نظمت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، الجهة المنظمة للقطاع الاجتماعي في الإمارة، النسخة الافتتاحية من منتدى القطاع الثالث في أبوظبي، تحت شعار "شركاء لتحقيق الأثر"، والذي أقيم في مركز أبوظبي للطاقة.
شهد منتدى القطاع الثالث، كلٌ من معالي سارة عوض مسلم وزيرة دولة للتعليم المبكر، رئيس دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، وسعادة سلامة العميمي المدير العام لهيئة المساهمات المجتمعية – معاً، وسعادة سارة شهيل المدير العام لمركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية «إيواء»، وسعادة عبدالله العامري مدير عام هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، إضافة إلى ممثلين عن أكثر من 80 من مؤسسات القطاع الثالث، وأكثر من 40 من الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص.
ويلعب القطاع الثالث في الإمارة دوراً محورياً في العملية التنموية في الإمارة من خلال تكامل العمل بين جميع القطاعات ذات الصلة، عبر تنفيذ المبادرات والبرامج التي تستهدف كافة القطاعات، بما يعزز المشهد التنموي المستدام.
وتضمّن المنتدى إقامة العديد من الجلسات النقاشية وورش العمل التفاعلية، التي سلطت الضوء على منظومة تفعيل القطاع الثالث واسهاماته في المجتمع، إلى جانب ورش عمل تفاعيله مع الشركاء لتحديد الأولويات والمبادرات التشغيلية، كما تناولت الجلسات فرص نمو القطاع الثالث وآليات تمويله، وتحفيز الشركات في المساهمة في إيجاد حلول للمواضيع ذات الأولوية.
وبهذه المناسبة، أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، أن إمارة أبوظبي تسعى إلى تمكين كافة القطاعات للمشاركة والمساهمة في الدفع بعجلة النهضة الشاملة والمستدامة في الإمارة، عبر خلق بيئة تشريعية وتنظيمية متكاملة تمكّن الجميع من القيام بدوره تجاه المجتمع، وبالتالي تعزيز مكانة أبوظبي وجهة مثالية للعيش والاستقرار والازدهار.
وقال معالي الدكتور مغير الخييلي: "تؤمن القيادة الرشيدة بأهمية بناء مجتمع متماسك ومتلاحم، وأولت كل الاهتمام لتطوير منظومة اجتماعية متكاملة، تسهم في تعزيز جودة الحياة وتواصل الارتقاء بالمشهد التنموي المستدام. ومن هذا المنطلق، جاء تأسيس دائرة تنمية المجتمع، لتكون الجهة المعنية بتنظيم أجندة القطاع الاجتماعي، بما فيها القطاع الثالث بكافة مؤسساته."
وأضاف معاليه: " حرصت الدائرة منذ إنشائها على دعم القطاع الثالث، باعتباره أحد ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الإمارة، بما ينعكس إيجاباً على حياة الأفراد ورفاه المجتمع؛ حيث يلعب القطاع دوراً محورياً في إيجاد حلول للقضايا والتحديات الاجتماعية وغرس قيم المشاركة المجتمعية والتوعية والمسؤولية في المجتمع، ما يسهم في مواصلة الارتقاء بمنظومة القطاع الاجتماعي.
وبيّن الخييلي أهمية مؤسسات القطاع الثالث ودورها الأساسي في دعم المجتمع لما تملكه من مهارات وخبرات وطاقات متنوعة، تسهم في تحسين الخدمات والارتقاء بجودة الحياة. مبيّنا كذلك أن أهمية دور أفراد المجتمع في دعم نضوج هذا القطاع عبر تأسيس الجمعيات ذات النفع العام والمؤسسات الأهلية، في العديد من القطاعات.
وتضم إمارة أبوظبي أكثر من 143 مؤسسة قطاع ثالث، من ضمنها 85 جمعية ذات النفع العام، وتشمل كذلك المؤسسات الأهلية، الأندية الاجتماعية، صناديق التكافل، مؤسسات عامة وثقافية، فنون شعبية، مسرح، جهات مهنية، إضافة إلى الشركات ذات الهدف الاجتماعي.
