أطلقت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث والآداب في الإمارة، الدورة الثانية عشرة من مهرجان دبي لمسرح الشباب الذي ستتواصل فعالياته خلال الفترة من 6 إلى 17 أكتوبر الجاري في ندوة الثقافة والعلوم في إمارة دبي طوال أيام الأسبوع، بدءًا من الساعة السابعة مساءً.
وقبل الافتتاح الرسمي انطلق المؤتمر الصحفي الذي أقيم في أروقة ندوة الثقافة والعلوم، بحضور عدد من ممثلي الهيئة، وكان في مقدمتهم المستشار الدكتور صلاح القاسم، مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون، والسيدة فاطمة الجلاف، مدير قسم المسرح ورئيس مهرجان دبي لمسرح الشباب، والاستاذ مرعي الحليان شخصية العام المسرحية ،حيث تم تسليط الضوء على أهمية المهرجان ودوره في الارتقاء بالحركة المسرحية في دولة الإمارات، ومستجدات نسخة هذا العام.
وتم خلال المؤتمر الإعلان عن "شخصية العام المسرحية" الفنان مرعي الحليان، وهو إعلامي وممثل ومؤلف يلقب بـِ "سفير المسرح الإماراتي"، وعرفه الجمهور من خلال أدوار الكوميديا والشر معاً. وكانت بدايته شعرية، ثم ذهب في رحلة البحث عن الذات، بعد أن أكمل دراسته الثانوية، وسافر إلى أمريكا وعاد منها، لتبدأ رحلة الإبداعية في المجال المسرحي وذلك في عام 1973.
وأشار المدير العام بالإنابة، سعيد النابوده: "اننا اخترنا "عام زايد" عنوانًا لهذه الدورة، استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - "حفظه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء ،حاكم دبي - "رعاه الله"، لإطلاع المجتمع على إنجازات الشيخ زايد، والتشجيع على التحلي بالقيم التي عاشها، وتقديمها للأجيال القادمة". وأضاف النابوده: "لذلك، فقد ارتأينا أن يتم تجسيد "قيم الشيخ زايد طيب الله ثراه" من خلال إبرازها وتشجيع الشباب المشاركين على توظيفها في الأعمال المسرحية المشاركة، والفعاليات المصاحبة للمهرجان أيضآ".
ونوّه النابوده إلى أن المهرجان يراعي مجموعة من المعايير المحددة، الأمر الذي يكسبه طابعًا احترافيًا، لتحفيز المشاركين على جودة الأداء والالتزام بالسياقات المحددة، ورفع مستوى المنافسة بين الفرق. وأضاف أن "عام زايد" موضوع ثري للغاية، ويساعد الفرق المشاركة على الاختيار من بين مجموعة من قيم ومآثر زايد الخالدة، مشيرًا إلى أن دبي للثقافة تتوقع أن تكون المنافسة قوية جدًا بين المشاركين الذين سيجسدون هذا الإرث الوطني العزيز في أعمالهم المسرحية التي سيعرضونها أمام لجنة التحكيم والجمهور الغفير الذي سيتابع هذا الحدث.
وكانت دبي للثقافة قد شكلت لجنة لمشاهدة العروض المقدمة من الفرق المسرحية المشاركة في دورة العام الحالي من مهرجان دبي لمسرح الشباب، وتم تقييم الأعمال خلال الفترة من 15 إلى 18 سبتمبر، وقدمت التوجيهات للفرق لضمان ملاءمة المضمون والرؤية الاخراجية مع معايير المهرجان.
وقال الدكتور صلاح القاسم المستشار في دبي للثقافة: "ستكون نسخة هذا العام من المهرجان الأكثر تميزًا بين الدورات السابقة، وسيسعد متابعوه بعروض ثرية بالمعاني والقيم السامية المستمدة من مبادرة "عام زايد"، الأمر الذي سيؤدي أيضًا إلى رفع مستوى المنافسة بين الفرق المحلية المشاركة. ليس هذا فحسب، بل حرصت الهيئة على إثراء الحدث بالكثير من الفعاليات المصاحبة المتنوعة التي ستدخل البهجة في قلوب محبّي المسرح من الكبار والصغار، وستطلعهم على أنواع مختلفة من فنون الأداء، بما في ذلك العروض الكوميدية والارتجالية. لذا .. نتوقع أن يسجل المهرجان حضورًا لافتًا، خاصة وأن العروض مجانية، ويتم تقديمها في أوقات مناسبة لجميع الفئات العمرية".
وفي إطار استعداداتها لهذه النسخة، نظمت الهيئة ثلاث ورش متخصصة ضمن برنامج دبي لمسرح الشباب، حيث قام مسرح دبي الشعبي بإقامة ورشة عمل حملت عنوان "ورشة التمثيل المسرحي"، وورشة "إعداد الروايات الأدبية الإماراتية وتحويلها إلى نصوص مسرحية"، بينما تولى مسرح دبي الأهلي تنظيم "ورشة الإخراج المسرحي".
وقالت فاطمة الجلاف رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان: "نتوقع أن تشهد دورة هذا العام من المهرجان نجاحاً عاليًا، وسنحرص من جانبنا على توفير بيئة تنافسية إيجابية، تلهم الجميع على تقديم أفضل مساهماتهم، على نحو يعزز فنون الأداء المسرحي الشبابي في الإمارات والمنطقة، خاصة وأنه سبق للهيئة أن نظمت الورش التدريبية والعروض التجريبية، مع تقديم التوجيهات اللازمة من الخبراء في إطار استعداداتنا للحدث وتشجيع الفرق المشاركة. إننا نفخر بتنظيم مثل هذا الحدث الكبير للأخذ بأيدي مواهبنا الشابة إلى مستوى الاحتراف في عالم المسرح والوصول بهم إلي العالمية. ومن المؤكد أن المهرجان يلعب دورًا مهمًا لتشجيعهم على مواصلة تطوير قدراتهم، وتحفيزهم على الابتكار والإبداع في مختلف عناصر العمل المسرحي، للتأسيس لقطاع مسرحي قوي، يرفد القطاع الثقافي في الإمارات والمنطقة عمومًا".
ولتقديم نسخة أكبر وأكثر شمولاً للمهرجان في سنة 2018، بما يتماشى مع متطلبات قطاع فنون الأداء محلياً في إمارة دبي و الإمارات الأخرى والمنطقة عمومًا، قامت الهيئة في عام 2017 بعقد سلسلة من الورش التطبيقية الممنهجة على مدار العام تحت برنامج دبي لمسرح الشباب، وذلك بهدف تقييم الوضع الحالي لقطاع فنون الأداء وبناء على ذلك تقديم منهجية أكثر شمولاً للمهرجان وفقاً للمخرجات النظرية والعملية للورش والدورات الاكاديمية المتخصصة.
ويهدف المهرجان الذي تنظمه دبي للثقافة إلى تسليط الضوء على إبداعات الفرق المسرحية الموجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوفير منصة للتعريف بمواهب وإمكانات الممثلين والمخرجين والمؤلفين ومصممي الديكور والمنتجين وخبراء المكياج ومهندسي الصوت والعروض البصرية والإضاءة ومصممي الأزياء.
يذكر أن دبي للثقافة تلتزم بإثراء المشهد الثقافي لإمارة دبي انطلاقًا من تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل على مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، لتعزيز مكانة دبي كمدينة عالمية خلاقة ومستدامة للثقافة والتراث والفنون والآداب، وتمكين هذه القطاعات وتطوير المشاريع والمبادرات الإبداعية والمبتكرة محلياً وإقليمياً وعالمياً.