اختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث والآداب في الإمارة، بنجاح المعرض الاستعادي الدولي الأول للفنان الإماراتي عبدالقادر الريس، الذي أقيم في معهد العالم العربي في باريس، كجزء من مبادرة "الحوار الثقافي الإماراتي– الفرنسي 2018/2019".
واستقطب المعرض الآلاف من عشاق الفنون والمهتمين بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وثقافتها، وبالتزامن مع انعقاد المعرض، أقيم عدد من حلقات النقاش التي حضرها أعداد من المهتمين بالفنون، وأسهمت في تسليط الضوء على العناصر الغنية للحياة الثقافية في دبي. وكانت هناك جلسة للرسم الحي مع الزوار قدمها الفنان عبدالقادر الريس.
وزار المعرض كوكبة بارزة من الشخصيات الإماراتية المهمة، حيث ضمّت القائمة كلاً من معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومعالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي زكي نسيبة، وزير دولة في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، والأديب عبدالغفار حسين، وأحمد السركال رئيس مجموعة السركال، وعلي بن ثالث، الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي. بالإضافة لعدد من كبار الشخصيات الأجانب مثل جان ايف بو دريان، الأمين العام لوزارة الشؤون الأوروبية والأجنبية في فرنسا، إلى جانب العديد من سفراء دول.
وقال معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، رئيس مجلس إدارة هيئة الثقافة والفنون في دبي: "تأتي التفاتة هيئة الثقافة والفنون في دبي للاحتفاء بالفنان الكبير عبدالقادر الريس، من حرصها على تعميق مفهوم دبلوماسية الفن، والذهاب برواده إلى مناطق أعمق وأبعد، وقد جاءت الالتفاتة في وقت وصل فيه هذا الفنان القدير إلى قمة العطاء والتألق، كما نشعر ببالغ الفخر لتنظيم المعرض الاستعادي الدولي الأول له في باريس. إن رحلته الفنية المزدهرة تكشف حرصه للحفاظ على ثقافة الإمارات العربية المتحدة وتراثها، وتعزيز هويتها الوطنية، ليقدم صورة حقيقية لتطور البلاد وأصالتها، بما يؤكد على تفاني قيادتها وشعبها للحفاظ على مقومات هويتها. إننا في دبي للثقافة نسعى دائمًا لترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للإبداع، وتعزيز السمعة العالمية التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة، وإطلاع الجمهور العالمي على المشهد الإبداعي المزدهر في دبي. إن هذا العمل يساعد على بناء جسور الثقة والتفاهم مع فرنسا والجاليات العالمية المقيمة هناك، كواحدة من أهم عواصم الثقافة والفنون العالمية، كما يدعم جهود الدبلوماسية الثقافية التي تشجعها قيادتنا الرشيدة، لإبراز مكانة دولتنا كوجهة للتعايش السلمي والاندماج الثقافي. لقد كان المعرض منصة للتعريف بقيمنا وثقافتنا، ووسيلة للتعبير عن اعتزازنا بهويتنا وتراثنا".
وقال معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم: "لقد افتتحنا الشهر الماضي المعرض الاستعادي الدولي الأول للفنان الإماراتي عبدالقادر الريس في معهد العالم العربي في باريس، بحضور معالي جاك لانغ، رئيس المعهد ووزير الثقافة الفرنسي السابق. وسجلت دبي للثقافة نجاحًا لافتًا في تنظيم هذا المعرض بطريقة إبداعية راقية، تماثل المعارض الأخرى التي أقيمت للفنانين العرب في باريس. وتم تقديم لوحات الفنان من مجموعات خاصة من الإمارات العربية المتحدة، مثل مجموعات فنية خاصة من سمو الشيخة سلامة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، ومعالي عبدالرحمن العويس، ومجموعات تعود لي شخصيًا ولآخرين. وتمكن المعرض من تغطية فترات مختلفة في مسيرة الفنان".
وقال عبدالقادر الريس: "أشعر بفرحة لا توصف لهذه الفرصة التي أتيحت لي لعرض أعمالي على جمهور دولي كبير. لقد كرست مسيرتي المهنية من أجل إبراز الثقافة الغنية لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الفن، وبفضل هذا المعرض الاستعادي أمكنني إطلاع أعداد غفيرة على مسيرتي وتجاربي، لاسيما وأن الزوار أظهروا حرصًا عاليًا على اكتشاف وطني الإمارات. إنني أعرب عن امتناني لدبي للثقافة ولمعهد العالم العربي في باريس، ليس فقط لمساعدتي في تحقيق هذا الإنجاز المهم ضمن مسيرتي المهنية، ولكن المعرض بحد ذاته كان فرصة أيضًا لتحقيق حلمي."
وقال معالي جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي في باريس: "يفخر معهد العالم العربي باستضافته هذا المعرض الاستثنائي الأول من نوعه للفنان الإماراتي المرموق عبد القادر الريس. وكان شرف كبير لنا الترحيب بجميع أطياف الزوّار من عشاق الفن وكبار الشخصيات، ليسهموا من خلال هذا الحدث في تعزيز المشهد الإبداعي لدولة الإمارات العربية المتحدة".
وكجزء من هذا المعرض، قدّم معالي محمد المر هدية لمعالي جاك لانغ، وكانت عبارة عن لوحة خاصة خطت فيها القصيدة الشهيرة "البحيرة" للشاعر لامارتين بعد أن تُرجمت إلى اللغة العربية.
يذكر أن دبي للثقافة تلتزم بإثراء المشهد الثقافي لإمارة دبي انطلاقًا من تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل على مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، لتعزيز مكانة دبي كمدينة عالمية خلاقة ومستدامة للثقافة والتراث والفنون والآداب، وتمكين هذه القطاعات وتطوير المشاريع والمبادرات الإبداعية والمبتكرة محلياً وإقليمياً وعالمياً.