم الإنسانية والحفاظ على إرث المغفور له الشيخ زايد لتحقيق رؤية الجهتين نحو توفير حياة كريمة لكافة أفراد المجتمع.
وقّع المذكرة كل من سعادة المهندس حمد علي الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع، وسعادة الدكتور خالد سالم الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بحضور عدد من المسؤولين والمعنيين.
وبهذا الصدد، قال سعادة المهندس حمد علي الظاهري: إن هذه المذكرة تأتي في إطار تبادل الخبرات والمعارف في القطاع الاجتماعي مع الجامعة على مستوى إمارة أبوظبي، لتعزيز المنظومة المجتمعية لما تمثله من أهمية قصوى عبر دراسة واستشراف الظواهر والتحديات الاجتماعية التي تواجهه المجتمع الذي يحتضن العديد من الجنسيات والثقافات وتنوع العادات والتقاليد، وإن التنسيق مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية يدعم هذا الهدف ويحققه، عبر ما تمتلكه من علوم أكاديمية متميزة ومناهج بحثية رفيعة المستوى.
وأضاف: إن المذكرة تتضمن إجراء الدراسات الاجتماعية المشتركة ذات الأثر الإيجابي في تحسين جودة الحياة، من خلال تبادل البيانات والمعلومات، وتمكين منتسبي كل طرف من الجانبين من التدريب العملي، خاصة أن الدائرة لديها الخبرة الكافية في العمل الميداني مما يُمكّن طلبة الجامعة من اكتساب الخبرات والمهارات اللازمة للخروج بنتائج بالغة الأثر عبر تحليل استشراف الظواهر الاجتماعية ومعالجتها، مما يُساعد في خلق كوادر تسهم في تنمية المجتمع، مؤكداً أن المذكرة تسمح بتوفير التعاون في مجال الخدمات اللوجستية والموارد البشرية والتقنية والبحثية لتحقيق الأهداف المشتركة للطرفين، كما أنها ستساعد على تفعيل سياسة أبوظبي للعمل التطوعي التي تم إطلاقها العام الماضي، مع توفير فرص تطوع لطلبة وخريجي الجامعة حسب التخصصات المطلوبة.
وأكد وكيل دائرة تنمية المجتمع، أن الاتفاقية ستسهم بشكل كبير أيضاً في تحقيق تطلع الدائرة في خلق مجتمع نشط ومسؤول، مبني على قيم التسامح والمشاركة والتضامن مع تقوية الانتماء للمجتمع والهوية الوطنية، من خلال تنظيم ورش ودراسات علمية تهدف إلى تحقيق التلاحم المجتمعي وتبادل المعرفة في المجتمع وذلك عبر التعاون العلمي في برامج التسامح الديني والتي تتعلق بدور العبادة لغير المسلمين في إمارة أبوظبي.
من جانبه أكد سعادة الدكتور خالد سالم الظاهري أن مذكرة التفاهم تجسد حرص الدائرة والجامعة على تعزيز شراكتهما الاستراتيجية لخدمة المجتمع المحلي من خلال تبني المبادرات التي تعمل على تحسين جودة الخدمات، عبر رؤية علمية واضحة وتصور مشترك يراعي خصوصية مجتمع الإمارات ونسيجه الذي يضم أكثر من 200 جنسية ينتمون لثقافات متنوعة وعادات مختلفة ، وتحتضنهم الدولة في تناغم تام وتوفر لهم كل مقومات الحياة الكريمة، وأضاف " تساهم هذه الخطوة في دعم الجهود التي تبذلها الدائرة لاستشراف الظواهر والتحديات المجتمعية وتحقيق رؤيتها في تنمية المجتمع ودعم نسيجه".
وأشار الظاهري إلى أن مذكرة التفاهم تفتح مجالات أرحب للتعاون والتنسيق بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية ودائرة تنمية المجتمع، وتعتبر ترجمة حقيقية لإرادتهما في تنسيق الجهود وتفعيل التعاون القائم لخدمة المجتمع، إلى جانب تعزيز مبدأ الشراكة بما يخدم مسيرة العمل الطوعي والاجتماعي في الدولة، كما تمثل المذكرة خطوة متقدمة نحو تبني المبادرات التي تعزز جانب المسؤولية المجتمعية، وتمهد لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية التي سيكون لها أثرها المباشر على جهود الجانبين في هذا الصدد.
وأكد التزام الجامعة بمسؤوليتها المجتمعية بجانب دورها الأكاديمي في دعم مسيرة التعليم العالي في الدولة، خاصة في مجال تخصصاتها الرئيسية المتمثلة في الفقه والفلسفة والأخلاق واللغات والعلوم الإنسانية والحفاظ على إرث المغفور له الشيخ زايد "طيب الله ثراه" مشيرا إلى أن طلاب الجامعة سيكون لهم الدور الأبرز في ترجمة بنود مذكرة التفاهم على أرض الواقع، من خلال إجراء الدراسات والبحوث العلمية الخاصة باستشراف وتحليل الظواهر والتحديات الاجتماعية في أبوظبي، والتي ستكون نبراسا لوضع الخطط والبرامج التي تعزز منظومة العمل الاجتماعي في الإمارة، وقال إن الجامعة لن تدخر وسعا في سبيل تطبيق بنود مذكرة التفاهم والمضي بها إلى غاياتها النبيلة.