اختتمت هيئة دبي للثقافة والفنون(دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث في الإمارة مؤخرًا، آخر ورشتين ضمن برنامج دبي لمسرح الشباب الإضاءة المسرحية وورشة المؤثرات الصوتية والموسيقية خلال شهر نوفمبر 2017.
وتولى التدريب في ورشة الإضاءة المسرحية الدكتور عمرو عبدالله من المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، وتناول العديد من المحاور، ومن أهمها فلسفة وتاريخ الإضـاءة من حيث التوظيف، وتطور تقنياتها عبر تاريخ المسرح الإنساني، وأنواع أجهزة الإضاءة التقليدية، وأجهزة الإضاءة الحديثة، مع شرح الاختلاف بينهما، ووظائف كل منها، وتأثير الإضاءة على شمولية الصورة المرئية، وتأثيراتها على المناظر والملابس المسرحية، والكتل البشرية الموجودة فى العرض المسرحى (سينوجرافيا).
وركز المدرب على أهمية الإضاءة كونها تمثل عنصرًا من عناصر المعادل التشكيلي للصورة المرئية لدراما العرض المسرحي، وتقدم ارتباطًا بمفهوم الدلالة البصرية والرؤى والمناهج الإخراجية المختلفة، ونوعية العروض المقدمة، سواء كانت موسيقية استعراضية، أو درامية تقليدية، فضلاً عن المعايير التي يقوم عليها بناء فكر تصميم الإضاءة، لتقديم عرض مسرحي بناءً على كل ما سبق مع التطبيق على نص مسرحي.
أما ورشة الموثرات الصوتية والموسيقية في المجال المسرحي، فقد تولى التدريب فيها باري قصاب، ومجموعة أخرى من المتخصصين في مجال الموسيقى والموثرات الصوتية من شركة "شوروساوند ديفايس" وشركة "إن إم كي" وشركة "افيد". وعلى مدى ستة أيام متواصلة، تعرف المشاركون البالغ عددهم قرابة 40 شخصًا على العديد من المحاور الرئيسية ذات الصلة بالمؤثرات الصوتية والموسيقية، في جلسات نظرية وتطبيقات عملية. وفي اليوم الأول، تم التركيز على أساسيات الميكروفونات السلكية، بينما تعرف المشاركون في اليوم الثاني على أنواع معدات التسجيل. وتم التركيز في اليومين الثالث والرابع على الموثرات الصوتية والموسيقية بشكل عملي. وتدرب المشاركون في اليومين الخامس والسادس على كيفية دمج الموثرات وإتقانها بشكل عملي. وبشكل عام، أتيحت الفرصة للمشاركين لاستكشاف الأسس العامة للموسيقى المسرحية، بما في ذلك "الموسيقى تبدأ مع النص"، والدلالات الموسيقية، والكم والنوع في الموسيقى المسرحية، والتضاد الموسيقي والإيقاع.
وقالت فاطمة الجلاف مدير قسم المسرح ورئيس مهرجان دبي لمسرح الشباب: "نعرب عن سرورنا لنجاح ورش العمل الأكاديمية المتخصصة التي وصل عددها إلى عشر ورش مكثقفة، وما حققته من إقبال عالٍ من قبل المتخصصين والمهتمين بعالم المسرح. لقد ساعدتنا هذه الورش في ضمان تقديم نسخة أكبر وأكثر شمولاً للمهرجان في العام 2018، بما يتفق مع متطلبات قطاع فنون الأداء في إمارة دبي على وجه الخصوص، ودولة الإمارات عمومًا، الأمر الذي يضيف نجاحًا آخر إلى جهودنا المستمرة لترسيخ مكانة المهرجان، واتخاذه المنصة المثلى للمواهب المسرحية الطموحة في الدولة. وهنا يطيب لنا أن نتقدم بالشكر الجزيل لجميع المدربين الذين جادوا بمعارفهم وخبراتهم في مختلف جوانب العمل المسرحي."
وفي العام المنصرم، احتفلت هيئة دبي للثقافة والفنون بعشر سنوات من النجاح، لاسيما وأن المهرجان وصل إلى مكانة رائدة، بعد أن أصبح منطلقًا رئيسًا للتعريف بالمواهب الواعدة في عالم المسرح في دولة الإمارات ومنطقة الخليج، بما في ذلك المخرجين وكتاب المسرح والممثلين وحتى المهنيين التقنيين الذين يعملون على خشبة المسرح، وخبراء الملابس والإضاءة والماكياج.
يذكر أن دبي للثقافة تلتزم بإثراء المشهد الثقافي في الإمارة انطلاقًا من تراثها العربي، كما تعمل على مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، والمساهمة في المبادرات الاجتماعية والخيرية البنّاءة لما فيه الخير والفائدة للمواطنين والمقيمين في دبي على حدٍ سواء.