من ناحيتها تقدمت سعادة سلامة العميمي مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية "معا" بالشكر والتقدير لدائرة تنمية المجتمع نظير جهودها لتنظيم هذا المنتدى الرائد الذي يسلّط الضوء على دور القطاع الثالث وأهميته في تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة على صعيد الإمارة.
وقالت في هذا الإطار:" انطلاقا من دورها الرائد في التركيز على الأولويات الاجتماعية وبناء مجتمع متعاون متماسك نشط على مستوى العاصمة أبوظبي، تحرص هيئة المساهمات المجتمعية "معاً" على تعزيز الشراكات في القطاع العام والخاص والقطاع الاجتماعي، كما تعمل الهيئة على تمكين القطاع الثالث من المؤسسات غير الربحية والمؤسسات الاجتماعية والمتطوعين، من خلال برنامج شامل من آليات التمويل المستدامة والمبتكرة.
وأضافت:" يستوجب تحقيق الهدف الاستراتيجي لهيئة المساهمات المجتمعية "معاً"، والرامية إلى تطوير مجتمعات متعاونة ومتماسكة، وجود قطاع ثالث قوي وفاعل يتمتع بدور محوري في المسيرة التنموية، وتعمل الهيئة على تحقيق هذا الهدف من خلال الارتقاء بمستوى مؤسسات هذا القطاع وتمكينها من خلال مجموعة من المبادرات والبرامج".
وتتابع سعادة العميمي:" تولي الهيئة أهمية كبيرة لتمكين وتطوير قدرات ونمو المؤسسات غير الربحية والمؤسسات الاجتماعية من خلال برامج الحاضنة الاجتماعية والمسرع والمنح. وتهدف المنح التي تقدمها هيئة المساهمات المجتمعية "معاً" إلى تمكين هيئات القطاع الثالث من إطلاق برامج تركز على المجتمع وتقدم حلولا مستدامة ومؤثّرة تعالج مجموعة واسعة من الأولويات الاجتماعية ".
ومن جانبه، قال سعادة محمد البلوشي، المدير التنفيذي لقطاع المشاركة المجتمعية والرياضة في دائرة تنمية المجتمع، أن الدائرة وإيماناً منها بأهمية دعم مبادرات القطاع الثالث وأهدافه السامية، تعمل بشكل فاعل في دعم وتمكين القطاع الثالث من أجل تحقيق أهدافه وإيصال دوره بالشكل الصحيح، وذلك عبر إبراز المبادرات التي ينفذها، من خلال التعاون المستمر مع المسؤولين فيه، وتعزيز التنسيق المشترك، وتحفيز المشاركين، لاسيما أن الدائرة تعمل على تقديم أوجه الدعم كافة، إلى الجمعيات ذات النفع العام، والشركات ذات الهدف الاجتماعي وتعزيز مجالات التطوع لخدمة المجتمع، وتفعيل منظومة المسؤولية المجتمعية في الإمارة.
وأضاف البلوشي، إن الدائرة تحرص على تفعيل دور القطاع الثالث وتمكين مؤسساته وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، بما يسهم في تعزيز المساهمة المجتمعية، مثمناً الجهود البارزة والمتميزة التي يبذلها الشركاء من القطاع الثالث، ومدى تعاونهم في سبيل الارتقاء بمستويات جودة الحياة في أبوظبي، لتواكب أفضل التجارب العالمية في هذا المجال، وإرساء دعائم الرفاه المجتمعي لأجيال المستقبل.
وأكد البلوشي، سعي الدائرة إلى استقطاب المزيد من مؤسسات القطاع الثالث في الإمارة، لما لها من دور ملموس في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، داعياً أفراد المجتمع بالعمل على تبني القضايا الاجتماعية من خلال إنشاء مؤسسات قطاع ثالث للمساهمة في تحقيق الأثر الإيجابي في مختلف القطاعات.
