أقامت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث والآداب في الإمارة، مؤخرًا حفلاً خاصًا في ندوة الثقافة والعلوم بدبي بحضور سعادة سعيد النابوده المدير العام بالإنابة، والمستشار الدكتور صلاح القاسم، لتكريم 83 متطوعًا شاركوا في مهرجان دبي لمسرح الشباب 2018 - الدورة الثانية عشر.
وجاء هذا الحفل اعترافًا بالدور الكبير الذي قام به المتطوعون من فريق “اسعد شعب”التطوعي، وإسهاماتهم في النجاح الكبير الذي حققته النسخة الثانية عشر من مهرجان دبي لمسرح الشباب 2018، وذلك في الفترة من 6 إلى 17 أكتوبر الماضي 2018، كما أظهرت هذه المجموعة من الفتيات والشباب أعلى مستويات الجدية والالتزام والاحتذاء بنهج المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه في القيم التي عاشها وتجسيدها من قبلهم في كل زاوية من زوايا المهرجان، بالإضافة إلى انهم ساهموا في تقديم الدعم اللازم للجنة المنظمة والفرق المسرحية المشاركة والزوار بكل حماس ورغبة في تقديم الأفضل والحرص على اظهار الحدث بشكل متقن بروح الفريق الواحد.
وقال سعادة سعيد محمد النابوده، المدير العام بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي: "لقد تمكنت نسخة هذا العام من تحقيق أهدافها، ووصلنا إلى النتائج المرجوة بفضل التخطيط الجيد والإعداد المتميز، ولا ننسى تفاني المتطوعين الذين أبدوا الاستعداد التام لدعمنا. إن هؤلاء الجنود المجهولين يستحقون الشكر الجزيل لدورهم الجوهري والحاسم في إنجاح المهرجان، لاسيما وأنهم برعوا في كافة المهام التي أوكلت لهم، وكان من الممكن ملاحظتهم في كافة أرجاء المكان، مما ساعد على أن تكون دورة "عام زايد" بحلة متميزة واستثنائية".
وشارك على قائمة المتطوعين، أحمد سعيد المسكري، رئيسالفريق البالغ من العمر 35 عامًا من مدينة العين، حيث يؤكد أن دافعه للمشاركة كان حب التطوع من خلال الانضمام لفريق اسعد شعب التطوعي الذي ترأسه السيدة حمده العامري ، وكان القائد المسؤول عن المتطوعين خلال المهرجان، باعتبارة اداة لتوجيههم والحرص على متابعتهم بشكل ميداني يومياً، كما يذكر انه شارك في اكثر من 10 فعاليات لحد الآن ويطمح للمزيد من المشاركات في الاحداث التي تخدم دولة الامارات، كما ان شغفه للمشاركة لم يحيل بينه وبين صعاب المسافات بين سكنه وموقع المهرجان.
وكان من بين هؤلاء المتطوعين حصة علي درويش الشحي من دبي البالغة من العمر30 عامًا، وهي من فريق "أسعد شعب" التطوعي، وسبق لها التطوع في دورة العام 2017 من مهرجان دبي لمسرح الشباب، انطلاقًا من شغفها لخدمة المجتمع. وتقول: "لا أتواني عن التطوع في مختلف الفعاليات، وأكسبني ذلك مهارة التعامل مع كبار الشخصيات وأصحاب الهمم، ونجحت في إقامة الكثير من علاقات الصداقة، فزادت ثقتي بنفسي، وأصبحت اجتماعية أكثر".
ويصف خليفة موسى البالغ من العمر 23 عامًا، وهو من إمارة الفجيرة، وينتمي إلى فريق "أسعد شعب"، مشاركته في تنظيم المهرجان بالتجربة الناجحة والإيجابية، ويقول: "لقد تعلمت الكثير حول أمور التنظيم والتعامل مع الجمهور، وتعرفت على أشخاص ووجوه جديدة،وكانوا حافزًا لي على العمل من أول يوم بدأت فيه بالتطوع".
ويقول عمر عبدالمطلب، وهو طالب في كلية التقنية العليا ويبلغ من العمر 21 عامًا: "من خلال مشاركتي مع فريق "أسعد شعب"، وتطوعي في هذا المهرجان أكملت الساعات التطوعية المطلوبة للتخرج، ولكن بعد أن قضيت بعض من الوقت، أحببت العمل كثيراً، وزاد اهتمامي وأكملت العمل التطوعي في المهرجان حتى بعد إنهاء الساعات المطلوبة مني للتخرج. لقد كانت تجربتي جميلة جداً بشكل عام،وقابلت أشخاص طيبين، واكتسبت الكثير من المهارات الشخصية".
وتقول سارة سلمان جوهر من دبي، البالغة من العمر 25 عامًا، وخريجة مدرسة سكينة بنت الحسين الثانوية، تقول أنها استمتعت بتجربة التطوع في المهرجان بشكل خاص وكانت تمتاز بروح الفريق والتعاون،واكتسبت خبرات شخصية وعملية ستكون لها نفع في حياتها المستقبلية. وتضيف: "لقد زادت ثقتي بنفسي، وأصبحت أتقن طرق التعامل مع الناس. وحفزتني هذه التجربة لمواصلة المشاركة في الأعمال التطوعية، كما حصلت على التشجيع اللازم من فريق "أسعد شعب" التطوعي".
وكانت الهيئة قد نجحت في تقديم حدث مسرحي محلي بمواصفات عالمية، بفضل تنظيم مختلف الفعاليات بمستوى يليق بمكانة إمارة دبي، وأفقها الثقافي المتنامي، وأسهمت في ترسيخها على قوائم عواصم الثقافة والفنون في العالم.
بالإضافة إلى ذلك أثبت هذا المهرجان دوره المهم في صقل المهارات المسرحية الوطنية، ووفر منصة فريدة من نوعها أمام المواهب الإماراتية الواعدة من جميع ارجاء الدولة، لرفد المسارح الوطنية بالوجوه الشابة الجديدة. وساعدت دورة هذا العام أيضًا في تحقيق هدف الهيئة المتمثل في دفع عجلة نمو المشهد الفني والثقافي في الإمارة، وتمكين هذه القطاعات لتحقيق السعادة لمجتمع دبي، والمساعدة في تحقيق أحد محاور أهداف خطة دبي، كمدينة "لأفراد مبدعين وممكَّنين، ملؤُهم الفخرُ والسعادة".
يذكر أن دبي للثقافة تلتزم بإثراء المشهد الثقافي لإمارة دبي انطلاقاً من تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل على مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، لتعزيز مكانة دبي كمدينة عالمية خلاقة ومستدامة للثقافة والتراث والفنون والآداب، وتمكين هذه القطاعات وتطوير المشاريع والمبادرات الإبداعية والمبتكرة محلياً وإقليمياً وعالمياً.