يعرض تقريرٌ جديد بعنوان "التمويل: رحلةٌ إلى المستقبل" تبصرات حول العوامل التي من شأنها صياغة معالم مستقبل وظائف التمويل. وأُعدّ هذا التقرير بالتعاون بين جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA) وشركة "برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC).
ويجمع التقرير خلاصة استجابات أكثر من 1,100 عضو من ACCA و معارف شركة برايس ووترهاوس كوبرز (PwC) بمختلف دول العالم ، بالإضافة إلى آراء الحضور من المشاركين في سلسلةٍ من الجلسات الحوارية التي أدارتها جمعية (ACCA) وشركة (PwC) بشكل مشترك والتي ناقشت ست فرضيات حول مستقبل التمويل. وكشفت النتائج ما يلي:
وفي إطار تعليقه على التقرير، قال جايمي ليون، مدير التبصرات المهنية لدى جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA): "تُظهر النتائج التي توصّلنا إليها أنّ قطاع التمويل يخضع لتغيرات متسارعة، الأمر الذي يُفسح الطريق أمام العديد من الفرص والتحديات في الوقت ذاته. ومن المثير للاهتمام أن عقلية القيادة تجاه هذا التغيير تمثّل أكبر العوائق، إضافةً إلى تفهمهم لجوهر التكنولوجيا التي تسود حياتنا المهنية. إنّ معرفة هذه التكنولوجيا تُعتبر أمراً جوهرياً للمستقبل، ويجب على القادة مواكبة سرعة هذه التوجهات".
ومن جانبه، قال براين فورنيس، الرئيس العالمي لاستشارات التمويل لدى شركة (PwC): "تصدّرت الحاجة إلى بيانات موثوقة ويسهل الوصول إليها وتلبي احتياجات العملاء هذه السيناريوهات الستة، ونؤمن أنّ ذلك يمثّل أخباراً جيدة. وبالإضافة إلى الفرص الأخرى المقبلة، يقف قطاع التمويل أمام فرصة فعلية لتطوير وظائف استشارية أكثر نشاطاً، حيث تُطبّق التكنولوجيا للحدّ من الأعباء التشغيلية لقطاع التمويل ولتمكين هذا القطاع من التركيز على المساهمة في تعزيز أداء الشركات".
وفي الشرق الأوسط، يواصل قطاع التمويل التطوّر نتيجةً لزيادة الاستثمارات في التكنولوجيا وتغيّر نماذج العمل. وشهدت المنطقة عدداً من الإصلاحات التشريعية والمالية التي لا زالت تُشكّل تحدياً للنماذج التقليدية لممارسة الأعمال في المنطقة. ونتيجةً لذلك، باتت هناك حاجة أكبر لتطوير الوظائف المالية المستقبلية التي تواصل التطوّر بالتزامن مع التنمية الاقتصادية.
وقالت فازيلا غوبالاني، رئيس جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA) في الشرق الأوسط: "في ظلّ جميع التغييرات التي تشهدها المنطقة، نجد أنفسنا أمام إغراءات تدعونا للتمهّل، إلّا أنّ ذلك لا يمكن أن يكون خياراً لنا. وتعتبر كلٌّ من سرعة التغيير في قطاع التمويل، وإدراك الحاجة إلى إعادة تعريف الثقافة، والقدرة على التكيف والمرونة، أموراً جوهرية للنجاح. وبصفتنا قادةً للقطاع، يتوجّب علينا تمكين المشاريع لا التحكّم بها، وركوب موجة التغيير بصفتها مساراً طبيعياً للأحداث. وانطلاقاً من كونه أحد محاور التركيز الحكومية، يواصل كلٌّ من الابتكار والتطورات التقنية صياغة معالم السياسة والاقتصاد؛ ولذلك، يتوجّب على قطاع التمويل التكيّف، وهو أمرٌ يجب أن يكون على رأس أجندة القادة".
واختتم براين فورنيس قائلاً: "يُظهر هذا التقرير والاستبيان وورش العمل التي يستند إليها مدى سرعة التغيير في عالم التمويل والفرص التي يقدّمها للمؤسسات والأشخاص فيها. ونحن بحاجةٍ إلى مقاربةٍ قائمة على الأشخاص للاستفادة من ذلك، بالإضافة إلى الرؤية الواضحة وروح التعاون والقيادة القوية".