منظومة القطاع الثالث في إمارة أبوظبي
وشهد المنتدى الإعلان عن منظومة القطاع الثالث في إمارة أبوظبي، والتي تهدف إلى وضع أسس عمل منظم للقطاع الثالث في أبوظبي، عبر صياغة رؤية القطاع وأهدافه الاستراتيجية، مع تحديد خط الأساس والأثر المستقبلي، عبر حزمة من المبادرات والمواثيق والأدوار للشركاء من الجهات، كما ستعمل المنظومة على تعزيز تمكين القطاع الثالث باعتباره شريكاً رئيسياً لكافة القطاعات.
وتحدث سعادة محمد البلوشي المدير التنفيذي لقطاع المشاركة المجتمعية والرياضة عن المنظومة، والتي تستند على ستة محاور رئيسية، يعمل عليها القطاع الحكومي بالتعاون مع القطاع الخاص والقطاع الثالث. وتشمل المحاور: التوعية، التشريعات، التمويل، بناء القدرات، الشراكات، والحوافز، تشكل أنظمة تدعم عمل القطاع وتسهم في تمكين مؤسساته لتحقيق أهدافها وغاياتها في المجتمع، وتوحيد الجهود المقدمة للجمعيات وتحقيق إطار متكامل يشمل كافة الاحتياجات التي تتطلع لها الدائرة لنمو القطاع الثالث.
تدشين شعار منتدى القطاع الثالث
شهد منتدى القطاع الثالث، تدشين شعار منتدى القطاع الثالث في إمارة أبوظبي، ويستوحي الشعار على مبدأ تكاملية الأدوار والنسيج المترابط بين كافة العناصر التي ترمز إلى المربعات المتداخلة لخلق أشكال المعين التي ترمز للقوة والوحدة والتعاون لخلق تأثير أفضل على المجتمع
منهجية منتدى القطاع الثالث
استعرضت نورة الحمادي، من دائرة تنمية المجتمع، منهجية عمل منتدى القطاع الثالث، التي تعد خارطة طريق تحدد أهداف المنتدى والمخرجات المتوقعة. وأكدت الحمادي أهمية المنتدى في جمع المؤسسات من مختلف القطاعات لمناقشة الأولويات الاجتماعية في إمارة أبوظبي، والعمل على إيجاد حلول فاعلة وخلّاقة لها، إضافة إلى الدور الذي سيلعبه المنتدى في رسم مستقبل أفضل للقطاع الثالث.
مشاركة المتطوعون في تنظيم الفعالية
شهد المنتدى مشاركة عدد من المتطوعين المرخصين من الدائرة والمسجلين لدى منصة "متطوعين الإمارات" حيث شاركوا عبر تنظيم الحدث، حيث أدوا واجبهم التطوعي بكفاءة عالية. وتم توزيع المتطوعين على فرق عمل للإشراف وتقديم الدعم في كافة أرجاء الفعالية.
والجدير بالذكر، أنه سيتم عقد المنتدى بشكل دوري بهدف استعراض مستجدات القطاع الثالث في الإمارة، وذلك لما له من دور حيوي ومهم في تمكين المشاركة والمساهمة المجتمعية، لاسيما أن الدائرة تؤمن بأهمية التعاون الوثيق مع أصحاب المصلحة من الشركاء مما يسهم في تطوير المجتمع بحيث يعود بالنفع على جميع أفراده.
وركز مجلس القطاع الثالث جهوده على إشراك المنظمات غير الربحية، والمؤسسات الاجتماعية، والجهات الحكومية ذات الصلة والقطاع الخاص، ومجتمع أبوظبي، في النشاطات المرتبطة من خلال بناء نظام بيئي تمكيني، وزيادة اهتمام المجتمع ومعرفته حول القطاع الثالث.
-انتهى -