يعد داء السكري اضطراب تمثيل غذائي يتجسد بعدم إنتاج الجسم للأنسولين أو استخدامه بشكل صحيح، حيث يعد الإنسولين الهرمون الذي يتيح للجسم استخدام سكر الدم للحصول على الطاقة. وتعتبر المستويات العالية لسكر الدم السمة الأساسية لداء السكري، وقد تتسبب بتغيرات في الأوعية الدموية لشبكية العين التي تعد شبكة الأنسجة الحساسة للضوء الواقعة في الجزء الخلفي من العين والضرورية من أجل الرؤية بشكل جيد.
وقال الأستاذ الدكتور أيمن شومان، استشاري جراحة الماء الأبيض والشبكية والجسم الزجاجي في المركز الإسباني بدبي في سياق تعليقه على مخاطر داء السكري وتسببه بتلف العيون: "يعتبر اعتلال الشبكية السكري السبب الرئيسي لحالات فقدان البصر الجديدة بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و74 عاماً".
هذا وتشهد المراحل المبكرة من اعتلال الشبكية السكري تعرض الأوعية الدموية الصغيرة في العين للانتفاخ، ومع تطور المرض تصبح بعض الأوعية التي تغذي الشبكية مسدودة، وتبدأ أوعية دموية جديدة غير طبيعية بالنمو على سطح شبكية العين لاستبدال الأوعية المسدودة، إلا أن الأوعية الدموية الجديدة تتمتع ببجدران رقيقة وهشة ما قد يؤدي في حال تسرب الدم منها إلى فقدان حاد في الرؤية وحتى العمى.
ويشكل فحص العين الشامل الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تشخيص اعتلال الشبكية السكري، وفي بعض الأحيان، يتم تشخيص الإصابة بداء السكري في عيادة طبيب العيون عند اكتشاف اعتلال الشبكية السكري.
ويتعرض جميع الأشخاص الذين يعانون من داء السكري بما في ذلك النوع الأول (الذي يصيب الصغار) والنوع الثاني (الذي يصيب البالغين)، لمخاطر تطور اعتلال الشبكية السكري. وكلما كانت فترة الإصابة بداء السكري أطول كلما تزايدت فرص تطور اعتلال الشبكية السكري، كما يُظهر هذا المرض عنصراً وراثياً حيث إذا كانت جدتكم تعاني على سبيل المثال من اعتلال الشبكية السكري، فإن فرص إصابتكم بالمرض ترتفع نتيجة لذلك.
ويعتبر التشخيص المبكر وعلاج اعتلال الشبكية السكري عناصر في غاية الأهمية لتجنب فقدان البصر، حيث تشهد مخاطر فقدان البصر الكلي انخفاضاً بنسبة 90 في المائة بفضل تقديم العلاج في الوقت المناسب ومتابعة الرعاية الطبية للمريض، إلا أنه لا يمكن للمريض استعادة الرؤية التي سبق وفقدها نتيجة الإصابة بهذا المرض.
ولا حاجة لأي علاج خلال المراحل المبكرة للمرض، لكن مع تقدم المرض ينصح الأطباء بالمركز الإسباني في دبي بخيارات العلاج التالية:
الكشف الدوري: اجراء فحوصات العين للتشخيص المبكر وينصح به كل ثلاثة أشهر
العلاج بالليزر: حققت الجراحة بالليزر النجاح في ختم الأوعية الدموية لمنعها من التسرب، وتقليص الأوعية الدموية غير الطبيعية. هذا ويتم استخدام علاج الليزر عموماً لتحقيق الاستقرار في الرؤية، ومع تلقي العلاج بصورة مبكرة مناسبة تصبح احتمالات فقدان الرؤية ضئيلة.
حقن داخل العين: يساعد هذا العلاج الجديد على تقليل كمية تسرب السوائل في الشبكية، مما يحسن الرؤية، وقد يحتاج هذا العلاج إلى التكرار أو إضافته إلى العلاج بالليزر لتحقيق أثر دائم.