أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث والآداب في الإمارة، عن إطلاق استراتيجيتها للحرف اليدوية التقليدية، وذلك قبل انعقاد "منتدى صون التراث الثقافي الإماراتي" الذي سيقام تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن رشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس الإدارة والذي سيعقد يومي 5 و 6 مارس القادم.
جاء إطلاق دبي للثقافة لخطة الحرف اليدوية كجزء محوري من خطة الهيئة الخمسية القطاعية 2021 والتي تشكل فيها خطة الحرف اليدوية حجز الزاوية لبناء النسيج المجتمعي الإماراتي، من خلال الحفاظ على الحرف اليدوية واستدامتها. لذا فإن استراتيجة الحرف تنطلق من رؤية شاملة لجعل دبي رائدة الإبداع والابتكار والسعادة، وموائمة لخطة الهيئة الخمسية القطاعية المعتمدة، لتطویر قطاع الحرف الیدویة التقليدية والصناعات الإبداعية، وتشجیع الشباب للإقبال علیھا. وحفاطًا على هذا الموروث، فقد أخذت الهيئة على عاتقها السعي الدؤوب والمتواصل لتطویر قطاع الحرف الیدویة التقلیدیة، ونشر الوعي بأھميته في الحفاظ على الموروث الثقافي لإمارة دبي بشكل خاص، ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، من خلال إيجاد الأسس القوية لھذا القطاع، وتحقیق التكامل مع الجھات الحكومیة وغیرالحكومیة على المستویات المحلیة والاتحادیة، التعريف بالقدرات والكفاءات بقطاع الصناعات والحرف التقليدية، بغية تمكين نقل معارفها بين الأجيال، وتوفير سبل نموها وتطورها، كرافد معنوي وثقافي وسياحي واقتصادي.
وصرّحسعيد النابوده، المدير العام بالإنابة لهيئة الثقافة والفنون في دبي: "تبدي القيادة العليا في إمارة دبي اهتمامًا عاليًا بالموروث الثقافي، وتحدیدًا الحرف الیدویة التقلیدیة، وتعمل على توفير الموارد والبنیة التحتیة التشریعیة. وقد جاء تأسيس ھیئة الثقافة والفنون في دبي جاء بمثابة اللبنة الأولى في ھذا التوجه. وتأكیداً على تطویر البنیة التشریعیة اللازمة لدعم التراث الحرفي الیدوي، فقد تم تخصيص بعض مواد القانون التي تتناول القیم الثقافیة والتراثیة وتفعیلها، ورسم السیاسات العامة والخطط والبرامج والتشریعات، والتنسیق مع الجھات المعنیة، وتفعیل وتنمیة الفعالیات التراثیة، وتشجیع الأجيال الشابة على الاهتمام بالتراث".
وأضاف النابوده: "تفخر دبي للثقافة بدعم المكانة التي وصلت إليها دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال انتمائها لعضوية العديد من المؤسسات والهيئات الدولية للتشجيع على تبني أفضل الممارسات والتجارب العالمية لصون التراث الثقافي الإماراتي وحمايته وتسجيله، لتمتلك من خلال ذلك تجربة رائدة في توثيق وصون التراث الثقافي الإماراتي".
واختتم النابوده بالقول: "نسعى إلى الحفاظ على التراث الثقافي الاماراتي للأجيال القادمة، عن طريق تعاون دولة الإمارات العربية المتحدة مع الدول الشقيقة والصديقة، لمساعدتها في تقديم ملفات مشتركة، لحفظ وتسجيل التراث الثقافي الإماراتي. وبصفتنا إحدى المؤسسات الوطنية المعنية، فإننا نعي تمامًا أهمية التراث الثقافي الإماراتي، كعنصر مكمّل لشخصية الإنسان وهويته وتكوينه الحضاري، وكحاضنة أساسية لهويتنا الوطنية".
وعملت دبي للثقافة على مواءمة الأھداف الاستراتیجیة لقطاع الحرف الیدویة التقلیدیة مع الأھداف استراتیجیتها القطاعیة المؤسسیة، ومع محاور وغایات"خطة دبي 2021"، وخاصة الإسهام في مجتمع متنوع في دبي قائم على تركيبة سكانية متعددة الثقافات، بشكل ينظر إليه على أنه مصدر إثراء وفخر، ومع أھداف الأجندة الوطنیة لـ "رؤیة الإمارات 2021"، لجعل الإمارات ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، حيث تعمل الهيئة على ترسيخ مفهوم المجتمع المتلاحم الذي يحافظ على هويته.
ويتجلى اهتمام دبي للثقافة بتنمیة الحرف الیدویة التقلیدیة ونشرها بين الشباب، من خلال تأسيسها مراكز دبي للتنمیة التراثیة بمدارس دبي الحكومیة، بموجب عقد اتفاقیة الشراكة مع منطقة دبي التعلیمیة. وتھدف ھذه المراكز إلى تطویر منبر تعلیمي تثقیفي للتراث الأصيل للدولة، لتجسيد حیاة الأجداد بشكل ملموس، وترسيخ القیم في نفوس الطلبة، وتنمية مھاراتھم من خلال إقامة الندوات واستضافة المختصین، لتقدیم التدریب للطلبة والمعلمین وأولیاء الأمور في الحرف التقليدية لمختلف البيئات، كما تم تأسیس فرق طلابیة في ھذه المراكز في مجال الحرف الیدویة التقلیدیة، ليشاركوا في مسؤولية صون التراث وحمايته، ومواصلة نقله بين الأجيال القادمة.
يذكر أن دبي للثقافة تلتزم بإثراء المشهد الثقافي لإمارة دبي انطلاقًا من تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل على مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، لتعزيز مكانة دبي كمدينة عالمية خلاقة ومستدامة للثقافة والتراث والفنون والآداب، وتمكين هذه القطاعات وتطوير المشاريع والمبادرات الإبداعية والمبتكرة محلياً وإقليمياً وعالمياً.